Site-Logo
Site Navigation

ملخص ندوة منتدى الفكر الاشتراكي-عمان – الاردن

19. March 2007

ملخص ندوة منتدى الفكر الاشتراكي حول المقاومة، الامبريالية، والسيناريوهات الاقليمي

http://jordanianissues.blogspot.com/

في ندوة عقدها منتدى الفكر الاشتراكي حول المقاومة، الامبريالية، والسيناريوهات الاقليمية

رمضان: اميركا تستعمل “دول الاعتدال” لاخراجها من مأزقها في العراق عبر تعميق الاحتراب الطائفي

البستاني: القول بأن ايران أشد خطرا من اميركا هو تشخيص خطير يخدم الامبريالية الامريكية

عمان – الاردن

عقد منتدى الفكر الاشتراكي مساء يوم أمس الاحد 18/3/2007 ندوته الثانية لهذا الشهر تحت عنوان: المقاومة، مواجهة الهجمة الامبريالية، والسيناريوهات الاقليمية. وقد شهدت الندوة التي حظيت بحضور كبير، مداخلات ساخنة حول موضوعها الذي تناول تحليلا للمقاومات الثلاث في المنطقة العربية، أثرها على المشروع الامريكي، وعرضا للسيناريوهات التي ترسمها الادارة الامريكية للمنطقة.

وقد تحدث في الندوة التي ادارها المهندس أمجد مدانات، كل من الناشط السياسي المهندس خالد رمضان، والناشط والكاتب في قضايا مناهضة الامبريالية ومقاومة التطبيع الدكتور هشام البستاني، وتبع ذلك مداخلات مكثفة من الحضور.

في ورقته، اشار المهندس خالد رمضان الى الخلفية النظرية للمحافظين الجدد، وتأسيس مفاهيمهم التي تعود الى الفيلسوف الامريكي-اليهودي من اصل الماني ليفي شتراوس (1889-1973) الذي نظر الى ان النظام السياسي لا يمكن ان يكون مستقرا ما لم يتوافق مع وجود خطر خارجي، وان الانسان العادي ليس له اي حق في الحرية، وان الانسان لا يولد حرا ولا متساويا مع غيره من بني البشر، وان الحالة البشرية الطبيعية هي ليست الحرية بل التبعية.

وأضاف رمضان الى أن الخطوط العامة لعمل المحافظين الجدد هي استعمال الكذب والخداع للمحافظة على السلطة، وانتهاج سياسة الضربات الاستباقية، وفرض الدين على الجماهير وابعادها عن الحكم واستخدام الدين في السيطرة على الجموع، وحق النخبة في حكم العوام. كما انهم الاكثر تنظيما والاكثر قوة والافضل تمويلا في الوسط الاكاديمي والاعلامي في الولايات المتحدة، وهم مراكز الابحاث والمؤسسات المالية.

واشار رمضان الى ان الهجمة الامبريالية على المنطقة هي اعادة انتاج للاستعمار القديم من خلال سياسات امبريالية دموية تدميرية جديدة تعمل على تفكيك المنطقة كلها الى كانتونات طائفية متناحرة تدور حول الكانتون اليهودي، مضيفا الى ان تدمير العراق هو اكبر دليل على ذلك، وان استخدام حريق البرجين في نيويورك كذريعة يذكرنا باستخدام النازيين لحريق الرايخستاغ كذريعة للتفرد بالحكم.

واحال رمضان المستمعين الى السياسي الامريكي النافذ ريتشارد هاس الذي يحذر الادارة الامريكية من خطأين اثنين: الافراط في الاعتماد على القوة العسكرية، والاعتماد على ظهور انظمة ديمقراطية لان التجربة افضت الى فوز حماس وحزب الله. بينما ينصح هاس الادارة الامريكية بالتركيز على “اصلاح التعليم” وتعميق نظام التحرر الاقتصادي السوق المفتوح، فيما يرى هاس ان الاسلام السياسي سيملأ الفراغ السياسي والثقافي في المنطقة في حين تتحول الوحدة العربية والقومية والاشتراكية الى “اشياء من الماضي”.

