Site-Logo
Site Navigation

مع الأحداث 18 أسر صدام حسين.

15. December 2003

المتحدث باسم الحزب الشيوعي العراقي – الكادر

مع الأحداث 18 أسر صدام حسين.

د نوري المرادي*

(( ضَحَك الخليÙ?Ø© مسعورا، Ù?سايره خصيانه Ù?ÙŠ ضحكة الموت!))

(( بعد هذه يا بوش بماذا ستتحجج؟! ))

إثر معركة ضارية دامت يومين مع ما لا يقل عن 150 من أنصاره، أسر الرئيس السابق صدام حسين Ù?ÙŠ تكريت، Ù?ابتشر بعضهم وحزن آخرون، كل حسب موقعه من الحدث.

وقد أخÙ?ÙŠ خبر المعركة كليا، رغم أن موÙ?Ù‚ الربيعي كان قد أشار إليها عابرا حين تحدث عن سمكة كبيرة يتم اصطيادها غير عزت الدوري.

وحالة الأسير التي ظهر عليها تنÙ?ÙŠ بضع حقائق كانت بحكم المسلمات. Ù?الصورة لا تخطئ الإشارة إلى أنه كان محاصرا منذ Ù?ترة لا تقل عن شهرين، ولم يبد أنه اغتسل أو حلق، الأمر الذي ينÙ?ÙŠ ما سبق وقاله المحتلون عنه من أنه يغير مكانه كل 4 ساعات.

والوكر الذي عرضته الدعاية الأمريكية له، أقل سعة من قبر، وينÙ?ÙŠ ما أشيع عنه من بذخ وأنه بنى قصورا تحت الأرض يتخÙ?Ù‰ بها.

كما ومحال، وهو بيت القصيد، أن يكون الأسير قد قاد المقاومة وهو على تلك المظهرية وبذلك الحصار الذي ضرب عليه حتما. لم يقد المقاومة منذ ما لا يقل عن شهرين على الأقل. أي لم يقدها Ù?ÙŠ مرحلة تصاعد العمليات نوعا وكما وتطورا واشتدادا Ù?ÙŠ الإيلام ضد المحتلين.

أما ما ظهر عليه من بدلة سوداء نظيÙ?Ø© مكوية Ù?هذا من قبيل التركيب، مثله مثل حاله المصنّع ليثير الأسى، والتستر على خبر المعركة التي دارت والخسائر الأمريكية Ù?يها، Ù?هذه كلها صنّعت لإحباط المعنويات.

وهي لعبة سÙ?يهة لن تنطلي على المقاومة الوطنية، ولن تنطلي على الشعبين الأمريكي والبريطاني ولا على العالم.

ولنقرأ الحال على عواهنه، وهو: أن صدام حسين الذي كان Ù?ÙŠ جزء من شخصه يمثل رمزا مقاوما للاحتلال وإن أختلÙ? المتتبعون لأسبابه، هذا الرمز قد أسر وخرج من واقع الصراع الذي يخوضه الشعب العراقي ومقاومته الباسلة ضد الاحتلال الأنجلوصهيوني الغاشم.

Ù?ما هي التبعات، وعلى من ستقع؟؟!

معلوم أن ستصÙ?ر وجوه الكتبة الجلاوزة والمنقلبين على جلودهم وسيكشرون ألسنتهم قبل أسنانهم عن أي مدح سيطال هذا الشخص خصوصا بعد أن نجحت الآلة الدعائية Ù?ÙŠ إظهاره بالصورة التي رأينا. لكنه اصÙ?رار يسبق الموت، وتكشيرة لم يعد Ù?ÙŠ جعبة ذوي الأمر بعدها شيء. Ù?أسر صدام أو قتله كان ورقة كبيرة وأخيرة مدخرة عند المحتلين لضرورات قصوى، واستخدمت.

ورقة كبيرة وأخيرة، بدليل هذا الإخراج الهائل لعرضها على العالم، والذي يشير بلا أدنى شكوك إلى أن لا شيء يضاهيها أهمية ومعنى، وأنها، كما عرضت، نصر ليس بعده من نصر!

