دلالات عملية الخليل
· تأتي عملية الخليل بعد ساعات من حملة مسعورة قامت بها أجهزة عبّاس – فيّاض في مدينة الخليل تحديداً، طالت العشرات من أقارب النائب نايف الرجوب، لتؤكد الفشل الذريع لهذه الأجهزة
· رغم الحملات الشرسة والمسعورة للأجهزة العميلة في الضفة الغربية والتي وصلت حد التصفية الجسدية كما حدث مع المحمدين في قلقيلية، تأتي العملية لتثبت فشل هذه الأجهزة المرتمية والمؤتمرة بأوامر الاحتلال وفشل التنسيق الأمني مع الاحتلال، وبالتالي سقوط رهان الاحتلال على تلك الأجهزة البائسة البائدة
· رغم أن عملية من هذا النوع تحتاج لتخطيط واعداد مسبق، إلا أن توقيتها عشية انطلاق المفاوضات العبثية والتنازلية في واشنطن، يدل على الجهوزية الكاملة لرجال المقاومة في الضفة الغربية لتنفيذ معام محددة وبهامش زمني قصير
· وفي اطار التوقيت أيضاً، فإن تنفيذها في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك له دلالات لا تخفى على أحد
· كما تأتي كذلك بعد يوم واحد من الكشف عن حملة يقودها عريقات عبد ربه الرجوب للتذلل ل”الاسرائيلي” باعتبارهم شركاء سلام
· تخبط سلطات الاحتلال حول طريقة تنفيذ العملية، وان كانت كميناً ثابتاً أو عن طريق سيارة مسرعة، يثبت أن الاحتلال تفاجأ تماماً بها، رغم حالة الاستعداد التي سبق وأن أُعلن عنها تحسباً لعملية كبرى كما وصفوها
· ما قاله جيش الاجرام الصهيوني حول عمليات “تأكيد القتل”، أي اطلاق النار من مسافة قصيرة للتأكد من موت المستهدف، يدل على جرأة غير مسبوقة، وعدم استعجال أو ربكة، وهو ما يعني تدريب متقدم واعداد متقن
· التبني المبكر لكتائب شهداء الأقصى الفتحاوية (غير الموجودة أصلاً في الضفة بعد أن اشترى عبّاس وفيّاض أعضاءها وحصلوا على عفو من قبل الاحتلال) وعلى لسان من اسمى نفسه أبو محمود وعبر بيان صدر عنه، والتهليل الذي صاحب ذلك من قبل البعض الذي سرعان من انقلب إلى تنديد بالعملية بعد أن تبنتها رسمياً كتائب الشهيد عز الدين القسام، يؤشر على مدى التخبط الذي تعيشه دوائر فتح-السلطة في رام الله، خاصة ما يتعلق بموضوع المقاومة المجرّمة والملاحقة
· لم يصدر أي تعليق أو رد فعل حتى اللحظة من أي مصدر سلطوي من اي نوع
· بدأت تتردد وعبر بعض المواقع المشبوهة أو العميلة أن الهدف من العملية افشال المفاوض الفلسطيني في واشنطن، وهو المفاوض الفاشل أصلاً ودوماً، في محاولة لاثبات الذات، وذريعة بائسة لتبرير هذا الفشل، وهم الذين زاودوا ويزاودون بأن المقاومة انتهت، وبأن خيار الشعب الفلسطيني هو المفاوضات، رغم كل الدلائل القاطعة التي تشير لعكس ذلك
· تثبت العملية الأخيرة أن جذوة المقاومة لم ولن تنطفيء، وأن اي اتفاق يتم فرضه على الشعب الفلسطيني عبر وكلاء الاحتلال في سلطة العار سيكون مصيره الفشل، ولن يٌكتب له النجاح رغم كل اجراءات القمع التي طالت حتى الفصائل التي تمنح سلطة العار الغطاء المطلوب، كما حدث مؤخراً في مؤتمرها برام الله
· أخيراً، فإن الرصاصات التي انطلقت تجاه المستوطنين، كان من الممكن أن تكون في اتجاه عملاء الاحتلال من مرتزقة سلطة العار وقياداتهم، بمعنى أنه ليس من الصعب على من خطط ونفذ العملية الوصول لأي رأس من رؤوس الفساد والافساد في الضفة الغربية.
بالتأكيد ستشهد الساعات والأيام القليلة القادمة، حملة وحملات مسعورة من حثالات الشعب الفلسطيني الذين ارتضوا أن يكونوا مرتزقة في أجهزة عميلة تابعة للاحتلال تتسمى باسم أجهزة أمنية، وانفلات لقطعان المغتصبين في الخليل والضفة الغربية على مرأى ومسمع من هذه الأجهزة العميلة، وبالتأكيد أيضاً سنسمع عبارات التنديد والادانة والاستنكار والشجب من كل حدب وصوب، ورغم كل ذلك نقول أن رسالة الخليل وصلت … وللجميع.
لا نامت أعين الجبناء
د. إبراهيم حمّامي
31/08/2010