Site-Logo
Site Navigation

التضامن يكسر الحصار: علامة انتعاش أم حالة منفردة؟

1. September 2008

لاقت الفعالية الناجحة لحركة “الحرّية لغزّة” التي كسرت فيها سفينتان شراعيتان Ø§Ù„حصار الإسرائيلي على قطاع غزة صدى عالمياً، ففي وقت يكاد فيه التجويع عن طريق الحصار والهجوم اليومي على الفلسطينيين يصير بديهياً، حتى أنه مثل للكثيرين دفاعاً عن النفس ضد حماس، دفعت فعالية “الحرّية لغزّة” ريحاً جديدة في أشرعة حركة مناهضة الحرب في الدول الغربية.

لسبات العميق لحركة مناهضة الحرب

لقد فشلت حركة مناهضة الحرب من خلال حقيقة عدم قدرتها على منع الحرب على العراق رغم معارضة الرأي العام الواسعة لها. إضافة إلى ذلك فقد صمتوا إزاء مسألة المقاومة التي تشكلت عقب الغزو وعبّرت عن نفسها في حرب غير متكافئة ضد جيوش الاحتلال، وبهذا غاصت حركة مناهضة الحرب في الغرب في سبات عميق. إن حقيقة رفض ضحايا الحرب الاكتفاء بدور “البؤساء” المثيرين للتعاطف، ودفاعهم عن أنفسهم في وجه الاحتلال قد مثل مشكلة لهؤلاء “المسالمين”. إضافة إلى ذلك فقد أحال كون حاملي هذه المقاومة ذوي عقيدة مختلفة، بل حتى تصوّر آخر للعالم، أحال الكثيرين من مناهضي الحرب الـ”تقدميين” على التقاعد. وهكذا يعاقب الفلسطينيون منذ الانتخابات Ø¹Ù„Ù‰ إدلائهم برأيهم بصورة ديموقراطية، في حين يقف العالم متفرجاً.

لقد كسرت فعالية “الحرية لغزّة” الصمت الإعلامي للمرة الأولى، فقد كانت فعالية جيدة التنظيم قام بها أناس متضامنون، فيهم ناشطو سلام بارزون من بلدان مختلفة، راهبة في الثمانين من العمر، صحفية بريطانية اعتنقت الإسلام بعيد اختطافها وإطلاق سراحها في أفغانستان…كانت باقة ملونة بحق.

جوازات سفر فلسطينية للناشطين

أبحرت السفينتان من غزة عائدتين إلى قبرص في الثامن والعشرين من آب، وعلى متنهما سبعة مرضى فلسطينيين لم يتمكنوا من الحصول على الرعاية الصحية بسبب الحصار. وفي بادرة رمزية، أصدر رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية جوازات سفر دبلوماسية فلسطينية للناشطين، وقال في مؤتمر صحفي: ((هم يعتبرون فلسطينيين، وينبغي أن يكونوا سفراء الشعب الفلسطيني في بلدانهم)). 


لقد كانت السفينتان أول اثنتين من الخارج ترسوان في ميناء غزة منذ واحد وأربعين عاماً. إن حقيقة خرقهما للحصار الإسرائيلي وبإعلان مسبق تظهر أن الجيش الإسرائيلي أيضاً يخشى الرأي العام. لقد كان صد سفينتين محملتين بالأدوية والأغذية سيشكل قراراً غير حكيم، وكان إغراقهما سيشكل كارثة إعلامية Ù„Ù€ “الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”. لم يبق أمام الدولة غير اعتقال المشارك الإسرائيلي؛ الناشط البارز من أجل السلام والأستاذ الجامعي جف هالبر عند عودته، بسبب خرقه للأمر الذي يمنع مواطني الدولة من دخول غزة بدون تصريح خاص.

يبدو جلياً من ذلك، أن حملات التضامن الناجحة والفعالة ما زالت ممكنة حين تتوفر الإرادة السياسية. ومع ذلك، يبقى الحصار على غزة قائماً، ويستوجب الكثير من أجل إنهائه Ù‹. وحتى الآن لم يكن حتى الاختراق الجماعي للحدود المصرية كافياً لإنهاء الحصار. لذلك يجب أن لا تغطي Ø£Ù‡Ø§Ø²ÙŠØ¬ الاحتفال على دوي القذائف الإسرائيلية، وعلى حركة التضامن العالمية أن تبين إن كانت هذه الفعالية حقاٌ إيذاناً بانهيار الحصار الإسرائيلي، أم أنها ستبقى مجرد عملية منعزلة قامت بها مجموعة رائعة من البشر.

محمد أبو الروس

ترجمة قيس عبد الله

فيينا، الأحد 31 آب 2008

ا

Topic
Archive