ولا نكران أن صدام حسين كان بمثابة الرمز لبعض أطراÙ? المقاومة الوطنية، ودون أن يكون له بالضرورة اتصال ما معهم. كما لا نكران بأنه أشرÙ? على بعض العمليات، لكنه أشراÙ? من حيث التوجيه الذي ينقل إلى المنسق العام للمقاومة الوطنية، الذي ينقلها بدوره إلى قادة المناطق ومنها إلى بقية الهرم القتالي. ÙˆÙ?ÙŠ حروب الأنصار Ù?توجيهات القيادة العليا، حتى لو كانت على أرض محررة ولها كامل الحرية Ù?ÙŠ التنقل، عادة ما تستغرق أكثر من شهر لتنÙ?Ø°. ومن هنا، Ù?قيادة صدام حسين للمقاومة، رمزية من جانب، ومن جانب آخر، Ù?تتمثل Ù?ÙŠ رسم خطوط عامة من قبيل: (( لا تسمحوا بتصدير النÙ?Ø·ØŒ اقطعوا خطوط المواصلات، ،،الخ )). وهو ليس عسكريا ولا قائدا ميدانيا على أية حال.

وحقيقة، وذات مرة تبادلت رسائل مع، أو هكذا Ø£Ù?ترض، مصدر مقرب إلى موقع قرار Ù?ÙŠ واحدة من جهات المقاومة الوطنية العراقية. رسالة منها، كانت شبة صريحة من أن صدام حسين رغم كونه لازال الرئيس الشرعي حيث لم يقله أحد ولم يستقيل ولم يجرد من سلطاته، لكنه ليس بنية العودة إلى الحكم، حيث لا يرى أن بقي من عمره الكثير لتحمل الأعباء، ولو أراد لأتÙ?Ù‚ مع الأمريكان وعلى شيء بمستوى ما يستعد أعضاء مجلس الإمعات منحه لهم. إنما هو ينطلق من عداء للاحتلال وثأر بمقتل ولديه.

هذه حقيقة، وليÙ?همها المريدون كما يروا! وقد أشار إليها الصحاÙ? قبل أربعة أشهر على Ù?ضائية أبوظبي، وطارق عزيز والدوري وغيرهم.

وقد تسربت أنباء سابقة عن تÙ?اوض بينه وبين الأمريكان على تسليم Ù†Ù?سه، جرت عبر عبد حمود أو شيء من هذا القبيل، لم يأخذ بها أو يكذبها أحد.

ومن جانب آخر Ù?الواقع الآن يشير إلى أن صدام حسين، اثر أو أشرÙ? أو قاد المقاومة أم لا، هو الآن أسير Ù?ÙŠ يد عدوه، وسيستنÙ?Ø° المحتلون كل ما يستطيعون Ù?ÙŠ تجيير أسره لصالحهم ولصالح هيمنتهم على العالم. استنÙ?اذ أقل ما يرجونه Ù?يه أن يجعلوه عبرة لغيره.

Ù?ما هي تبعات هذا الأسر على الأطراÙ? المعنية؟!

أو، هل هو حقا نصر، أم مؤشر عظيم على الهزيمة؟!

حين ظهر بوش منتشيا أمس بخبر الأسر، قال بالحرÙ?: (( والآن أرجوكم أيها العراقيون أن لا تقتلوا قوات التحالÙ?ØŒ Ù?صدام لم يعد موجودا ولن يخيÙ?كم )) أي أن ما تÙ?عله المقاومة العراقية من هجوم على الأمريكان، كما ÙŠÙ?هم من قول بوش، كان نكاية بإبقائهم على صدام طليقا!

وعلى أية حال Ù?إن كان أسر صدام نصرا، Ù?حتى رأس السنة، بالكثير!

وعند رأس السنة، أو قبلها، سيتبين لبوش أن هذا الأسر لم يوقÙ? العمليات الÙ?دائية التي تÙ?تك بجنوده، لكن بالمقابل سيعود السؤال المستحق أمام الشارع الأمريكي، وهو: (( ها قد حدث آخر ما كنتم تتحججون به من بقاء Ù?ÙŠ العراق – أسر صدام، Ù?متى يخرج جنودنا من هذا الموت ومتى نترك هذه الحرب الخاسرة؟)).

