تواصلت في العاصمة النمساوية لليوم الثاني الاحتجاجات الجماهيرية على العدوان والمجزرة التي ارتكبتها البحرية الإسرائيلية بحق ناشطي سفن أسطول الحرية، فما أن وصل خبر المجزرة، فقد احتشد أمس الإثنين في تظاهرة عفوية أمام السفارة الإسرائيلية المئات من المحتجين وغالبيتهم من الجالية التركية في المدينة، وقد رفع المتظاهرون الأعلام التركية والفلسطينية ونددوا بالمجزرة وطالبوا بمعاقبة الكيان الصهيوني، وقد استمرت التظاهرة بضع ساعات ثم تحولت إلى مسيرة في شوارع فيينا، قبل أن تنفضّ بشكل سلمي.
واتفقت المنظمات الإسلامية التركية والعربية ومنظمات التضامن على مواصلة الاحتجاج في اليوم التالي، ودعت إلى تظاهرة ثانية بعد ظهر اليوم الثلاثاء أمام مبنى السفارة الإسرائيلية، وهذا ما تم حيث احتشد اليوم آلاف المتظاهرين امام السفارة الإسرائيلية في تظاهرة لم تشهد مثلها فيينا منذ العدوان على غزّة في أواخر عام 2008، ومجددا رفعت الأعلام التركية والفلسطينية ويافطات التنديد بالمجرزة وبالكيان الصهيوني، وردد المتظاهرون شعارات تطالب بوقف المجزرة في فلسطين وبرفع الحصار عن غزة وتصف إسرائيل بالإرهاب.
وعقب انتهاء المدة القررة للتظاهرة أمام السفارة، استمر المشاركون بالاحتجاج وتحولت التظاهرة مجددا إلى مسيرة رددت الشعارات السياسية والتكبير ونداء “إنتفاضة إنتفاضة” واخترقت شوراع فيينا مرورا بمنطقة الجامعة والبلدية ووصولا إلى مبنى البرلمان، حيث كانت التظاهرة الختامية.
وقد برز بين الحضور ناشطو منظمة الـ IHH (منظمة الإغاثة العالمية) التركية التي كان لها الدور الأساسي في إرسال سفن أسطول الحرية من تركيا، ومنظمات ومراكز إسلامية تركية أخرى في النمسا (ميلي غوروش، المركز الثقافي التركي، منظمة إيموس، وغيرها) إلى جانب ناشطي منظمات التضامن العربية والنمساوية (رابطة فلسطين في النمسا، نادي الجالية الفلسطينية، المعسكر المناهض للإمبريالية، نادي فلسطين العربي، منظمة “ريفوليوشون” التروتسكية، منظمة “دار الجنوب” وغيرها.
وقد دعت المنظمات الإسلامية العربية والتركية ومنظمات التضامن النمساوية إلى تظاهرة أخرى في الثالثة من بعد ظهر يوم الجمعة القادم، يتوقّع أن تنطلق من ميدان الأوبرا وسط فيينا لتصل إلى وزارة الخارجية النمساوية.