وختم رمضان بالاشارة الى المحاولات الحثيثة التي تقوم بها الولايات المتحدة لدفع ما يسمى “دول الاعتدال” لاخراجها من مأزقها في العراق عبر تعميق الاحتراب السني-الشيعي، وان هذه الدول المعتدلة “السنية” هي بالاساس دول المحور الامريكي سواءا سميت بالاعتدال او “القوس السني” كما يقول بلير، وان الخطة الامريكية الجديدة تقتضي تقديم “الخطر الشيعي الايراني” على الخطر الامريكي/الصهيوني.

اما الدكتور هشام البستاني، فقد اشار في ورقته الى الغياب الكامل لمشروع عربي في المنطقة العربية سواءا على المستوى الرسمي او مستوى التنظيمات الشعبية المختلفة. فالنظام الرسمي العربي غير قادر على التأثير باي شكل من الاشكال على مجريات الامور لا دبلوماسيا ولا عسكريا، مشيرا الى ان المشروع القطري الذي يبشر به النظام الرسمي العربي ليس مرفوضا فقط من الشعوب والمنطق والتاريخ ترفض، بل ان الامبريالية الامريكية ايضا ترفضها لانها تبحث عن شرق اوسط جديد او اوسع او كبير يعتمد على “الوحدة” والتفتيت”: وحدة الاقليم اقتصاديا تحت هيمنة المركز الصهيوني الامريكي، وتفتيت بناه الاجتماعية الى اشكال “ما دون قطرية” (اي اثنية ومذهبية وطائفية…الخ) فالقطر السايكس-بيكوي فقد وظيفته وفعاليته في السياقات الجديدة، وسقطت المعادلة “القطرية” تماما امام المعادلة الاقليمية وتكشفت وظيفتها كأداة للتضليل الداخلي ليس أكثر.

واضاف البستاني الى ان المقاومات العربية الثلاث الرئيسية في العراق ولبنان وفلسطين ليست “تكاملية”ØŒ ولا تنسق بعضها مع بعض، بل قد يصل الامر الى ان لا يعترف بعضها بالآخر كمقاومة وطنية، في حين ان الشارع العربي رغم وضوح بوصلته الا انه غير منظم وغير قادر بالتالي على التأثير الحقيقي، بينما تحول مشروع الاحزاب السياسية العربية المعارضة من النضال من أجل البرنامج السياسي والايديولوجي، الى النضال من اجل الوجود السياسي، مع ما يترتب على هذا التحول Ù…Ù† استحقاقات نوعية كبرى.

واوضح البستاني ان هناك ثلاث قوى رئيسية في المنطقة العربية (الولايات المتحدة/اسرائيل، ايران، وتركيا بمسافة ابعد)، ومشروعين رئيسيين (امريكي/صهيوني، وايراني)، وليس للعرب شيء سوى اسم الجغرافيا التي تتصارع عليها هذه القوى/المشاريع. وفي لعبة التاريخ، يستطيع من يملك المشروع ان يوظف الحدث، وليس العكس. اي انه في ظل انعدام لوجود مشروع عربي، فليس هناك مجال غير ان توظف القوى المتصارعة على الجغرافيا العربية (ايران والولايات المتحدة) الاحداث لصالح مشاريعهما.

واشار البستاني الى حدوث تحول خطير في الآونة الاخيرة عند بعض من اصحاب “الخطاب المقاوم” حيث اصبح الحديث عن خطر امبريالي امريكي/الصهيوني اقل الحاحا امام خطر آخر، هو الخطر الايراني او الفارسي او الصفوي. مضيفا ان العدو الاول للمشروع التحرري العربي حاليا هو الامبريالية الامريكية، والصهيونية، واية تناقضات أخرى مع مشاريع أخرى تأتي في مرتبة ادنى منها، ومن هنا فان القول بأن “ايران أشد خطرا من الولايات المتحدة” هو تشخيص يجانب الصحة، بل انه يخدم الامبريالية الامريكية من حيث: تغليب المعركة مع ايران وتوظيفاتها الطائفية والتفتيتية على المعركة مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وتوظيفاتها الوحدوية والتحررية والطبقية، وامكانية تحويل الولايات المتحدة او “اسرائيل” الى “حلفاء مرحليين” او قوى “يمكن التفاهم معها” في مواجهة “الخطر الايراني”ØŒ وتفكيك المقاومات العربية في العراق وفلسطين ولبنان بعضها عن بعض، ووضعها في مواجهة بعضها بدلا من ان تكون في خندق واحد، وتوجيه العداء الشعبي العربي بعيدا قليلا عن الولايات المتحدة Ùˆ”اسرائيل” باتجاه اهداف اقل اولوية بالنسبة للمشروع التحرري العربي.

