د. إبراهيم ØÙ…ّامي ØÙˆÙ„ صÙقة غاز غزّة
ما أن بدأت الدماء الÙلسطينية تسيل بأيد٠Ùلسطينية الصي٠الماضي، وما أن ØÙØ±ÙØª البوصلة الوطنية عن مسارها لتتوجه بعيداً عن Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„ال، وما أن Ø£ØµØ¨Ø Ø´ØºÙ„ المواطن والسياسي والاعلامي متابعة ألأوضاع الميدانية Ø§Ù„Ù…Ø¤Ø³ÙØ© التي ØªØØ±ÙƒÙ‡Ø§ زمرة Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© مرتبطة تماماً Ø¨Ø§Ù„Ø¥ØØªÙ„ال، ما أن بدأ كل ذلك ØØªÙ‰ بدأت معه أصابع Ø®Ùية تعبث بمقدرات الشعب ومستقبله، تعبث Ø®Ùية ÙˆØªØØª Ø¬Ù†Ø Ø§Ù„Ø³Ø±ÙŠØ©ØŒ غير آبهة لا Ø¨ÙØµØ§Ø¦Ù„ ولا بتنظيمات، ولا بمعارضة أو رقابة، توقع Ø§Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚يات التي تهدر ØÙ‚وق شعبنا ÙÙŠ كل شيء، ولا Ø£ØØ¯ يعلم من هي ومن تكون!
مؤسسة الرئاسة كما ÙŠØÙ„Ùˆ لزمرة أوسلو تسميتها، رغم أن القانون الÙلسطيني ينص على رئيس للسلطة وليس مؤسسة تلملم كل مهزوم ÙØ§Ø´Ù„ØŒ هذه الرئاسة وتوابعها عاجزة ØØªÙ‰ عن إصدار بيان يندد بالعدوان Ø§Ù„ÙˆØØ´ÙŠ Ø¹Ù„Ù‰ الشعب الÙلسطيني، وتØÙˆÙ„ت لوكيل ÙØ§Ø´Ù„ أيضاً يهاجم كل وسائل واساليب المقاومة والتي كانت يوماً عسكرة Ù„Ù„Ø¥Ù†ØªÙØ§Ø¶Ø© وباتت اليوم مقاومة عبثية بعد أن مرت بمرØÙ„Ø© “الØÙ‚يرة”ØŒ Ùهل يعقل أن تكون الرئاسة وتوابعها هي من يعبث بمقدرات الشعب الÙلسطيني؟ أم أن هناك أياد Ø®Ùية Ùوق “الرئاسة”ØŸ سؤال ربما نجد له إجابة بعد أن نستعرض بعضاً من هذه العبثية – ولا أقصد هنا العبثية بالمعنى العباسي- من خلال ثلاث “ØØ§Ù„ات” ÙÙŠ الأشهر الأخيرة تمس الوطن والمواطن بشكل خطير ومباشر.
1. كلنا يعلم ØªÙØ§ØµÙŠÙ„ Ø¥ØªÙØ§Ù‚ية المعابر المخزية والتي وقعها Ù…ØÙ…د دØÙ„ان واعتبرها انجاز بطولي، والتي كرست وجسدت السيطرة Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ية Ù„Ù„Ø¥ØØªÙ„ال على المعابر، ÙˆØÙˆÙ„ت غزة إلى سجن كبير يغلق بأوامر Ø¥ØØªÙ„الية، وكنت قد تناولت Ø¨Ø§Ù„ØªÙØµÙŠÙ„ الممل مخازي دØÙ„ان ÙÙŠ هذه Ø§Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚ية ØªØØª عنوان ” إنجاز دØÙ„ان المزعوم ودوره المرسوم” بتاريخ 19/11/2005ØŒ هذه Ø§Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚ية الدØÙ„انية انتهى العمل بها منتص٠شهر نوÙمبر/تشرين الثاني الماضي، ورغم معارضة ÙƒØ§ÙØ© Ø§Ù„ÙØµØ§Ø¦Ù„ والقوى الÙلسطينية دون استثناء تجديدها بشكلها الذي أراده دØÙ„ان، والمطالب Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶ØØ© Ø¨Ø±ÙØ¶ السيطرة Ø§Ù„Ø§ØØªÙ„الية على المعابر، لكن ÙˆÙØ¬Ø£Ø© ودون سابق انذار Ø¬ÙØ¯Ø¯Øª هذه Ø§Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚ية وبمواÙقة Ùلسطينية دون علم الØÙƒÙˆÙ…Ø© ÙÙŠ ØÙŠÙ†Ù‡Ø§ ودون عرضها على التشريعي، ودون ØØªÙ‰ Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الطر٠الذي ÙØ§ÙˆØ¶ وواÙÙ‚ ووقع.
