Site-Logo
Site Navigation

مقابلة مع آية الله أحمد الحسني البغدادي

2. December 2007

مقابلة اجرتها وكالة الانباء الاسلامية العراقية مع سماحة اية الله العظمى احمد الحسني البغدادي ـ دام ظله ـ

لايمكن ان يمر ذكر العراق من دون ان يذكر سماحة اية الله العظمى السيد المجاهد احمد الحسني البغدادي احد ابرز المراجع الدينيين في بلاد الرافدين الاعز واحد ابرز الشخصيات المناهضة والمقاومة للمشروع الامريكي الغاشم في العراق وفي المنطقة واكثر الشخصيات بروزا على الصعيد السياسي والاسلامي على الرغم من ذلك لا يطمح لاي منصب سياسي مهما يكن في العراق ، الا ان عبر منهجه الثوري وفكره الاسلامي المتنور يحاول ان يصوغ طريقة جديدة لنمط التفكير العراقي الموروث بعيدا عن الحوزة الدينية الرجعية يعد في نظر المفكرين العرب والاجانب اكثر النقاد الراديكاليين على الاطلاق لسلوك رجال الحوزة الساكتة ، والذي يمثل بحق اهم ظاهرة ثورية ( شيعية ) عراقية اليوم .. وعلى ضوء هذا كله اجرت وكالة الاخبار الاسلامية العراقية بتاريخ 30 تشرين الثاني 2007 م حواراً شاملا مع الفقية المرجع احمد الحسني البغدادي في مكتبه بدمشق ،وقد سلط فيه الضوء على رؤيته حول قضايا الساعة ، مشددا على قناعاته الثابتة بانتصار الامة على الولايات المتحدة الاميركية ، ومؤكدا شل العملية السياسية في ظل الاحتلال وبوصفها توسس للتجاذبات العرقية والاثنية، وهذا هو نص الحوار ..

* هناك اقوال متضاربة حول توقيت مكافحة الارهاب الدولي من قبل الولايات المتحدة الامريكية .. هل هي حرب دينية ، ام سياسية ؟..

** قضية مكافحة الارهاب الدولي في تصوري اسطورة مصطنعة ØŒ وليست صادقة للدفاع عن الاستضعاف في العالم ØŒ ولاتخلو من الكذب والتزوير والتضليل بالنسبة لمستضعفي العالم .. بالأمس كانت الحرب الضروس على خطورة وباء انتشار المادية الماركسية Ù€ اللينينية ( الهدامة) في أبان الحرب الباردة .. واليوم هذا السيناريو وهذه الاسطورة المصطنعة (بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ØŒ وانفراط حلف وارسوا ) تحولت الحرب على الارهاب والارهابيين من خلال مقومات حقيقية ما يعرف اليوم بالوسائل الثلاث الرئيسية المقروءة والمسموعة والمرئية ØŒ وخصوصاً في الصحف الاميركية (( الواشنطن بوست نموذجا )) والبريطانية مثل (( الديلي تلغراف )) والادارة الاميركية ØŒ وبعض المهيمنين في الاتحاد الاوروبي ØŒ وبالتالي تلقفتها النخب الفكرية والثقافية العربية Ù€ للاسف الأسيف Ù€ للدفاع عن صدقية هذة الاساطير ØŒ وبوجه المصدومين والمشككين وتصورات الناس العاديين ØŒ بل ساهمت بأساليب جديدة ØŒ واطروحات مستحدثة لاحصر لها في بناء الصور الديماغوجية ØŒ وبواسطة الدعاية الغوغائية عن مكافحة الارهاب والارهابين .. هذا هو التصور الاول ØŒ واما التصور الثاني بالنسبة لنا Ù€ كأسلاميين – لاتعني الحرب في تصورتنا وفي حساباتنا

الانية والمستقبلية ، ماهي إلاحرب على الشريعة الاسلامية الخاتمة ، وعلى معظم الجماعات الاسلامية التي تحاول من خلال المقاومة السياسية ،او من خلال المقاومة العملياتية الميدانية بوصفها اعمالا ارهابية اجرامية ،ولنتأمل الى اي مدى صار دعم فلسطين والعراق في انتفاضتهما وجهادهما المشروع لأسترداد ذاتهما ، والدفاع عن حقوقهما عملاً خارجاً غير مشروع في قاموس السياسية الغربية والاميركية الحديثة !!..

