بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها الأخوات ، أيها الإخوة…
يتعرض الوطن العربي لحملة بربرية شرسة تقودها الولايات المتحدة الأمريكية بدعم أوروبي وسكوت عربي رسمي مفضوح تستهدف نهب ثرواته والتحكم في مقدّراته و القضاء على حضارته و ثقافته. وفي ظلّ هذه الظروف العصيبة، تبدو المقاومة حتمية تاريخية لا مناص للشعب العربي من خوضها بجميع الوسائل المتاحة لديه لتحرير أرضه و استعادة كرامته المهدرة. ومن الضروري أن يكون أيضا للجاليات العربية موقفا رافضا للاحتلال و متضامنا بشكل لا مشروط مع المقاومة، ومن هذا المنطلق بلورنا موقفنا بوضوح و عكسناه في كلّ أقوالنا و أفعالنا.
ولقد سبّب لنا موقفنا هذا العزل من طرف العديد من المنظمات النمساوية والبعض من الجمعيات العربية. و آخر هذه الممارسات ما قامت به ما تسمى بـ “مبادرة النمساويين المسلمين ” التي أصرّت على شقّ الصّفوف بتنظيم مسيرة يوم 25 أيلول (سبتمبر) موازية للتي أعلنا عنها و دعونا إليها منذ فترة طويلة بمناسبة إحياء الذّكرى الرّابعة لانطلاق الانتفاضة المباركة وتضامنا مع المقاومة في العراق. وهكذا يتكرر سيناريو السنة الفارطة التي منعنا فيها حتّى من أن يكون لنا متحدّث باسمنا مع أننا ألغينا المظاهرة الرئيسية و التحقنا بالمجموعات الأخرى حتى نتفادى التشرذم. و هم يعلّلون دائما سلوكهم هذا بمراعاة ”الأغلبية” و خوفا من ”اتهام” المسلمين بالتّطرف ومعاداة اليهود كما جاء في ردّهم على رسالة الدعوة إلى المساهمة في تنظيم المظاهرة الني وجّهناها إليهم والتي طالبوا فيها بمنع المنظمات المناهضة للصهيونية من المشاركة.
والحقيقة أن مراعاتهم ليست للأغلبية كما يدعون، بل للأحزاب المتصهينة الداعمة لجمعياتهم والمستفيدة من أصوات العرب و المسلمين (و على رأسها الحزب الإشتراكي النمساوي) والتي تخشى على مصالحها الضيقة والتي تستفيد من استدامة الإحتلال الأمريكي و الإستيطان الصهيوني للأراضي العربية. والرسالة التي تلقيناها منهم في السنة الفارطة تعبّر عن هذا الموقف المشبوه. لقد ندّدوا فيها بحرق العلم الأمريكي و تسيير المظاهرة نحو السفارة الأمريكية معتبرين ذلك تطرّفا؟!
هل يعتبر توجيه إصبع التهام إلى السفاك الأوّل للدماء العربية و المسلمة تطرّفا؟! هل تنديدنا بالجرائم الأمريكية في كامل العالم راديكالية ؟!
إن موقفنا الواضح من أمركة العالم و فرض ثقافة العولمة و رفضنا لسياسة الإستعباد لا يمكن في أي حال من الأحوال أن ينظر إليه كتطرّف. و توجهنا بالمسيرة إلى السفارة الأمريكية هو فضح للسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية و من يقف خلفها من الأحزاب و المنظمات النمساوية.
كما أن رفضنا للكيان الصهيوني ونظرتنا له ككيان استعماري استيطاني وكقاعدة عسكرية غربية متقدمة و مطالبتنا بإقامة دولة ديموقراطية على كامل فلسطين التاريخية و تأكيدنا على حق العودة لكل اللاجئين هو مطلب وطني مشروع، وإن استغله الآخرون للمزج بين معاداة اليهود و معاداة الكيان الصهيوني.
إن اللهث وراء التفوق الكمي لا يبرّر المواقف النوعية المتخاذلة لهذه الجمعيات، ومن ينشد الحق فعلا لا يعير الأعداد أهمية.و لو كان الأمر بالكمّ لكان حال الأمة العربية والإسلامية أفضل بكثير مما هو عليه الآن. إن ما ينقصنا هو الموقف، ونحن لا نستجدي عطاء أو هبة إذ نطالب بحقنا في التحرر من الإستعمار. و الوطن العربي لا تعوزه الأدلة و البراهين على عدالة قضيته وشرعية مقاومته.
لقد ذهبت “مبادرة المسلمين النمساويين” ومن يقف معها إلى حد بعيد جعلنا غير قادرين على السكوت، فهي لم تتوانى عن دعوة سفيرة الحكومة العراقية العميلة للإحتلال الأمريكي و الترحيب بها ضيفة شرف في حفل عيد الأضحى المبارك الذي أقيم لجمع التبرّعات للعائلات العراقية المعوزة واليتامى. كما أنها ترسل عبر البريد الإلكتروني مقالات لأشخاص مشبوهين يهاجمون فيها المقاومة الباسلة في العراق ويرحبون بالإحتلال. ونذكّر إخوتنا هنا بموقف هذا الوسط المتخاذل إزاء إطلاق اسم تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية على أحد ميادين فيينا، إذ قايضوا سكوتهم بوعد هزيل من الحكومة بتسمية أحد الميادين باسم مؤرخ نمساوي مسلم، وكأن هذه “المقايضة” أو كل وعود الحزب الاشتراكي تبرر القبول بأن يكرّم مؤسس الحركة الصهيونية والداعي لإقامة الوطن القومي اليهودي بهذا الشكل.
إخواننا العرب و المسلمين، نحن لا نعادي أحدا و ستظل أبوابنا مفتوحة دائما لحوار صريح و بناء، ولكننا لن نتوانى في كل لحظة و في كل مكان عن كشف الحقائق وتعرية التزييف حتى تكون جاليتنا العربية والمسلمة على علم بما يجري وراء الكواليس.
إننا ندعوكم جميعا إلى المشاركة في التظاهرة التي تنظمها قوى التضامن في الذكرى السنوية الرابعة للانتفاضة، والتي ستنطلق من وسط البلد إلى السفارة الأمريكية، لنحمل تنديدنا بالإجرام إلى العنوان الصحيح.ظاهرة تضامن مع المقاومة في العراق وفلسطين
المكان: Stephansplatz
الزمان: الثالثة من بعد ظهر السبت25 أيلول (سبتمبر)
وستنطلق التظاهرة في حوالي الخامسة باتجاه السفارة الأمريكية
عاشت أرضنا العربية حرّة مستقلة!
يسقط الإستعمار و الإحتلال!
تحيى المقاومة العربية و الإسلامية!
كل الحقيقة للجماهير!
نادي فلسطين العربي
www.intifada.at