Site-Logo
Site Navigation

استيلاء حماس على السلطة خطوة متقدمة للمقاومة

17. June 2007

ترجمة بيان معسكر القوى المناهضة للإمبريالية حول التطورات الأخيرة في غزة

استيلاء حماس على السلطة خطوة متقدمة للمقاومة

لا يعدو استيلاء حماس على السلطة في قطاع غزة في الأساس كونه تنفيذاً لنتيجة الانتخاب في العام الماضي. لقد حاول الغرب ومعه إسرائيل وفتح ØŒ وبكل السبل الممكنة، تجاهل نتيجة الإنتخاب الديموقراطي. فعلى المستوى العالمي فرض حصار تجويعي، ولم يعترف بالحكومة المنتخبة، بينما جرى تسليح فتح الخاسرة، بكل ميليشياتها ومخابراتها…إلخ.

لقد جربت حماس كل حل وسط ممكن، بضمنها تشكيل حكومة وحدة وطنية مع فتح، غير فتح ووراؤها الغرب استمروا بسياساتهم المعرقلة. لقد رفضوا ببساطة التخلي عن السلطة، كما أن الغرب لم يقبل أن يرى تابعيه الخانعين الذين لفظهم الشعب بسبب الفساد والإثراء وسوء الإدارة، يستبدلون بممثلي مقاومة الشعب.

لقد تجلى سوء الوضع على الخصوص في غزة، حيث عاثت ميليشيات محمد دحلان على وجه الخصوص فسادا ونكلت وغدرت بالشعب والمقاومة. فهم يقومون بدور المتعاونين مع إسرائيل، الذين يفترض بهم شق المقاومة من الداخل وضربها.

إننا نحيي استيلاء حماس على السلطة، لكونها تحقق أخيراً إرادة الشعب، التي عبر عنها بكل جلاء في الانتخاب، غير أنه قوبل ولا يزال يقابل من العالم بالتجاهل. إن السرعة التي سيطرت فيها قوات حماس على ما تبقى من مراكز فتح تظهر إلى أي مدى بلغ فقدان الأخيرة لأي سند شعبي، واعتمادها شبه الكامل على المرتزقة.

حرب أهلية؟

يكثر الحديث عن اقتتل الأخوة أو الحرب الأهلية حيث سيذبح الفلسطينيون بعضهم البعض بدل النهوض سوية في وجه الاحتلال. تقدم المحللة السياسية النمساوية غودرون هارر (ولا يختلف معها أو عنها بعض المحللين العرب) هذه الصورة النمطية بأسلوب شديد الإعجاب بالذات، وحتى مصاب بوهم استنارة تقدمية في عدد ستاندرد ليوم 12. 6.07: “زحف إسلام متطرف يرهب المواطنين `العاديين`ØŒ والنكوص إلى نماذج ما قبل الحداثة من عشائر قبائل، العسكرة وسيادة الميليشيات، وأخيراً تغطية الجريمة السياسية والاقتصادية بقناع الدين. إن أية عصابة بدائية تحمل إسم الإسلام، سواء في شوارع العراق أو قطاع غزة”.إذا فالبدائيون يذبحون بعضهم بعضا، والمذنب هو العدو المفترض رقم واحد، الإسلام.

لواقع يعاكس هذه الصورة تماماً، فعصابات السلب تشكلها الفئات المتعاونة مع الاحتلال، والتي تثري وترهب السكان المقاومين. هؤلاء لا يتحدثون باسم الإسلام، بل يدعون العلمانية، تلك الكلمة السحرية التي يغطي بها الغرب دسائس أتباعه الإجرامية والمعادية للديموقراطية. إن هارر وشركاءها يحاولون حجب كون المقاومة لا في فلسطين فحسب، بل في كل العالم العربي – الإسلامي ذات هدف سياسي دقيق: إنهاء الاحتلال والسيادة الأجنبية الغربية، وحق تقرير المصير، وبضمنه الثقافي.

إن الغالبية الساحقة للشعب الفلسطيني تريد النضال من أجل حقها في تقرير المصير وكنس الاحتلال وإنهاء الاستعمار الصهيوني. إن أولئك الذين لا يزالون يأملون بحل وسط مع إسرائيل هم في تناقص مستمر، على ضوء خديعة أوسلو ودوام الاحتلال. وبدلاً عن الأرض مقابل السلام، ازدادت سرقة أرض وحقوق الفلسطينيين، وسلبت إمكانية وجودهم تماماً، إلى درجة حجزهم في أكبر سجن على الأرض: غزة.

وفي كل الأحوال، فإن قيادة فتح المتواطئة لم تشأ تقبّل إرادة الشعب، وهي وحدها تتحمل مسؤولية الصراع المسلح. ومن الطبيعي أنه كان من الأفضل لو أنها قبلت نتيجة الانتخابات وتخلت عن مناصبها ومعالفها، غير أنها بدلاً عن ذلك هيأت للحرب الأهلية. ولم تنفع لا الحلول الوسط ولا التنازلات من جانب حماس في تهدئتها، بفضل الدعم الراسخ من طرف الغرب، وفي مقدمته الاتحاد الأوروبي. لقد أظهر التحرك العسكري لحماس أخيراً كونه الإمكانية الوحيدة لوضع حد للحرب الأهلية. لقد هرب “الوالي” المكروه دحلان أخيراً، وهو غير مأسوف عليه.

لقد أخذ عباس يفكر في القوات الدولية كحل أخير لإنقاذ الموقف، والمثير للاهتمام هو قبول إسرائيل لها، حيث كانت قبل ذلك ترفضها دائماً. إن في رفض هذه القوات دعماً للمقاومة ضد الخونة أزلام النظام الأوسولي.

في هذه الأثناء تحاول فتح في الضفة الغربية، حيث لا تزال تحتفظ بمواقع أكثر، القيام بنوع من الانقلاب الاستباقي والهجوم على حماس لإذكاء نار الحرب الأهلية هناك أيضاً، وهكذا حلت “حكومة الوحدة الوطنية” وأعلنت حالة الطوارئ.

إن حل هذه الحكومة التي لا تحمل من سمات الحكومة سوى اسمها، قد يكون هو الخطوة الصحيحة حتى لو جاءت من الجهة المعاكسة. إن ما يجب أن يتبع ذلك هو حل كامل السلطة الفلسطينية والتي لا تعدو كونها إدارة بانتوستانية تحت رحمة الولايات المتحدة وإسرائيل، إضافة إلى مساعدات الاتحاد الأوروبي.

ليست السلطة الفلسطينية غير احتلال مقنّع، غير أن العدو في الاحتلال المباشر يظهر واضحاً على الأقل، ومجال التواطؤ معه صغير.

غزو إسرائيلي؟

على ضوء نصر المقاومة في غزة، تفكر إسرائيل في غزو القطاع. وحتى على هذا الاعتبار فإن استلام حماس للسلطة موائم، فهي ومقاتلوها الوحيدون القادرون على استقبال جيش الاحتلال بما يستحق. إن إمكانيات المقاومة في قطاع غزة، والتي تقودها حماس، قد عبرت عن نفسها بوضوح في انسحاب المستوطنين الإسرائيليين صيف عام 2005. وحتى لو أن غزة ليست لبنان، فإن إمكانية دحر الجيش الإسرائيلي قد شاهدناها الصيف الماضي.

المعسكر المناهض للإمبريالية

فيينا- 15 حزيران ‏2007

Topic
Archive