ومن هنا Ù?استحقاق النصر الذي سجله بوش إعلاميا، مؤقت، ليحل بعده استحقاق لن يتوقÙ? حتى يغادر جنوده العراق، طوعا أو كرها.

بقي أمر يبدو أن بوش نسيه وهو يتحدث عن أسر صدام مبتسما مثقل الوجه بمكياج الإخراج التلÙ?زيوني؛ وهو إن نصر هذا الأسر، ليس له وإنما لرامسÙ?يلد. وسيÙ?عل رامسÙ?ليد شيئا يثبت أنه هو صاحب النصر وليس غيره. سيصرح علنا أو يضمن كلامه ما سيÙ?همه الشارع أو صاحب القرار، أو قد يذكر رئيسه برحلته المرعوبة بسبب صدام حسين إلى بغداد، أو يذكره بجبنه وتخÙ?يه ÙˆÙ?ÙŠ وكر لابد واستوحاه مخرج Ù?ÙŠ البنتاجون ليبني مثله وينسبه إلى صدام حسين.

أم أن رامسÙ?يلد شريÙ? روما؟!

ومن جهة مجلس الإمعات، Ù?الحال سيكون أسوأ ما هو عليه عند بوش.

Ù?قبل الآن كان الأمريكان بحاجة لهم، عسى ولعلهم ينÙ?عون للشدة، ناهيك عن أنهم صنّعوا كماص للصدمات، يتحملون عن الأمريكان مساوئهم وشرورهم أمام الشعب. أما وقد ذهب ما ÙŠÙ?ترضه المحتلون عقبة بوجههم Ù?ÙŠ العراق، Ù?لا حاجة لهم بهذا المجلس وسيتعاملون معه بعد اليوم كالمخط Ù?ÙŠ الأنÙ?. وسيظهر، أو هكذا Ø£Ù?ترض، رجلهم الذي صنعوه لهذه المرحلة. وهو ليس من المجلس حتما ولا من المقربين إليه.

ومن ناحيتهم، Ù?ليس لأعضاء مجلس الإمعات من داخل مجلسهم سوى المرتبات. وهو أمر لاوزن له عمليا، ولا يجمع أو ÙŠÙ?رق. Ù?ما يجمع أعضاء هذا المجلس ثلاثة أمور: خوÙ?هم من صدام، تسابقهم على حضوة بريمر، وانتÙ?اعهم بالرشاو والسرقات والمحسوبية. والأمر الأول انتهى، والثاني سينتهي أو بدأت نهايته بالأسر، والثالث هو أصلا مدعاة للتنازع والاحتراب. ومن هنا Ù?سرعانما تبدأ المؤامرات والكولسات Ù?يما بينهم لتنتهي بالاغتيالات. وعلى أية حال Ù?ما بقي للمجلس سوى أيام أقصاها 180 يوما، سيتهاÙ?ت أعضاؤه للإستÙ?ادة منها بكل ما هو شرعي ولا شرعي!

أما الجهات السياسية العراقية والÙ?عاليات التي أجلت مقاومتها للاحتلال خوÙ?ا من أن تكون نتيجتها تقوية احتمالات عودة صدام إلى السلطة، هذه الجهات، كقطبي الشيعة السستانية والصدرية، والحزب الإسلامي، وما ادعاه حميد مجيد وبعض المستقلين، هذه الجهات الآن أمام الاستحقاق الذي ألزمت Ù†Ù?سها به. وهو أنها ستقاوم الاحتلال حين لا يكون لهذه المقاومة أثر يمكن أن يعيد صدام إلى السلطة. خصوصا وقد تبين أن العراق – بلد النÙ?Ø·ØŒ صار يستجدي النÙ?Ø·ØŒ وصار جياعه الغالبية، وصار المواطن Ù?يه يحن لأيام أمن صدام حسين أكثر بكثير من أيام ديمقراطية المحتلين وميليشيات حكيم والطرزان. ولا شيء يوحي بإمكانية تحسن سيطرأ على الأوضاع،، اللهم إلا Ù?ÙŠ العقول المنخورة بالعمالة حتى قحÙ?ها، أو السÙ?يهة التي لا ترى أبعد من Ø£Ù?واهها.