ان الخوف والهاجس الاستشراقي التوراتي الافرنجي الازلي في الثابت القديم ذاته مصدرا لخوف وهاجس جديد خاصة من قبل تيار المحافظين اليمينيين الراديكاليين بشماعة مكافحة الارهاب الاسلامي الذي يستهدف تهديد الأمن القومي الامريكي والغربي، او نسف بناه الاجتماعية والتحتية بالمرة ØŒ ما حدث بالفعل في الحرب الاستباقية ضد افغانستان بعد احداث الحادي عشر من ايلول Ù€ سبتمر العام 2001Ù… ØŒ وبذلك ظن المحافظون الجدد انهم حققوا بـ ” الفعل ” انتصاراً كاسحا ØŒ وانجازا عظيما ØŒ وتغييرا جوهريا في معادلة الصراع والمواجهة ØŒ وكذلك في فن المراوغة القاسية والتدمير المنهجي لتعرية الجهاد الاسلامي بقسميه ØŒ وربما نسفه من ذروة عبر النموذج الاسلامي (المعتدل) والمكافح من اجل تحقيق الستراتيجية الاميركية في المنطقة الراغبة في تشكيلها وترتيبها بما يحمي احدى ركائز أمنها القومي اسرائيل أولا واخيرا في المنطقة العربية التى تعيش لحضة هزيمة حضارية ØŒ وانكسار رسمي محزن امام غطرسة واستكبار عولمي رأسمالي ربوي امريكي متوحش . وفي هذا الاطار تخشى اميركا صعود هذا النموذج من الاسلام السياسي الثوري الراديكالي ØŒ وتحس بانه الاقوى فاعلية على المستوى العالمي باعتباره يؤمن بعقيدة الجهاد الاسلامي السياسي والمسلح بوصفه هو الطريق الوحيد الفريد لتحرير الانسان نوع الانسان من الاستدمار الامريكي ØŒ والاستيطان الصهيوني الاسرائيلي

* انسحاب معظم ما يسمى بـ ((قوات التحالف )) مع الولايات المتحدة ، والمملكة المتحدة .. والان انسحبت القوات البريطانية ، وسوف تنسحب اميركا بالتدرج من العراق، ولكن هناك قواعد عسكرية لها جاثمة على ثرى العراق ..

اسأل : هل يجوز من وجهة نظر اسلامية بقاءها بعد انكشاف تقرير بيترايوس كروكر الذي يؤكد استمرار الاحتلال ، والتحضير لأقامة قواعد عسكرية طويلة الامد في العراق .. أي عكس ما ذهب اليه تقرير بيكر ـ هاملتون من خطورة دموية المأزق الاميركي في العراق ؟..

** ان انسحاب القوات الامريكية لا يكفي ـ من وجهة إسلامية ـ بل يجب الايقاف الفوري لبناء القواعد العسكرية ، وان سلم البعض منها ما يسمى بـ ((الحكومة العراقية )) الموالية للولايات المتحدة الاميركية .

* ويقال ان هناك قواعد دائمية اليس كذلك ؟

**نعم ..هي قيد الانشاء تقدر باربع عشر قاعدة ، مضافا للقواعد الخمس الاكبر الموجودة حاليا هي قواعد مترامية الاطراف ترقى الى حجم مدن حقيقية ، وان ما يؤكد ذلك فعلا على ارض الواقع ما نشاهده في بغداد وهو البناء الجاري لمجمع السفارة الاميركية الجديد في امارة منطقة الخضراء الذي تقدر كلفته بما لا يقل عن مليار دولار ، والذي سيضم مدينة صغيرة فيها ثلاثمائة دار وثكنات كبيرة لمشاة البحرية ، واحدى وثلاثين بناية ،وسيغدوا لهذه المدينة منظومتها الخاصة بها للكهرباء والماء والمجاري ، وهذه بالنسبة لنا تعتبر احتلالا اجنبيا كافرا فاقدا للعواصم الخمسة المشهورة ، ونحن ندرك خطورة المؤامرة ، أنه مادامت اميركا تبقى على قواعدها العسكرية في وطننا الاعز ، فان اية سلطة عراقية مرتبطة بالاحتلال لاتملك بـ((الفعل )) إستقلالية القرار الوطني المستقل مع بقاء الاحتلال من خلال قواعد عسكرية دائمة، وستغدوا في مرمى الطائرات واجتياح الدبابات .