Ùمن يا ترى قام بذلك وبأي ØµÙØ© وصلاØÙŠØ©ØŸ ومن الذي خوله للتوقيع نيابة عن المؤسسات الشرعية ودون علمها؟
2. أشبع Ø§Ù„Ø¨Ø§ØØ«ÙˆÙ† والاخصائيون مشروع القناة الرابطة بين Ø§Ù„Ø¨ØØ± الميت ÙˆØ§Ù„Ø¨ØØ± الØÙ…ر – قناة Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ† – Ø¨ØØ«Ø§Ù‹ وتمØÙŠØµØ§Ù‹ØŒ ÙˆÙ†ÙØ´Ø±Øª التقارير التي ØªØªØØ¯Ø« عن مضار ومخاطر هذا المشروع على البيئة، وخطورته السياسية التي ØªØ·Ø±Ø Ø§Ù„ØªØ·Ø¨ÙŠØ¹ واقعاً Ù…ÙØ±ÙˆØ¶Ø§ØŒ ورغم أن المجلس التشريعي السابق، ÙˆØ§Ù„Ù…ÙØªØ±Ø¶ أنه أعلى سلطة على الإطلاق، قرر ÙÙŠ جلسته المنعقدة ÙÙŠ مدينتي رام الله وغزة بتاريخ 05/07/2005ØŒ وبعد تقرير اللجنة السياسية المقدم من رئيسها مروان ÙƒÙ†ÙØ§Ù†ÙŠØŒ قرر عرض أي Ø§ØªÙØ§Ù‚ية يجري التوصل إليها بخصوص مشروع قناة Ø§Ù„Ø¨ØØ±ÙŠÙ† عليه قبل توقيعها باعتبارها سيادية وتمس Ù…ÙØ§ÙˆØ¶Ø§Øª الوضع النهائي(..)ØŒ رغم كل ذلك ÙˆÙØ¬Ø£Ø© أيضاً ÙˆÙÙŠ شهر نوÙمبر/تشرين الثاني 2006 وقعت Ø§ØªÙØ§Ù‚ية بين “إسرائيل” والأردن والسلطة الÙلسطينية وبنك النقد الدولي لرعاية Ø¨ØØ« تمهيدي ÙŠÙØØµ الآثار الاقتصادية والبيئية للمشروع، وجرت مراسم التوقيع داخل قاعة مغلقة ÙÙŠ Ùندق ÙØ®Ù… على الشاطئ الاردني Ù„Ù„Ø¨ØØ± الميت وسط تكتم وسرية شديدين من جانب الاطرا٠الثلاثة، وبدون دعوة وسائل الاعلام!
بغض النظر عن موقÙنا من المشروع نقول من قرر وواÙÙ‚ ووقع هذا Ø§Ù„Ø§ØªÙØ§Ù‚ØŸ ولماذا لم يناقش ÙÙŠ التشريعي، ولماذا السرية ÙÙŠ التوقيع؟ وهل قضية تمس مستقبل الأراضي الÙلسطينية برمتها هي شأن شخصي خاص لا نعر٠من يقوده ويديره؟
3. “الصÙقة” الكارثية الأخيرة كانت صÙقة غاز غزة، والتي أيضاً دبرت ووقعت بليل، وبشروط ما أنزل الله بها من سلطان، وبشكل كارثي ØÙ‚يقي، ØÙŠØ« ذكرت وكالة معاً الاخبارية يوم 23/5/2007 أن صØÙŠÙØ© التايمز نشرت الاربعاء ما قالت انه صÙقة تاريخية تتعلق ببيع الغاز الÙلسطيني المكتش٠ÙÙŠ شواطيء غزة الى” اسرائيل”ØŒ وقد جاء ÙÙŠ الخبر ان الصØÙŠÙØ© علمت ان مجموعة “بي جي” (المالك السابق لشركة الغاز البريطانية) قد تواÙÙ‚ على شروط الصÙقة التي ÙˆØµÙØªÙ‡Ø§ بالتاريخية والتي تقدر قيمتها باربعة بلايين دولار اميريكي، إلى هنا والخبر ÙŠØÙ…Ù„ بشائر الخير، لكن لنراجع بعض الØÙ‚ائق الخاصة بالصÙقة:
…· ÙÙŠ خبر نشرته الهيئة العامة للاستعلامات ــ المركز الصØÙÙŠ – بتاريخ 3/7/2005Ù…ØŒ أكد الوزير عزمي الشوا أن السلطة الÙلسطينية قامت ÙÙŠ عام 1999Ù… Ø¨Ù…Ù†Ø Ø´Ø±ÙƒØ© بريتش غاز البريطانية الامتياز لمدة 20 عاماً ØŒ منوهاً أن عوائد مقدارها 60% ستكون من نصيب شركة بريتش غازB.G) )ØŒ Ùˆ30% لشركة CCCØŒ Ùˆ 10% لصندوق الاستثمار الÙلسطيني ØŒ مؤكداً أن هذا الغاز يعتبر من Ø£ØØ³Ù† أنواع الغاز، خصوصاً وأن نسبة الميثان Ùيه 99.4 % Ùˆ هو خالي من ملوثات الكبريت
…· مصادر “إسرائيلية” Ùˆ Ùلسطينية متطابقة سبق وأن Ø£ÙˆØ¶ØØª أن هناك Ù…ÙØ§ÙˆØ¶Ø§Øª مع الجانب “الإسرائيلي” لكي يشتري الغاز من الجانب الÙلسطيني بمعدل 100 مليون دولار شهرياً ØªØØµÙ„ السلطة منها على 10 مليون دولار على شكل مساعدات غير نقدية أما الباقي Ùيذهب ØØ³Ø¨ التوزيعة التالية:( 30 مليون إلى شركة (CCC) Ùˆ 60 مليون مليون إلى شركة ( B.G ) Ùˆ سيتم مد أنابيب الغاز ØªØØª Ø³Ø·Ø Ø§Ù„Ø¨ØØ± إلى مدينة المجدل Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø·Ø±Ù “الإسرائيلي” Ùˆ يبدأ تنÙيذ الصÙقة عام 2011Ù….
