إخوتي وأخواتي في اللجنة الدولية للمنتدى الاجتماعي العالمي
إخوتي وأخواتي في اللجنة الدولية للمنتدى التربوي العالمي
إخوتي وأخواتي في اللجنة الوطنية الفلسطينية التحضيرية للمنتدى التربوي العالمي
تحياتي وأشواقي،
أولا أرسل إليكم أحر التحيات والتقدير على جهودكم في الإعداد للمنتدى التربوي العالمي في فلسطين، إنه ليشرف فلسطين أن تستضيف هذا المنتدى والحراك العالمي وهذا الحشد من التضامن، كما أنه ليشرَف المنتدى التربوي العالمي أن تستضيفه فلسطين.
ثانيا، أودَ ومن خلف جدران السجن الإسرائيلي أن أرحب بكم في فلسطين من جانبي ما يسمى “الخط الأخضر” الاحتلالي، وأن أرحبَ أيضا نيابة عن اتحاد الجمعيات العربية (اتجاه) في فلسطين 48 وباسم المجتمع المدني والحراك الاجتماعي الفلسطيني في الوطن والشتات.
وبعد أن سرنا معا وقمنا بالخطوات التأسيسية لهذا المنتدى التربوي وبدأنا معا بالتحضير له عالميا وفي فلسطين والعالم العربي، وخلال هذه المسيرة تمَ اعتقالي الترهيبي بداية شهر أيار 2010 ، وها هي خمسة أشهر تمر ونحن أمام اعتقال ظالم وإجراءات قضائية ومحاكمة لا تقل ظلما عن التعذيب الجسدي والنفسي الذي مررت به، لكن ما يميز الفلسطيني هو الإرادة الحرة والصمود، وهو مقاومة الظلم والظالمين وعدالة قضيته وغياب أي وهم في قضاء كهذا ، بل إنها مناسبة لنؤكد أن الحراك الشعبي والنضال والكفاح والتضامن العالمي هي أسس حماية الحق ومنع سلبه وهي الأسس لإخفاق دولة الاحتلال.
أننا وإياكم يا أخوتنا وأخواتنا من كافة أنحاء العالم، شركاء في القيم ، قيم العدالة والحرية والكرامة الإنسانية. إننا شركاء في الرؤية بأن الفئات المستضعفة والشعوب والأمم المظلومة والأفراد المظلومين وكل ضحايا إرهاب الدولة والعدوان واللبرالية الامبريالية الجديدة وضحايا الاستغلال على تجلياته وضحايا العنف والتمييز، وكل الممنوعين في العالم أفرادا وجماعات من التمتع بالكرامة الإنسانية كلنا شركاء، ولقاؤنا كمنتدى في فلسطين- هذا الوطن وهذه الأرض التي أصبحت ملتقى كل أحرار العالم ونأمل ونسعى أن تصبح ملتقى كل المعنيين بأخذ دور من أجل عالم آخر ممكن.
وحيث أكتب لكم من السجن فإنني أنقل لكم تحيات شريحة تمثل كل شرائح الشعب الفلسطيني إنها شريحة أسرى الحرية في سجون الاحتلال والفصل العنصري. هؤلاء الثمانية آلاف إنهم في الوطن وهم المحرومين منه في آن. لكن جدران السجن مهما بلغت قسوة لن تحول بينهم وبين الوطن والحق فيه وعليه،.. مهم أن تعرفوا أمارا أساسيا وهو أن الثمانية آلاف سجين ليسوا رقما وليسوا إحصائيات، بل لكل واحد اسم ولكل واحد حلم ولكل واحد أم وأب أو أخ وأخت أو ابن وبنت.. لكل منهم معاناة، ولجميعهم معا معاناة، لهم ولعائلاتهم المحرومة منهم والتي تعاني معاناة رهيبة ومنهكة كي يزوروا ذويهم من وراء جدار آخر، ليس مشهورا كما الجدار إياه، بل جدار الفصل الزجاجي. فلا يحق للأسير الفلسطيني والعربي أن يلمس أهله. وما عليه إلا أن يتحدث الى ذويه مرة كل أسبوعين ولمدة 45 دقيقة من خلال سماعة هاتف ومن خلف الزجاج الفاصل. ومن خلال الإهانات.