ان هذا الدرس لا ننساه اطلاقا ماتعلمناه بالرؤية الوجدانية والتجريبية في تاريخ الامم والشعوب المستضعفة قديما وحديثا ، وكفاك في هذه الاطروحة ما شاهدناه بعد عقود من اعلان الانجليز استقلال العراق ،فانها احتفظت بقواعد دائمية نائية ان بمقدورها من هنا تسيطر على حكومات عراقية او تطيح بها متى شاءت ـ كمثل حركة رشيد عالي الكيلاني العام 1941م ـ ومالم يتم الانسحاب الاميركي ، وانهاء قواعده العسكرية من ارض الرافدين ، فان المقاومة والمواجهة ستستمر وهي الطريق الوحيد لأنتشال أهلنا من التشريد والتهجير والاغتصاب والانفلات والابتزاز وارهاب الدولة ، وسياسة الارض المحروقة ، وكثير غيرها من الجرائم ، وبالتالي يتحقق الاستقلال الوطني الحقيقي ذات السيادة ليس خيارا من بين مجموعة خيارات ، بل هو خيار وحيد فريد ، وهذا ما اكدناه ـ مرارا وتكرارا ـ من يوم احتلال بغداد في التاسع من نيسان المشؤوم 2003م .

** اسأل حينما قرأت مذكرات : (( عام قضيته في العراق لبناء غد مرجو)) لبول بريمر حول العراق ..هل من جديد فيها بعد ان اثارت هذة المذكرات اللغط بين السياسيين العرب والاجانب المهتمين بالشأن العراقي .. واصبح الرد عليها سلبا او ايجابا في الوقت الذي الكثير من العراقيين لم يطلعوا عليها ؟..

** ارجو ان تنقل كلامي بأمانة تاريخية صادقة ،لان الاجابة عن هذا السؤال حساس للغاية.. باعتقادي ان هذة المذكرات البريمرية مهمة جدا لكشف قضايا واحداث العراق في ظل الاحتلال الامريكي المباشر ..وكيف تعامل ـ اي بريمرـ مع التابعين له من العراقيين سلبا وايجابا ، والانكى من ذلك تكلم الشي الكثير عن السيد علي السيستاني حول العديد من القضايا المثيرة للجدل ، وطرح ثلاث قنوات سرية كانوا اعضاء ارتباط بينه وبين السيد السيستاني ، وهم عماد ضياء (الخرسان) ، وموفق الربيعي ،وحسين اسماعيل الصدر، وكان بريمر لديه مستشارا سياسيا مخضرما لا اتذكر اسمه ( حاليا ) ، لقد سأله حول علاقته مع السيستاني ،وقد اجابه ( ما معناه ): السيد السيستاني لا يرغب بلقاءات مباشرة معنا ، وانما يريدها سرا لا علانية بوصفها تسي لسمعته ومصداقيته لدى مقلديه ، لكنه في الواقع متعاون معنا ،ويدعم مشروعنا ،بل كلف اتباعه للتنسيق معنا،بل تحدث بريمر عن عشرات الرسائل التحريرية بينه وبين السيستاني حول قضايا كثيرة عن العراق ،وعن المنطقة .

*بالنسبة الى الاسماء الثلاثة الذي ذكرتها في هذه المذكرات ـ فيما يبدو لي وربما انا على خطأ ـ ان هؤلاء يعتبرون السيستاني بالنسبة اليهم هو مرجعهم الروحي ، وحين ينقلون هذه الرسائل المتبادلة يضعون السيستاني في صورة كاملة على كلِّ ما يجري في الساحة العراقية ؟..

** ما استعرضته في الواقع لا يتضمن اية إدانة شخصية للسيد السيستاني لاني لا ابحث عن خصومات او عداوات ، بل اني من طلاب الوحدة والتعاون ،وكل ما اريده هو استئناف العزة والكرامة والسيادة لامتنا ووطننا ، وفي سبيل هذا الهدف الاسمى ليس فيما اقوله إلا انطلاقا من الشعور بالمرارة حينما قرأت هذة الادعاءات سواء اكانت صدقا ام كذبا !!.. لكن في هذه اللحظات لم اسمع من السيستاني شخصيا تكذيب هذه المزاعم الخطيرة والمنافية ـ على ما ارى ـ لمقام المرجعية الرشيدة ،ولا ندري بعد ان يطلع الانسان المسلم المعاصر ماذا سيقول ،وانت تعلم ـ يا اخي ـ ان التاريخ لا يرحم احدا اطلاقا

* اليوم ينتقدك كثيرون ممن يسمعونك في الوسط الشيعي ،وسيغضبون عليك غضبا شديدا بوصفك تتعاطف مع الوسط السني ؟ ..

