Site-Logo
Site Navigation

مذكرة حول تشكيل القيادة الوطنية الموحدة

23. September 2003

الجبهة الشعبية لتحرير Ù?لسطين

الجبهة الشعبية لتحرير Ù?لسطين
مذكرة حول تشكيل القيادة الوطنية الموحدة

الاخوة والرÙ?اق Ù?ÙŠ القوى السياسية الوطنية والإسلامية
الاخوة Ù?ÙŠ المنظمات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني
تحية القدس والعودة،،،
انطلاقاً من حرصنا ومسؤوليتنا Ù?ÙŠ هذه الظروÙ? الحرجة والدقيقة التي يعيشها شعبنا وقضيتنا، حيث تتصاعد وتائر العدوان وتتسع دوائره لتشمل كاÙ?Ø© أبعاد وجودنا وثوابتنا الوطنية، وتزداد وترتÙ?ع حمى الضغوط الإسرائيلية والأمريكية على السلطة الوطنية الÙ?لسطينية، بهدÙ? إخضاعها لمنطق رؤية شارون وخطته السياسية، والدÙ?ع نحو تطويع النظام السياسي الÙ?لسطيني، ليتكيÙ? مع الإملاءات الإسرائيلية والأمريكية، ويتماثل مع النظام السياسي الذي تريده أمريكا Ù?ÙŠ عموم الشرق الأوسط، ليسهل مهمتها ويحاÙ?ظ على مصالحها وعلى إطباق هيمنتها الشاملة على المنطقة وعموم الإقليم.

Ù?ÙŠ Ù†Ù?س الوقت، Ù?إن ما تعيشه المؤسسات التمثيلية والقيادية الÙ?لسطينية من أزمة عميقة، ليست بعيدة Ù?ÙŠ العديد من جوانبها عن مؤثرات السياسة الأمريكية الصهيونية، وبشكل أكثر تحديداً ومباشرة، Ù?قد ساهم Ù?ÙŠ Ù…Ù?اقمة الأزمة الشروع بتهيئة الأوضاع الÙ?لسطينية لتطبيق خارطة الطريق التي بنيت من مقدمتها، والعديد من عناصرها على التدخل الÙ?ظ Ù?ÙŠ الشأن الداخلي الÙ?لسطيني وزرع الÙ?تنة Ù?ÙŠ صÙ?ÙˆÙ?Ù‡ مبتدئة بتحديد طابع القيادة التي تشترطها للشعب الÙ?لسطيني (قيادة تتصرÙ? بحسم ضد الإرهاب). ÙˆÙ?ÙŠ كل الأحوال، Ù?إننا نعتقد أن الواقع يطرح علينا واجبات باتجاهين:
الأول: التصدي للاحتلال وغطرسته وعدوانه الشامل والممنهج على شعبنا.
الثاني: العمل على مغادرة هذه الأزمة المتÙ?اقمة التي تعصÙ? بالوضع الÙ?لسطيني، وإعادة ترتيب أوضاعنا على أسس سليمة.
انطلاقاً من أن الحلقة التي يتوجب الإمساك بها بقوة، هي تحشيد كل مقومات القوة لمجابهة العدو ومخططاته ومشاريعه التصÙ?وية بحق شعبنا وقضيتنا الوطنية.

إننا نعتقد، وكما أكدنا Ù?ÙŠ مبادرات سابقة، أن الحل الجذري للأزمة السياسية والتنظيمية وإرساء الأسس القوية لمؤسساتنا وأدائنا وعلاقاتنا الوطنية هو الانتخابات الديمقراطية العامة، ÙˆÙ?قاً لمبدأ التمثيل النسبي لكاÙ?Ø© البنى القيادية الÙ?لسطينية. وكخطوة تمهد وتحضر للانتقال الطبيعي نحو هذا الخيار، Ù?إننا نؤكد على ضرورة وملحاحية تشكيل القيادة الموحدة، كمرجعية سياسية، وقيادة جماعية للشعب والعمل الوطني كلّه، ونقترح لتوÙ?ير مقومات النجاح Ù?ÙŠ تشكيل هذه القيادة، أحد خيارين:
الأول: أن تكون هذه القيادة تتويجاً للتواÙ?Ù‚ حول الرؤية السياسية والنضالية الراهنة لإدارة الصراع مع الاحتلال. وهذا هو الخيار الذي Ù†Ù?ضله.
الثاني: أن تكون القيادة Ù†Ù?سها إطار الحوار الوطني الشامل، وتمارس دورها Ù?ÙŠ Ù†Ù?س الوقت كمرجعية قيادية لشعبنا ÙˆÙ?Ù‚ آليات يتÙ?Ù‚ عليها.

