لقد اعتدنا ان نرى الشرطة المصرية تحاصر المتظاهرين ولكن اليوم قد راينا حلم الشاعر محمود درويش يتحقق وهو ان المتظاهرين يحاصرون الشرطة.
“حاصر حصارك.. لا مفر. .اضرب عدوك.. لا مفر ..سقطت ذراعك ؟ التقطها.. وسقطت قربك؟ فالتقطني ..واضرب عدوك بي.. فأنت الآن.. حر.. وحر.. وحر.. قتلاك أو جرحاك فيك ذخيرة.. اضرب بها عدوك. .أنت الآن.. حر.. وحر.. وحر.. حاصر حصارك.. بالجنون !ذهب الذين تحبهم.. آه ذهبوا.. فإما أن تكون.. أو لا..لا تكون…..” (محمود درويش)
هل تعتبر الادارة الأميركية نظام مبارك نظاما ديمقراطيا؟
واية تغييرات يطلب اوباما من مبارك ان يفعلها؟ هل يطلب منه التنحي؟ هل يطلب منه انتخابات حرة ونزيهة؟
على الرئيس الاميركي ان يكون واضحا وصريحا: ماذا يريد من مبارك؟
قال اوباما ان الرئيس المصري قدم الكثير للولايات المتحدة. ماذا قدم مبارك للادارة الامركية؟ ربما سنعلم بالامر بعد ان تجلب الانتربول مبارك ليمثل أمام العدالة.
الامر اللافت في الموضوع هو انخفاض معدل الاسهم في اوروبا والولايات المتحدة كما لو ان الجمهورية المصرية هي من احدى شركاتها او من احدى مؤسساتها المالية المستفيدة. شعب مصر يقول الآن..لا… مصر هي ملككم ولا ملك عائلة مبارك.. مصر ملك شعبها.
كل ما يتعلق بالشرق الاوسط ينظر اليه الغرب من منظار اسرائيلي. لدرجة ان اذا “فقعت” قنبلة في بيروت “واتكسر بيتي” يقولون انهم يستهدفون اليهود! اذا اندلعت ثورة في مصر يستضيفون خبراء إسرائيليين لتحليل الحدث وتداعياته على اسرائيل.
لقد كشف الشعب المصري بسرعة لعبة مبارك بحل الحكومة فاستمر في التظاهر مرددين هتافات تطالب بالتغيير ومؤكدين أن الخطاب لا يلبي الطموحات لأن الحكومة الجديدة ستتشكل من نفس الرموز المتهمة بالفساد.
أمس قال مبارك في خطابه “المفاجأة” انه ياسف لوقوع قتلى وجرحى في المظاهرات وانه يريد حماية المواطنين، واليوم ترد الأخبار بان قوات الامن تطلق الرصاص الحي على المتظاهرين في الاسماعيلية… فماذا سيقول مبارك غدا؟
كم مصريا سيقتل مبارك إلى أن تتخلى عنه الادارة الاميركية؟ لا أتساءل كم مصريا يجب ان يموت كي يذهب مبارك، فهو يفضل ربما يقتل كل كل المصريين قبل ان يتخلى طوعا عن عرشه.
نار … نار… مبارك يحرق مصر من اجل سلطته عليها.
لقد آن الاوان لتغيير جذري في الدول العربية من لبنان الى مصر وبقية الدول العربية. ويبدا التغيير بالدستور، حيث على الدول العربية اعتماد دساتير علمانية تنبذ كل آفات الطائفية والتفرقة الدينية والعنصرية وتحترم حقوق الانسان والحريات العامة، فقد سبب الدستور الطائفي العنصري في لبنان حروبا اهلية ضارية ومدمرة منذ الاستقلال، وهاهي الأمور هناك تتأزم مع استحقاق سياسي مهم، فيتاثر الاقتصاد ويتراحع البلد ثقافيا واجتماعيا.
لقد قرأت خبرا بأن الجيش يوجه تحذيرا إلى المواطنين مفاده ان كل من يخرق حظر التجول يعرض نفسه للخطر، فهل يعني هذا أن الجيش لديه أوامر بإطلاق النار على المصريين؟
إن مساندة ودعم انتفاضة الشعب المصري يكون عبر تسيير مظاهرات كل الدول العربية أيضا للضغط الأنظمة من أجل تحقيق مطلب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في الوطن العربي، من أجل أن نشتت جهود الإدارة الأمريكية التي تحاول لملمة الوضع في مصر وتونس، ولكي نعطي بعدا جديا وجديدا للثورة.
الولايات المتحدة هي المسؤولة من الآن وصاعدا عن كل شهيد مصري يسقط. اوباما يمكنه ان يضع حد لتعنت مبارك ويسرحه فورا. فهل ستمتد المظاهرات الى السفارات الامريكية؟
الصمت الغربي دعم للنظام…مصر تحترق وشعب مصر يقتله دكتاتور خرف، ولا عزاء لمن يعول على غرب “الحريات وحقوق الانسان”.