** انا سعيد انك أثرت علىَّ هذا السؤال الاستفهامي .. ان احتلال العراق قام به غزو كافر مستكبر فاقد للعواصم الخمسة المشهورة ،وكان موقف فقهاء النجف وغيرهم من الاحتلال الامريكي ØŒ ما بين ” خائف ” او ” ساكت ” او ” متواطئ سرا ” او “متواطي علنا “!!..

اذن .. ماذا تتوقع مني الصمت المطبق ، وهو احتلال غير شرعي ،وغير قانوني ، من خلال اطلاقات الادلة القرانية الكريمة ،والاحاديث الصحيحة وعموماتها الدالة على وجوب امتنانه ـ تعالى ـ بكف ايدي الكافرين على المسلمين ،والادلة الدالة على وجوب النهي عن موالاة الكافرين ،والادلة الدالة على وجوب نفي سبيل الكافرين ،على المسلمين ،والادلة الدالة على وجوب النهي عن مولاة الكافرين ،والادلة الدالة على وجوب النهي عن المنكر ،والادلة الدالة عن وجوب حرمة التعاون والتنسيق مع الكافرين ..وكثير غيرها من الادلة التي تؤكد حرمة التعاون والنتنسيق مع الكافرين .. وكثير غيرها من الادلة التي تؤكد على عدم مشروعية سيادة وامرة الكافرين على المسلمين ، حتى لو لم يؤدوا ضررا بشريعتنا وعقدتنا وتراثنا ،بل حتى لو اعطوا الحرية غير المنقوصة لممارسة طقوسنا وشعائرنا ،وهذه مسائل بديهة لا تحتاج الى تفسير ودليل .

* سماحة السيد ايات السلم مع الكافرين والمشركين كثيرة توجب التعامل بشكل او باخر معهم .. كيف تعلق على ذلك ؟!..

** ايات السلم تؤل الى محامل من خلال تأكيدات اطلاقات الادلة التشريعية وعموماتها في وجوب مقاتلة الكافرين والمشركين هذا اولا .. وثانيا : انا صرحت على هامش المؤتمر القومي العربي السادس عشر في الجزائر في فندق الاوراس في نيسان 2005م في صحيفة السفير اللبنانية ـ على سبيل الدلالة والتشبيه ـ لو زنى شيخ كبير في امه بالكعبة المشرفة ،وهو محدودب الظهر ،رجله في قبره ،وهو يتحسس بالام المستضعفين افضل من فقية او مرجع ديني ـ شيعي او سني ـ متصد لقيادة الامة ،وهو لم يفت حتى الان في وجوب طرد المحتلين الكافرين !.. لان هذا السكوت المطبق من وجهة شرعية من اعظم المخالفات الاسلامية ، وفيه المردودات السلبية الخطيرة على تضليل الامة ،وعلى ثوابتها السامية .. وثالثا : يحق لي من منظور اسلامي ان اتعاون وان انسق مع اي مذهب ،او طيف ،او غيرهما يناهض الاحتلال في العراق ، ومشاريعه العولمية المتوحشة في المنطقة ، ثم انا لا اخشى احدا في هذا الكون كله ، الا من الله الواحد القهار ..انا تجاوزت العقد السادس من عمري اخشى غضب هؤلاء الذين يتعاونون وينسقون مع اميركا ، انا انتظر في يوم من الايام ان استشهد برصاصة حية ملعونة غادرة في الشارع ، او المكتب ، او في زنزانات السجون الرهيبة .

*في ظل التطورات الساخنة ، التي تمر بها المنطقة .. يأتي قرار مجلس الشيوخ الامريكي القاضي بتقسيم العراق ،لماذا ؟..

** هذا القرار الانتحاري خروج سافر عن القوانين والاعراف الدولية ،وعدم احترام سيادة بلد هو عضو مؤسس في الجامعة العربية ،والأمم المتحدة .