إن ما يدعونا لطرح هذه الخيارت هو الحقيقة التي تقتضي أن يلحظها الجميع، وهي أن التكوين السياسي لمؤسساتنا يحكمه حتى الآن واقع التباين Ù?ÙŠ العلاقة مع منظمة التحرير الÙ?لسطينية، Ù?هناك القوى المشاركة Ù?ÙŠ مؤسسات المنظمة، وهناك القوى الإسلامية غير المشاركة Ù?يها والتي لم تكن جزءاً من تكوينها منذ البداية، إضاÙ?Ø© إلى عدد من القوى التي كانت تاريخياً Ù?ÙŠ إطار هذه المؤسسات ولكنها اليوم خارجها.
إن إدراك هذا الواقع، وضروة معالجته، يجب أن لا يسقط حقيقة أن منظمة التحرير الÙ?لسطينية هي الممثل الشرعي لشعبنا، وهي التكوين الوطني الذي يجسد وحدة شعبنا بكاÙ?Ø© تجمعاته داخل الوطن ÙˆÙ?ÙŠ الشتات، وهو الإطار المعترÙ? به Ù?ÙŠ كل المحاÙ?Ù„ العربية والدولية.

إن منظمة التحرير الÙ?لسطينية إنجاز لا يمكن القÙ?ز عنه أو التÙ?ريط Ù?يه، وكل الاختلاÙ?ات التي أشرنا إليها Ù?ÙŠ الموقÙ? من المنظمة ومؤسساتها لا تشكل عقبات يستحيل تجاوزها سواء Ù?ÙŠ تشكيل القيادة الموحدة، أو Ù?ÙŠ ترسيخ وتعزيز دور ومكانة المنظمة ومؤسساتها. وذلك بإعادة بناء وهيكلة مؤسسات المنظمة عن طريق الانتخابات العامة للمجلس الوطني كأساس لإعادة بناء باقي مؤسسات وأطر المنظمة.

إن المجلس الوطني الÙ?لسطيني المنتخب داخل الوطن، وحيثما أمكن Ù?ÙŠ الشتات، ووÙ?قاً لنص النظام الأساسي لمنظمة التحرير، يلغي بالضرورة أية مبررات لعدم المشاركة Ù?ÙŠ المجلس والهيئات الأخرى المنبثقة عنه.
ÙˆÙ?ÙŠ هذه المرحلة الانتقالية التي تسبق الانتخابات الديمقراطية الشاملة لمؤسسات المنظمة والسلطة، Ù?إن القيادة الموحدة كإطار مؤقت، هي القيادة العليا للشأن الÙ?لسطيني، أما ممن تتشكل هذه القيادة، وكيÙ? تعمل دون أن تصادر دور اللجنة التنÙ?يذية، ومؤسسات السلطة، Ù?إننا نعتقد أن هذه المسألة يمكن التغلب على إشكالياتها، بالتشكيل والمهمات والآليات التالية:
1) القيادة الموحدة:

إطار مؤقت يتشكل من:
‌أ. أعضاء اللجنة التنÙ?يذية لمنظمة التحرير الÙ?لسطينية.
‌ب. الأمناء العامين وممثلين إضاÙ?يين من حماس والجهاد الإسلامي لتعويض عدم مشاركتهم Ù?ÙŠ اللجنة التنÙ?يذية.
‌ج. عدد من الشخصيات الوطنية المستقلة من الوطن والشتات.
‌د. رئاسة المجلس الوطني الÙ?لسطيني.

وهي قيادة جماعية تتحقق Ù?يها مشاركة الجميع Ù?ÙŠ اتخاذ القرارات ومتابعة تنÙ?يذها.

قراراتها ذات الطابع الوطني والسياسي العام، وخاصة ما يتعلق بالتمثيل والعلاقات مع المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية، ترسمها وتتابع تنÙ?يذها اللجنة التنÙ?يذية كمؤسسة، Ù?أعضاؤها مشاركون Ù?ÙŠ القيادة المؤقتة وقراراتها.

قراراتها التي تتناول الشأن الداخلي الذي يقع ضمن دائرة السلطة Ù?تتابع تنÙ?يذها السلطة بهيئاتها المختلÙ?Ø©ØŒ وبما لا يتعارض مع النظام الأساسي والقانون.

تتحدد مهمات القيادة الموحدة بما يلي:
‌أ. هي قيادة عمل عليا لكل الشأن الÙ?لسطيني، خلال الÙ?ترة المؤقتة.
‌ب. تعد وتهيئ لإجراء انتخابات ديمقراطية شاملة للشعب الÙ?لسطيني ومؤسساته Ù?ÙŠ الوطن والشتات ÙˆÙ?قاً لنظام التمثيل النسبي الذي يحاÙ?ظ على التعددية ويحولها إلى إثراء وتعزيز لوحدة شعبنا بكل تياراته الÙ?كرية والسياسية والتنظيمية، على أن تجري الانتخابات خلال Ù?ترة زمنية يتم تحديدها.