…· شركة (CCC) ÙˆØ¨ØØ³Ø¨ ذات المصادرهي اختصار للشركة Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙˆÙØ© (شركة Ø¥ØªØØ§Ø¯ المقاولين العالمية) والتي تأسست ÙÙŠ لبنان ثم انتقلت إلى أثينا بسبب Ø§Ù„ØØ±Ø¨ اللبنانية الأهلية 1977Ù… Ùˆ يرأس الشركة سعيد خوري وهو Ùلسطيني مسيØÙŠ Ù…Ù† ØµÙØ¯ من عائلة رمزي خوري المدير السابق لمكتب الرئيس ياسر Ø¹Ø±ÙØ§Øª Ùˆ الرئيس Ø§Ù„ØØ§Ù„ÙŠ للصندوق القومي الÙلسطيني ØŒ ÙˆØØ³ÙŠØ¨ الصايغ هو ابن المرØÙˆÙ… رشيد الصايغ الذي كان يرأس الصندوق القومي الÙلسطيني سابقاً قبل أن يتولى أمره رئيس الوزراء السابق أبو علاء قريع، أما نائب مدير الشركة Ùهو وليد سلمان ( وليد سعد صايل) Ùˆ هو نجل القائد الÙلسطيني الشهيد/سعد صايل، وليد سلمان هو المدير التنÙيذي للشركة ÙÙŠ أراضي السلطة الÙلسطينية والذي تمتلك شركته 40% من شركة توليد الكهرباء ÙÙŠ غزة أيضاً.
لا يوجد Ø§ØªÙØ§Ù‚ تنقيب عن الغاز أو Ø§Ù„Ù†ÙØ· ÙÙŠ العالم ØªØØµÙ„ منه أي شركة استثمارية على أكثر من 50% من Ø§Ù„Ø£Ø±Ø¨Ø§Ø ÙÙƒÙŠÙ ØØµÙ„ت شركة بريتش غاز على 60% ØŸ مع العلم أن مصر قد وقعت مع Ù†ÙØ³ الشركة (B.G ) على عقد استخراج الغاز بنسبة 50% للطرÙين ÙÙŠ المنطقة القريبة من قطاع غزة، ÙˆÙƒÙŠÙ ØØµÙ„ت شركة (CCC) على 30% ÙˆØªØØª أي ذريعة؟ ومن الذي قرر هذه الصÙقة وبأي ØµÙØ© وصلاØÙŠØ©ØŸ
أمثلة على التلاعب بمقدرات الشعب، ÙˆØÙ‚ائق تشير أن هناك من يتاجر بالشعب وأملاكه ومقدراته وثرواته ومستقبله، وأصابع Ø®Ùية تعبث ÙÙŠ Ø§Ù„Ø®ÙØ§Ø¡ وبسرية تامة، ÙÙŠ ظل عجز وتجاهل من قبل كل القوى الÙلسطينية، وبوتيرة تصاعدية متصاعدة لا تبشر بخير.
هل تبقّى لبائعي Ùلسطين بقية للبيع؟ وهل يستيقظ الشعب وقواه قبل Ùوات الأوان؟ أم أن قدرنا أن تتØÙƒÙ… ØØ«Ø§Ù„Ø© معدومة الأخلاق والضمير بكل ما يخصنا ØØªÙ‰ الماء والهواء؟
د.إبراهيم ØÙ…ّامي DrHamami@Hotmail.com