ان قرار التقسيم غير ملزم جاء بسبب فشل مشروع الولايات المتحدة الاميركية في العراق التي غطست في وحل الدمار والبوار والاحزان.. وخلق مشاكل عديدة لها، وجعل الانظمة غير ” الديمقراطية ” تحتل مكانة اكبر بعد الشعارات الاميركية حتى باتت ترضى بحكومات عرقية واثنية شمولية وفوقية هنا وهناك بدل من النموذج الديمقراطي الاميركي الذي كانت تسعى اليه Ùˆ ذلك لكي تتخلص وتنقد نفسها من الورطة التي وقعت فيها ومن هذا المنطلق نفذت الولايات المتحدة الاميركية المخطط الصهيوني السري الذي يستهدف تفتيت وتمزيق دول الجوار الجغرافي الى كونتونات ودويلات ضعيفة ومتناحرة ومتقاتلة في سبيل ان تبقى اسرائيل هي الاقوى في المنطقة لوجستياًً وعسكرياً واقتصادياً وسياسيا وامنياً

*ما العمل .. اذن ؟..

** كلنا يجب ان نعرف ان سيناريو تقسيم المقسم وتجزئ المجزء في ضوء التجاذبات الاقليمية والدولية التي لا تنتهي من خلال العملية السياسية التي تدعو لاجهاض هذا القرار العرقي الاثني مالم نكافح على اعادة الحياة الثورية الاسلامية فان العراق سوف يسقط نحو الانحدار باتجاه الدعوات القطرية والمذهبية والعنصرية على حساب الفيدرالية مهما كان طابعها ولايمكن اجهاض هذه الدعوات الا من خلال الانسحاب الكامل للقوات الاجنبية من ارض الرافدين فورا ، وهذا بالطبع لا يتحقق إلا من خلال وحدة شعبنا ، وتماسك نسيجه الاجتماعي ، ومن خلال الصمود والتصدي والمقاومة السياسية منها والعملياتية الميدانية ، وهذه هي الحقيقة الوطنية التي لايمكن انكارها .

*مشروع المصالحة الوطنية بين العراقيين .. هل تنجح في تصورك في ظل هذة الازمة العراقية المتفاقمة ؟..

** يمكن ان اجيب بصورة تساؤلات حتى ينكشف السيناريوعلى حقيقته :

كيف تنجح مصالحة وطنية بين الفرقاء ، وهناك احتلال اميركي ـ بريطاني مباشر على وطن ذات سيادة مستقلة ؟!..

كيف تنجح مصالحة وطنية بين الفرقاء والاميركان والتابعين لهم وظفوا الطائفية وجذروها ، وساندوا المليشيلت بمختلف تجاهاتها ، وانشأوا فرق الموت تقتل على الهوية ..وشيدوا الجدار العازل بين السنة والشيعة في المدينة الواحدة المتجانسة ؟..

كيف تنجح مصالحة وطنية بين الفرقاء .. ولاتوجد هناك ثقة متبادلة ،ولا يوجد هناك حوار شفاف وصادق لا يستثني احداً من فصائل العمل الوطني والاسلامي السياسي والمسلح بل حتى لا يوجد هناك وسيط حيادي عادل اطلاقاً بين الجانيبن ؟.

وهل تصدق في يوم من الايام ان تتحقق مصالحة وطنية بين الفرقاء .. وكثير من المعارضين للمشروع الامريكي مطاردين ومخطوفين ومعتقلين ومفصولين ، بل والداعين لها من دعاة الفتنة، والساعين الى تحقيق تركيب صورة تطابق كانتونات ، او فيدراليات ، او كونفدراليات عرقية واثنية بدون تدمير نقاط التماس التي ذكرتها ـ مراراً وتكراراً ـ إلا بما يعني تقسيم العراق وتدميره الذي هو إمتدادا للحرب الاهلية التي لا يحمد عقباها .

وهل يمكن ان تتحقق المصالحة الوطنية والصراع قائم بين الحق واللاحق ولا يمكن ان يكون هناك صراع بين حقين ، بل طلاق بائن بينهما بل لايمكن ان يكون الشيطان قاضيا.

* من حقنا أن نعترض ـ سماحة الفقية المرجع ـ على هذه التساؤلات.. اذن .. ماهو السبيل ؟!..