2) منظمة التحرير الÙ?لسطينية:

يصبح من واجب الجميع، المشاركين وغير المشاركين Ù?ÙŠ مؤسساتها العمل من أجل حمايتها والمحاÙ?ظة عليها، وعلى دورها ومكانتها باعتبارها:
– الممثل الشرعي للشعب الÙ?لسطيني، والناطق باسمه والمعبر عنه Ù?ÙŠ كل المحاÙ?Ù„ والأطر الدولية والإقليمية.
– المجسد والناظم لوحدة هذا الشعب Ù?ÙŠ الوطن والشتات.
– الإطار الذي يؤكد ويرسخ الطابع السياسي والوطني لتجمعات شعبنا Ù?ÙŠ الشتات ويقود مشاركتها Ù?ÙŠ النضال من أجل العودة والاستقلال الوطني.

تÙ?عيل مؤسسات المنظمة وتطويرها، بإعادة بنائها على أساس برنامج وطني وديمقراطي، وبالانتخابات ÙˆÙ?قاً لنظامها الأساسي حيثما أمكن ذلك.

3) السلطة الوطنية:

هي المسؤولة عن تنظيم شؤون المجتمع الÙ?لسطيني Ù?ÙŠ الضÙ?Ø© والقطاع، بما يعزز الصمود ومتابعة النضال لتحقيق الأهداÙ? الوطنية.

خلال الÙ?ترة المؤقتة لعمل القيادة الوطنية الموحدة، تقوم السلطة بتنÙ?يذ قرارات هذه القيادة، وقرارات اللجنة التنÙ?يذية وقرارات هيئات السلطة ذاتها بما ينسجم والقوانين الناظمة لعمل السلطة والعلاقة بينها وبين المرجعيات الوطنية الأخرى.

وعلى ضوء وصول الحكومة الÙ?لسطينية برئاسة الأخ أبو مازن لنهايتها المنطقية لأسباب متعددة، أبرزها كثاÙ?Ø© وثقل الضغوط والإملاءات الخارجية، وارتÙ?اع وتائر التدخل Ù?ÙŠ الشأن الداخلي الÙ?لسطيني الذي يعاني أساساً، من ضعÙ? أو غياب آليات وقواعد العمل السليمة والشÙ?اÙ?Ø©ØŒ Ù?ÙŠ النظام السياسي الÙ?لسطيني بمؤسساته وهيئاته المختلÙ?Ø©ØŒ Ù?قد تأكدت ضرورة الشروع بالحوار الوطني الشامل لتشكيل القيادة الموحدة.

ولطبيعة التعقيدات التي تحيط بخارطة الطريق والموقÙ? منها، Ù?إننا ندعو لوضعها على جدول أعمال الحوار الوطني، ورغبتنا الصادقة Ù?ÙŠ الوصول إلى Ù?هم وموقÙ? مشترك من هذه المسألة Ù?إننا نضع بعض الأسس والمبادئ العامة لرؤيتنا وموقÙ?نا:
أولا: يجب أن نتعامل مع أهداÙ? نضالنا الوطنية المباشرة، Ù?ÙŠ صون حق العودة وطرد الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس. كرزمة واحدة وباعتبارها خطوط حمراء، لا يجوز القÙ?ز عنها، أو تجزئتها، أو تأجيلها، Ù?قد أكدت الحياة أن التجزئة والتأجيل، تشكل الأساس الموضوعي للضغط والابتزاز وتحويل الأهداÙ? والشعب إلى رهائن تحت رحمة العدو.

ثانياً: إن تجربة الأشهر الماضية كاÙ?ية لاختبار خارطة الطريق، ورصد وتدوين أوجه ومظاهر السلوك العدواني الإسرائيلي خلال الÙ?ترة التي شكلت عمليات الاغتيال للكوادر والقيادات بما Ù?ÙŠ ذلك محاولة اغتيال الشيخ أحمد ياسين، ثم القرار الوقح بإبعاد الرئيس أبو عمار المدى الذي يمكن أن تصل إليه جرائم العدو الإسرائيلي وعليه، Ù?إن هذا الواقع يطرح علينا توÙ?ير كل مقومات الصمود والثبات والجاهزية لمواجهة هذا العدوان والاستعلاء العنصري الصهيوني، واستنÙ?ار كل مقومات استنهاض شعبنا وطاقاته وصبها Ù?ÙŠ إطار تصعيد الانتÙ?اضة والمقاومة.
إن الواقعية السياسية المستندة إلى قراءة الواقع وتناقضاته، والسياسة الإسرائيلية العدوانية، والدور الأمريكي المساند والمنحاز لإسرائيل والذي يقدم الدعم والغطاء لعدوانها وجرائمها، يجعل من معزوÙ?Ø© اختبار النوايا، والعمل على كشÙ? حقيقة المواقÙ? الإسرائيلية، معزوÙ?Ø© ضارة، ÙˆÙ?ÙŠ Ø£Ù?ضل الأحوال لا Ù†Ù?ع منها، ولم تبق جرائم إسرائيل أية ركائز منطقية لسياسات التعامل الإيجابي مع المشاريع الأمريكية، واللجوء إلى خطاب سياسي مزدوج يلحق الأذى بنا وبأهداÙ?نا الوطنية.