واوضح البستاني ضرورة التمييز بين مستويين عند الحديث عن ايران او تركيا: المستوى الشعبي وضرورة تشكيل جبهة تضم جميع شعوب المنطقة (عرب-أكراد-اتراك-ايرانيين) في مواجهة الامبريالية الامريكية والصهيونية التي تتضرر منها جميع تلك الشعوب؛ ومستوى الانظمة التي لا ينطبق عليها هذا الكلام لانها ليست مناهضة للامبريالية، بل تملك مشاريع هيمنة أخرى، وتعملان في سياق مصالحهما لا في سياق مصالح الشعوب، وبالتالي لا يمكن البحث عندهما عن تحالفات.

وأكد البستاني على ان الموقف الموضوعي هو دعم المقاومة كانت من تكون ما دام عدوها هو الامبريالية والصهيونية. اما اذا تغير هذا العدو او استعدت للتفاهم معه فعندها تتوقف عن كونها مقاومة اصلا. وعليه فان دعم حزب الله في مواجهة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني هو أمر ضروري واساسي بغض النظر عن تحالفه مع ايران او توظيف ايران لمعارك حزب الله مع اسرائيل. مشيرا الى ضرورة البدء بخطوات من أجل انجاز مشروع عربي في المنطقة العربية لان البقاء في حالة رد الفعل الى ما لا نهاية هو أمر خطير جدا؛ والمقاومة بدون وجود مشروع استراتيجي، تنجح في ابقاءنا وقضايانا احياء، ولكنها تبقينا نراوح مكاننا الى الابد.

وقدم البستاني مجموعة من المقترحات في هذا السياق هي وحدة العمل الشعبي العربي افقيا كرافعة لتطور نوعي عمودي، وذلك يتطلب اجتماعا شعبيا عربيا حقيقيا من خلال المجموعات الشعبية الناشطة، واعادة لحمة للبنى الشعبية ضمن اطر عمل وتنسيق ما فوق قطرية؛ اعادة ترتيب البيت الداخلي قطريا وعربيا على قاعدة الاستقطاب حول الثوابت لا قاعدة التفاهمات على ما هو ادنى منها؛ واعادة طرح “العلمانية” Ùˆ”الاشتراكية” كأفضل خيار للمواجهة والتقدم في مواجهة المشروع التفتيتي الامريكي القائم على الطائفية والمذهبية؛ وتوسيع قاعدة العمل الشعبي من الاطار العربي الى اطار المنطقة كلها شاملا شعوب مثل تركيا وايران والباكستان وافغانستان، المتضررة كلها من مشروع الشرق الاوسط الجديد؛ والتحالف مع القوى الصاعدة المناهضة للامبريالية في امريكا الجنوبية.

وختم البستاني بالاشارة الى ان الامبريالية اليوم في ازمة شديدة، ونحن ان فقدنا هذه الفرصة التاريخية الفريدة بتوجيه الانظار بعيدا عن العدو الرئيسي، وساهمنا باستتباب مشروعه التفتيتي/الطائفي عبر تبني هذا المشروع وآليات عمله صراحة أو ضمنا أو حتى السكوت عنها، وتحولت المقاومات من الصراع الموحد ضد العدو الواحد الى الصراع واحدها ضد الآخر، واذا انسقنا الى لعبة تحويل المعركة الكبرى في مواجهة الامبريالية والصهيونية الى معارك هامشية داخلية، فعندها سنخرج الامبريالية من ازمتها، وسنضطر الى الانتظار مئة سنة أخرى او تزيد لفرصة مماثلة تتأزم فيها الامبريالية بشدة. 

Topic
Archive