** نعم ..يمكن حل الازمة العراقية ، وتحقيق المصالحة الوطنية وفرض معادلة شراكة ( حقيقية ) في السلطة وفي توازنات السلطة لكن حل هذة الاشكالية لا تخضع للمنطق الارسطي بمعنى هذا ارض او سماء فهي تخضع للمنطق الجدلي السياسي وهو : وفق مشروع واحد لا هو كردي ، ولاهو تركماني ، ولا هو شيعي ، ولا هو سني ، انه مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تبشر به ،وتدعو الى تطبيقه الولايات المتحدة الامريكية في تقسيم ديمغرافي جغرافي والغاء الهوية الوطنية والقومية والاسلامية للمنطقة العربية والاسلامية برمتها في سبيل حماية امن اسرائيل اولا ،والهيمنة على آبار النفط ثانياً، وتطويق دول آسيا الوسطى واليابان وتقوية علاقة الصداقة مع الدول العربية المعتدلة العميلة رابعا والحيلولة دون قيام اي نظام اسلامي او عروبي يتمتع بالسيادة الكاملة ويكون لديه استراتيجيته واجندته هذة هي تجليات الازمة العراقية وهذة هي الحقيقة الواقعة يجب ان لاتغرب عن البال

*هناك من يتساءل .. وهو سؤال كبير في الشارع العربي والاسلامي : لماذا فشل المشروع الامريكي في العراق ؟.. وما هي اسباب فشل المشروع ؟.. وما هي اسباب فشل المقاومة الوطنية والاسلامية في ديمومة البقاء في تحريرهم للمدن العراقية كالنجف والفلوجة ؟..

**نحن بأمكانياتنا المتواضعة لقد افشلنا المشروع الاميركي في العراق، بل في المنطقة برمتها من خلال صمود المقاومة الاسلامية وتصديها الاسطوري بشجاعة فائقة في امكانية الحاق الهزيمة بجيش الاحتلال رغم قيام المقاومة بالسيطرة على الارض في بعض المحافظات رغم انها لا تقدر على كسب المعركة الفاصلة هذه تجبر القوات الاميركية على الانسحاب وانت تؤدي الى هروب اقسام مهمة من قطاعات الجيش والشرطة التي شكلها الاحتلال بسبب الارض الكشوفة للسماء ،وبسبب التفوق الكاسح في العدة والعدد، وفي معركة غير متكافئة افقياً وعمودياً طبيعي المعركة ستغدوا لصالح العدو المجرم ØŒ وفي تصوري ان الاسلوب الامثل والاعمق الذي يأتي بمردودات ايجابية ناجحة هو: اسلوب العمليات المدانية ما يسمى ” حرب العصابات التي تعتمد اساليب الكر والفر” بل حرب العصابات الحقت بقوى الاحتلال البريطاني في البصرة هزيمة منكرة من خلال انسحابها المفاجئ الخائف المذعور ØŒ كل ذلك بعد الصبر والمصابرة ØŒ والتوكل على الله سبحانه وتعالى ،وعلى تلك السواعد القوية التقوتية ،والافئدة المليئة بالايمان والعمل الصالح ØŒ والنفوس التي تعشق الشهادة وتمضي في طريق ذات الشوكة ،ولقاء الله سبحانه وتعالى ØŒ والانبياء والصديقين والصالحين والشهداء الابرار ،وهذه هي سنة الله التي لا تتبدل والتي لا تتغير .

*سماحة السيد ماهو مشروعك الاني والمستقبلي في العراق ؟

** يخرج الاحتلال الاجنبي نهائياًَ من ارض الرافدين الأشم ..كمقدمة لأزالة قواعده العسكرية كلها .. وبالتالي يتاح لكل ابناء العراق ان يقرروا مصيرهم بأيديهم من خلال اجراء الانتخابات لمجالس المحافظات ،واجراء انتخابات للجمعية التأسيسية مهمتها قبل كل شي عملية اعداد كتابة وصياغة مسودة الدستور الجديد ،وبعد انتهاء صياغة مسودة الدستور يجري عرضها على الشعب لاستفتاء عام ، ويختاروا النظام الذي يرتأوه سواء كان اسلاميا ام علمانيا، ام ليبراليا.. وعلى ما ارى ان ابناء الامة سيختارون النظام الاسلامي بوصفهم متدينيين بالفطرة ويعبر عن هويتهم الوطنية الحضارية التاريخية الاصيلة ، وبوصفهم عاشوا معاناة الحكومة الرابعة المنصوبة من قبل الولايات المتحدة الاميركية ،وقبلها الدول الشمولية الفوقية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة العام 1921م .

* ظهرت على الساحة الاسلامية فتنة الصراعات المذهبية والطائفية والعشائرية والمناطقية والاقليمية .. كيف نستطيع ان نتصدى ونفشل مشروع الفتنة ؟..