ثالثاً: إننا ندعو إلى إغلاق الباب أمام مشروع خارطة الطريق، ووقÙ? الترويج لها أو التÙ?اوض علىا أساسها، Ù?هذا هو الطريق الذي يعزز المقاومة الشعبية الشاملة لشعبنا ÙˆÙ?صائله الوطنية والإسلامية، وهو الطريق الذي ÙŠÙ?تح الباب أمام المجتمع الدولي، وكل الأطراÙ? المؤيدة والمتÙ?همة لنضالنا وحقوقنا الوطنية لإعادة الاعتبار لقرارات الشرعية الدولية، التي تؤكد على حق شعبنا Ù?ÙŠ العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة، وتعيد لمؤسسات المجتمع الدولي دورها Ù?ÙŠ العمل لتنÙ?يذ هذه القرارات. والضغط على العدو الإسرائيلي لوقÙ? عدوانه الشامل على شعبنا وتأمين الحماية الدولية له وتمكينه من ممارسة حقه Ù?ÙŠ تقرير مصيره.

رابعاً: إن تÙ?اقم مأزق الاحتلال الأمريكي للعراق ودعوة أمريكا الخجولة لإشراك الأمم المتحدة، وعلى الرغم من أية نوايا تستهدÙ? توريط المجتمع الدولي Ù?ÙŠ تحمل أعباء احتلال أمريكا للعراق، Ù?هي Ù?ÙŠ Ù†Ù?س الوقت تتضمن تراجعاً عن الموقÙ? الأمريكي المتÙ?رد السابق، وقد يتبعه تراجع آخر. إن هذا الميل ما كان لينشأ لولا إدراك الإدارة الأمريكية أن العبء الواقعي للاحتلال، لم يكن Ù?ÙŠ حدود تصوراتها، وأنه سيعكس Ù†Ù?سه سلباً على حملة الرئيس بوش الانتخابية.
إن تصاعد المقاومة العراقية وتوسع رقعتها هو الذي Ø­Ù?ر المسار لهذا الميل. ويمكن أن نجبر شارون على الرضوخ لهذا المنطق، وسلوك هذا الميل لتغطية تراجعه الحتمي، إذا ما أدرنا المعركة ضد عدوان حكومته بنجاعة ووÙ?رنا لها كامل استحقاقاتها.

خامساً: إن الاتÙ?اق على الحد الأدنى والقواسم المشتركة حول الرؤية السياسية وبناء الأدوات التنظيمية لتنÙ?يذ مهامها، ستوÙ?ر المناخ والإطار الملائم لاستنباط أساليب المقاومة والنضال التي تستدعيها المرحلة وطبيعتها، والتي تأخذ بعين الاعتبار تÙ?اعل العوامل الوطنية والقومية والإقليمية والدولية، بما يوÙ?ر أوسع اصطÙ?اÙ? دولي مؤيد لنضال شعبنا وأهداÙ?Ù‡.

الاخوة والرÙ?اق الأعزاء
هذه رؤيتنا التي نطرحها من خلال هذه المذكرة التوضيحية لبناء القيادة الوطنية الموحدة، تأكيداً وتطويراً لأÙ?كار تقدمنا بها Ù?ÙŠ السابق، نأمل اغناءها وتعميقها وتطويرها Ù?ÙŠ إطار حوار جدي ومسؤول يصل بنا إلى القواسم المشتركة. ونحن على ثقة أن أعباء المرحلة من جهة وإخلاصنا للواجبات المطروحة علينا وعلى شعبنا من جهة أخرى ستجند كاÙ?Ø© جهود شعبنا ÙˆÙ?عالياته المخلصة نحو تحقيق هذا الهدÙ?.

وأخيراً، Ù?إن الإÙ?راج عن الرÙ?يق الأمين العام أحمد سعدات وإنهاء هذا الوضع الشاذ، ضرورة وراÙ?عة لا يمكن تجاهلها أو القÙ?ز عنها، لإنجاح هذا المشروع.

الجبهة الشعبية لتحرير Ù?لسطين
المكتب السياسي
14/9/2003

Topic
Archive