إذا الشعب يوما أراد الحياة/ لا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي / ولا بد للقيد أن ينكسر
(الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي)
أثبتت الثورة الشعبية في تونس أنه لا يمكن الفصل بين النضال لأجل الحياة الكريمة ولقمة الخبز والتطوير الاقتصادي وبين النضال لأجل حرية الشعب والديمقراطية. وأن الفقر والبطالة والغلاء هم من نتاج الهيمنة الاستعمارية الامبريالية التي تنهب ثروات العالم العربي منذ قرون وتخضع اقتصاداتنا المحلية لاستغلال الشركات عابرة القارات ومن نتاج النهب والفساد من الأنظمة التابعة المحلية التي تأخذ شرعيتها المزيفة من خلال خدمتها للمصالح الغربية على حساب معاناة الشعوب العربية. ويأتي نظام القمع والاستبداد لضمان هذه المصالح الضيقة، ولا يمكن التغيير إلا بالفعل الجماهيري ولا يحمي مصالح الجماهير الشعبية إلا الشعب وقوة الشعب في تحركه الثوري الديمقراطي.
نحيي انجازات إخوتنا وأخواتنا في تونس ونتمنى لهم أن يكونوا على يقين وعلى أعلى درجة من الوعي والمسؤولية لضمان انجازاتهم من خلال إنشاء نظام ديمقراطي يضمن حرية الشعب وإنشاء نظام العدالة الاجتماعية الذي يضمن تطور الاقتصاد لمصلحة الجماهير الشعبية وأن يتصدوا لأي محاولة لإعادة السيطرة من قبل أي طرف من بقايا النظام السابق أو أي فئة تفضل المصلحة الخاصة على حساب الجماهير الشعبية. ونناشد كل صانعي الثورة الشعبية في تونس في الحفاظ على أوسع وحدة للقوى المناهضة للامبريالية لدفع حركتهم الشعبية الباسلة وبلدهم الحبيب تونس إلى المستقبل الحرّ المزدهر.
إن شعبنا الفلسطيني هو الضحية الأولى لنظام الهيمنة الامبريالية للمنطقة ولا ننسى تضامن الشعوب العربية ومن بينها الشعب العربي التونسي الشقيق على طول خط نضالنا الطويل لأجل العودة والحرية. ونتشرف في تقديم تضامننا ودعمنا لشعب تونس ونفرح في ثورته وحريته المكتسبة بدم الشهداء ونتمنى أن تعُم الحرية والعدالة على جميع الشعوب العربية في الوطن العربي الحر الديمقراطي الموحد.
المجد والخلود لشهداء ثورة تونس ولجميع الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية!
معًا على الدرب
حركة أبناء البلد – الدائرة الإعلامية