** اصبحنا نحن نعيش مشروع فتنة على ارض فلسطين بين الفتحاويين والحماسين في فلسطين .. واصبحنا نعيش مشروعا للفتنة بين السنة والشيعة ،وبين العرب والاكراد والتركمان في العراق ، وبين العرب والبربر في الجزائر ،وبين المسلمين والاقباط في مصر ، وبين الاقليميين والعروبيين في لبنان ..واصبحنا نعيش مخططا رهيبا مرعبا للصراع المحتدم بين الخندق المعتدل والمتطرف في النظام العربي والاسلامي الرسمي

.. وأصبحنا نعيش دوراً انتقائيا لجمهورية ايران الاسلامية فهي في فلسطين ولبنان تعمل مع المقاومة والمواجهة ØŒ وهي كذلك في تحالف استراتيجي مع سوريا في التصدي والصمود ضد اميركا واسرائيل ØŒ بيد انها في أرض الرافدين الاشم وبمنظار الدول الاقليمية فهي تؤيد العملية السياسية ØŒ وتعتبرها امرا مقبولا وطنيا ومقدمة لخروج المحتل الاجنبي ØŒ ولذا تجدها اول من بارك انعقاد مجلس الحكم الانتقالي ØŒ واعترفت بشرعيته الذي أسسه المندوب السامي الاميركي بول بريمر ” الذي Ù€ اي المجلس Ù€ يساند الاحتلال الاميركي Ù€ البريطاني ØŒ ويطالب ببقائه الى امد غير محدود تحت ذرائع متعددة ØŒ منها : الاستجابة لاستحقاقات المرحلة ØŒ والخضوع للواقعية السياسية والتوفيقية تقتضي ذلك ØŒ وهو صراع محتدم في غاية الخطورة والتعقيد يكشف في أوجه تجلياته بين قوى الاعتدال والتطرف ØŒ وبين الشيعة والسنة يعرض جميع الاطراف الاقليمية ومنجزاتها ومكتسباتها للدمار والبوار ،يستهدف جر المنطقة برمتها الى اوضاع مرعبة ØŒ وبالتالي يخدم المصالح الاميركية ØŒ والاطماع التوسعية الاسرائلية .

ومن هنا .. لايمكن الاجابة عن هذا السؤال بشكل تفصيلي من خلال هذه المقابلة ، وليس هروبا ، بل برأي ينبغي لنا أن نواجه هذه الفتنة ، ونحاول وأدها من خلال عقد المزيد من الندوات الثقافية والفكرية فيما بيننا باحثين ومثقفين ومنظرين في سبيل ان نرسم الخطط العلمية نستطيع من خلالها توعية الأمة وتعبئتها في مواجهة القاعدة الامبريالية القذرة : (( فرق تسد )) ومن خلالها اختلط العنوان الأولي بالعنوان الثانوي حيث وظفت التناقض الرئيسي بالتناقض الثانوي لصالحها حتى ظهر الأمر وكأن العنوان الثانوي أصبح قاعدة رئيسية في القضايا الاقليمية والدولية .

* أوردت وسائل إعلامية وجهات سياسية، معلومات عن نتائج خلوة سياسية سرية عقدت في أحد فنادق البحر الميت بالأردن على مدى أربعة أيام انتهت يوم الثلاثاء 6 تشرين الثاني ـ نوفمبر الحالي، ناقش فيه عشرون شخصية عراقية مسألة التمهيد للمصالحة الوطنية.

وقد جرت برعاية وزارة الخارجية الأمريكية عن طريق المعهد العالمي للحوار المستدام الذي يرأسه الدبلوماسي المتقاعد هال أندرسن أحد أبرز مهندسي معاهدة كامب ديفيد سيئة الصيت، بالتعاون مع المشرفين على المشروع الخاص للسيد نوري المالكي ومساعيه لفرض مفهومه عن المصالحة الوطنية الذي يمكن تلخيصه في أن تنصاع الأطراف جميعها للعملية السياسية التي أسسها الاحتلال الأمريكي والقبول بنتائجها الكارثية على شعبنا وبما يخدم إدارة الرئيس بوش أولاً ويمد من عُمر الحكومة الطائفية لرئيس الوزراء ثانياً ، وأن نتائج الخلوة لم تعد سرية مثلما أراد لها منظموها حيث تداولتها وسائل الإعلام التي كشفت عن اتفاقات توصلت إليها، منها جعل الفيدرالية أساساً لشكل الدولة العراقية وأن الدستور الحالي وثيقة مهمة يجب أن تبقى القاسم المشترك بين العراقيين على أن يتم إنجاز تعديلات عليه، وأن تتولى الحكومة الحالية مسؤولياتها الأمنية والحفاظ على سيادة البلاد وانسحاب القوات الأجنبية عند استكمال مستلزمات البناء للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية.