هؤلاء الأسرى محرومون من الحرية ومحرومون من الأهل ومحرومون من الصحف العربية ومحرومون من الكتب سوى القليل .. محرومون من بناء عائلة ومحرومون من التعليم ومن كل شيىء الا من حلم بأن حريتهم آتية وهذا نتاج الصمود والإرادة، وهذا في صميم الأمل والحفاظ على إنسانية المقموع، لأن القامع يستهدفها بكل قسوة وقمع. لان القامع يدرك انه إذا لم يقض على إرادة الفلسطيني فانه أي القامع قد خسر المعركة.
هناك أسير إسرائيلي في غزة وهو جندي احتلال وقتل، والعالم كله مشغول به والعالم كله يعرف اسمه وعمره ويبكي على معاناة عائلته، ولا نقول عن ذلك شي، لكن أين العالم من ثمانية آلاف أسير فلسطيني مناضلي الحرية والكرامة الإنسانية، ومئات آلاف الأسرى الذين دخلوا السجون حتى الآن. ألا توجد قصة؟.
عولمة الإعلام وهيمنة القيم الليبرالية الجديدة تجعل توازن القوة العسكرية والاقتصادية بين الاستعمار وضحاياه ، تجعله ميزان “قيم”، فالمعاناة تصبح من نصيب القامعين أما الضحية فهي المتهمة، وفي أحسن الأحوال فهي رقم وإحصاء – لا اسم ولا قصة ولا عنوان ولا معاناة – فالمعاناة الفلسطينية صودرت مع الوطن الفلسطيني.
لكن الحركة الاجتماعية قادة على خلق بديل وعالم آخر وهذا حلمنا- انتم شركاء في حلمنا ونحن في حلمكم- حلم الحرية والإنسانية والقضاء على الظلم.
أحثكم يا أخوتي وأخواتي أن تأتوا إلى حيفا يوم محاكمتي، لتتأكدوا بأنفسكم أن المحكمة الإسرائيلية والعدالة الإسرائيلية هي على شاكلة إسرائيل، لا نتوخى فيها العدالة بل نواجهها ونتصدى لها ونتهمها بأنها جزء من أدوات القمع لا النزاهة. فلا براءة لفلسطيني اعتقلته إسرائيل.
إنهم يستهدفون علاقتنا نحن فلسطيني الـ 48 مع أبناء وبنات شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الشتات وعلاقتنا مع العالم العربي التي يعتبرها الأمن الإسرائيلي “علاقة مع العدو”.. لكن عدونا ليس ولم يكن يوما الشعوب ولا الناس ولا المجموعات القومية أو الدينية أو الاثنية، فليس اليهود هم أعداؤنا كما يدعون، بل أعداؤنا هم أعداء الإنسانية هم القامعون، هم المشروع الصهيوني الاستعماري العنصري بكل تجلياته، هم الامبريالية وهيمنة القوة والاستغلال النيوليبرالي على العالم. وفي هذا نحذر من العداء للإسلام واتهامه بالإرهاب والعداء للعرب والعداء للشرق وللشعوب في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية. ان اكبر عملية إرهاب قائمة هي إرهاب الدولة الدولي المعولم. انه الاحتلال، انه الاستعمار، هكذا في فلسطين وفي العراق وفي أفغانستان. انه إرهاب اللبرالية الجديدة العابرة للقارات. وكلما اشتدت أزمتها ازداد استغلالها وإلقاء تبعاتها على ضحاياها كي تحمي أرباحها واستغلالها ونهبها وهيمنتها على خيرات شعوب الأرض.
ان المنتدى التربوي العالمي في فلسطين هو مناسبة خاصة وهو مؤشر تضامن رائع، انه جزء من حملة كسر الحصار عن غزة وعن القدس وعن النقب وعن الحق الفلسطيني وعن كل فلسطين. إنه حراك شعبي محلي وعالمي مناصر للحق وهو مبعث أمل وقوة وصمود وهو تأكيد أن فلسطين ليست منسية وأن شعبها ليس وحيدا، وهذا يمنحنا قوة جبارة.
تحية لكم وعلى درب الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية لشعب فلسطين ولكل شعوب العالم.
عالم آخر ممكن وواجبنا السعي لتحقيقه.
أمير مخول
عضو المجلس الدولي للمنتدى الاجتماعي العالمي
عضو اللجنة الوطنية الفلسطينية للمنتدى التربوي العالمي
المدير العام لاتحاد الجمعيات العربية (إتجاه)