Ù?عند هؤلاء Ù?قط ترتسم الأحلام الوردية. أما الحال Ù?عكس ذلك تماما، وهي الواقع، وما عداها خيال. ناهيك، عن أن الذين حيّدهم المحتلون حتى اللحظة بهذه الحجة أو تلك، هم أيضا Ø£Ù?واه تنتظر الطعام، وهم أيضا مواطنون والعراق عندهم Ù?وق ما يتصوره الجلاوزة.

هذه الجهات ليس أمامها الآن من خيار إذا كانت صادقة Ù?ÙŠ ديانتها ووطنيتها، وإذا لم تكن سوى احتياطي لدى المحتلين يظهروه أو يستعملوه أنّى شاؤوا!

أما ثقل أثر أسر صدام حسين على المقاومة Ù?كالسوابق قبله، حين قتل نجليه وحين اعتقل رمضان وحين استسلم سلطان هاشم والصحاÙ? وطارق عزيز وعبد حمود ،، الخ من القائمة التي أخرجتها العقلية الأمريكية كورقة اللعب.

أي، ويا سوء حظ بوش وحرقة قلبه، لا تأثير مطلقا!

Ù?الشعب العراقي عزم على مقاومة الاحتلال كله وليس بشخص معين. والعراق العظيم لا يمكن اختصاره أو اختزاله بشخص ما مهما كان موقع ذلك الشخص من البشر والدين والملكوت الأعلى. والعمليات لن تتوقÙ?ØŒ بل ستزداد وتيرة، وستكتسب عطÙ?ا إضاÙ?يا ومن الجهات التي تهيبت أو اÙ?ترضت الÙ?لولية والتبعية لجهة ما.

وعلى أية حال Ù?عمليات المقاومة العراقية الأكثر دقة وقوة وأشد إيلاما على العدو، حدثت حصرا Ù?ÙŠ الشهرين الأخيرين حين كان صدام حسين مقطوعا عن العالم كليا.

الخلاصة، البسيطة جدا من الحدث، هي التالي:

إن مقاومة الشعب العراقي للمحتلين الغزاة لن تتوقÙ? بلها ستزداد ضراوة.

وإن لم يصدق بوش وزبانيته من الكتبة والإمعات هذه الحقيقة، Ù?نذكر بالعمليات الثلاث الكبرى التي جرت مؤخرا: مقتل وجرح 60 Ù?ردا من المحتلين وتدمير 10 عربات (باعتراÙ?هم) Ù?ÙŠ استشهادية الرمادي، مقتل وجرح ما لا يقل عن 50 Ù?ÙŠ استشهادية الخالدية، مقتل 4 Ù?ÙŠ الموصل وجرح 3 ومقتل 2 Ù?ÙŠ بغداد، تÙ?جيرات أمام منزول المحتلين – Ù?ندق Ù?لسطين، وما لا يقل عن 5 هجمات على وكر الثعالب – مقر بريمر.

أما إن أراد المحتل مزيدا من البراهين – العمليات على ما سيÙ?عله ليوث شنعار، Ù?صبرا! ومجرد صبر،، لأسبوع أو اثنين بالكثير، ليظهر للعالم أن أسر صدام حسين هو آخر ورقة كانت بيد المحتلين. ورقة ذخر، استخدموه إعلاميا لتغطية هزائمهم المريرة المتتالية على ميدان العمليات القتالية Ù?ÙŠ العراق. ورقة غطاء يستخدم مرة Ù?قط. وقد استخدم وانتهى، ولم يعد للمحتلين ما يحول دون انكشاÙ? الهزيمة المنكرة التي مني بها احتلالهم للعراق، ونتيجة مشروعهم لاحتلال العالم.

Ù?لا تَهÙ?نوا يا Ù?تيان شنعار! ولا تلتÙ?توا لماض مهما كان وزنه!

العراق قبل كل شيء! ولا يعدل العراق غير تحرير العراق!

Ù?دونكم وأعداءكم، أعدوا لهم من قوة ومن رباط الخيل، واقتلوهم حيث ثقÙ?تموهم!

——

* المتحدث باسم الحزب الشيوعي العراقي – الكادر

Topic
Archive