على أن هذه النتائج تشير بشكل واضح إلى أن الحضور جميعاً كانوا من ضفة واحدة حتى وإن روجت مصادر حكومية وأخرى مشاركة في العملية السياسية وجود أشخاص يدعون تمثيل أطراف رافضة للاحتلال وللعملية السياسية لأن الأطراف الوطنية المقصودة استنكرت نتائج الخلوة وأعلنت تكذيبها لمن ادعى تمثيلها، ومن جهة أخرى فإن النتائج المذكورة تتقاطع تماماً مع الثوابت الوطنية التي سبق وأن تبنتها القوى المناهضة والمقاومة للاحتلال في مؤتمراتها العديدة داخل العراق وخارجه.. فهل يجوز مساندة هذا المشروع المقترح ؟.. وكيف لنا ان نتعامل مع هولاء ؟..

** ما دام هنالك احتلال لا يسوغ مساندة هذا المشروع المزعوم بين اطراف موغلة في تنفيذ سياسة الاحتلال واهدافة الشريرة في تقسيم بلاد الرافدين الى كيانات ثلاث ، ولا التعاون والتنسيق مع هولاء التابعين للعدو المجرم القابعين في المنطقة الخضراء ، بل يجب على الامة محاربة هذه الخطط الخادعة الماكرة .

* سماحة المرجع القائد كلمة اخيرة توجهها الى شعوب الامة العربية والاسلامية ؟..

**اوجة كلمتي الى العرب والمسلمين كافة على اختلاف مذاهبهم وقومياتهم والوانهم الواجب الاسلامي يحتم عليكم ان تتخذوا موقفا رساليا ثوريا حاسما في حرب العولمة الرأسمالية الربوية الامريكية المتوحشة ،ان كنتم مسلمين حقا تؤمنون باللة واليوم الاخر .

والسيناريو اليوم ـ لا سمح الله اذا قدر ـ في هذه المواجهة ان ينتصر المشروع التلموذي الصهيوني الاميركي في المنطقة ، وفي العالم كله من الحاق الهزيمة المنكرة بالمقاومة السياسية منها والعملياتية في فلسطين ، او في افغانستان ،او في الشيشان ،او في لبنان ، او في العراق ، فان الاوطان ستغرق في ذل العبودية ، وفي شرك شريعة الغاب ، وتفتيت الجغرافيا ، والمجتمعات الاسلامية ،وتكوين اقطاعيات وكانتونات على أسس اثنية وعرقية ، وتحت ذرائع شتى اغلبها مفبركة من قبل الدوائر الخاصة في المؤسسة العسكرية الصهيونية .

واليوم ..الامة المسلمة امام فرصة تاريخية حضارية للوحدة المتراصة ، وتجاوز الجراح في الآلآم والاحزان ،والخلاص الابدي من الحرب الاهلية الاثنية منها والعرقية التي لا تحمد عقباها ليس في ارض الرافدين وحسب ، وانما في كل الاوطان العربية والاسلامية سيلقي بحممها بلا حياء ، ولا حرج ،ولا مبالاة ، ولاشفقة ادمية ولاينجى منها احداً، وربما تصل في نهاية المطاف الى اهتزاز السلم العالمي

واليوم .. الامة امام فرصة انسانية حضارية لأنجاز انتصار تاريخي عظيم على انهاء المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة وفي العالم كلة . وانا لم ولن أكن مبالغاً اذا قلت نحن في ارض الرافدين الاشم كمقاومة اسلامية اسقطنا هذا المشروع ، وقدمنا بامكانياتنا المتواضعة نموذجاً لمجاهدين مناضلين اشداء على الكفار ، واستطعنا ان نسقط مشروع الشرق الاوسط الكبير

* سماحة اية الله العظمى السيد احمد الحسني البغدادي شكرا جزيلا على هذا اللقاء وعلى هذه الايضاحات الهامة على ما يحدث في العراق بعد مرور خمس سنوات تقريبا على احتلاله ، ونتمنى لكم التوفيق والنصر المبين وتمنياتنا من خلالكم الى شعب العراق العظيم .

** شكرا لكم والله يحفظكم .

Topic
Archive