لم يكن العدوان على قطاع غزة في أواخر 2008 حدثًا منفصلاً، بل استمرارًا مباشرًا للحصار الذي فرضه الاحتلال بعدما أجبر على الانسحاب من القطاع عام 2005، جيشًا ومستوطنين، كنتيجة للمقاومة الفلسطينية البطولية في الانتفاضة الأولى والثانية، وضيّق الاحتلال الحصار الإجرامي بعد انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006 الذي عبرت فيه غالبية المشاركين عن رفض نهج أوسلو والتمسك في مقاومة الاحتلال وفوز حركة حماس بغالبية مقاعد المجلس. وشدد الاحتلال الحصار لأقصى الحدود عام 2007 بعدما أفشلت الحكومة الفلسطينية الشرعية بقيادة حركة حماس في محاولة لخلق حرب أهلية أو القيام بانقلاب على السلطة المنتخبة من خلال تسليح وتدريب ميليشيات تخضع لأوامره ضمن ما عرف بخطة “دايتون”، ولا يُخفى على أحد أن هذا الحصار الإجرامي مدعوم من قبل القوى الإمبريالية ومعزز من قبل النظام المصري وتشارك فيه أطراف عربية وفلسطينية…
في هذه الذكرى ومع استمرار الحصار والهجمات الدموية والتهديدات الصهيونية المتكررة في تجديد العدوان الشامل، لا ننسى، إلى جانب صمود أهلنا في غزة، الدور الفعال والمؤثر للنضال الجماهيري لوقف العدوان ولكسر الحصار فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا في أصعب أوقات العدوان وبعده، وقد حصّل هذا النضال انجازات ملموسة بعد الهجوم الصهيوني الهمجي على أسطول الحرية.
الحصار مستمر ويمكن أن يفجر عدواناً شاملاً جديداً في كل لحظة، والمطلوب هو تنشيط وتصعيد النضال الجماهيري لكسر الحصار، وبهذا نتوجه أولاً لأنفسنا ولجماهيرنا العربية الفلسطينية في الداخل على كل حركاتها وأحزابها ومؤسساتها، أن يكون الدعم والنصرة لأهلنا المحاصرين جزءاً دائماً ومركزياً من معركة البقاء والوجود التي نخوضها، كما ندعو كل الحركات والأحزاب الفلسطينية للوحدة الوطنية النضالية من خلال برنامج شامل لمواجهة الاحتلال، وندعو كل القوى العربية والإقليمية والعالمية المناهضة للامبريالية لتصعيد النضال لكسر الحصار ودحر الاحتلال وتحقيق عودة اللاجئين إلى فلسطين حرة ديمقراطية.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار!
معاً على الدرب
حركة أبناء البلد
الدائرة الإعلامية
28\12\2010