قل انتفاضة ولا تقل ثورة
قل انتفاضة شعبية ولا تقل ثورة شباب
استخدام مصطلح ثورة الشباب في نظري له غرضان، أولهما كبح جماع عملية التطور الثوري وثانيهما نسب الفضل في عملية الانتفاضة إلى مجموعة محدودة من وجهاء المدينة الذين دعوا إلى يوم 25 يناير على صفحات الفيس بوك، تمامًا كما حدث بعد 6 إبريل 2008 حيث تم نسبة كل شيء إلى عفاريت الفيس بوك وتم تناسي كفاح عمال المحلة الكبرى الداعين الأساسيين للإضراب، وأقولها بكل ثقة انه لولا دماء شعب السويس في الفترة الممتدة من يوم 25 يناير حتى جمعة الغضب 28 يناير لمضي الأمر كمظاهرة عادية وتم فضها، كذلك استخدام مصطلح شباب 25 يناير الذي ظهر أثناء محاولة الإعلام المصري الرسمي الدعوة إلى فض اعتصام التحرير، في كل يوم كان التلفزيون المصري يستضيف شابًا من على أي قهوة ليقول أنه من شباب 25 يناير الذين أنفضوا بعد المظاهرة نتيجة دخول قوى سياسية المسألة ومحاولتها ركوب الموجة
قل احتجاجات عمالية ولا تقل مطالب فئوية
تصاعدت الاحتجاجات العمالية في السنوات الأخيرة من حكم مبارك، بل كانت هي الوقود الحقيقي لانتفاضة الغضب، ولا ننسى أن تلك الاحتجاجات كانت داعمة أساسيًا لاعتصام التحرير وأن إضراب هيئة النقل العام بدأ قبل تنحي مبارك وأن تلك الاحتجاجانت كانت عاملًا مساعدًا في تنحي مبارك
قل تجذير طبقي ولا تقل ثورة مضادة
في تحليل سريع وموفق من أحد الرفاق بعد خلع مبارك، قال أن تلك الانتفاضة هي احتجاج من البرجوازية المدينية على فساد نظام مبارك الذي يعيق تطورها الرأسمالي، وأنا أتفق مع هذا التحليل، فمجرد خلع مبارك تم تبادل رسالة نصية قصيرة تتحدث عن تنظيف الشوارع وعدم معاكسة البنات وغيرها من المطالب الاخلاقية التافهة باعتبارها منجز للثورة، ومؤخرًا تم تداول مقال يحكي عن أساليب الثورة المضادة ويضم فيها الاحتجاجات العمالية باعتبارها تقسم الثورة، الاحتجاجات العمالية تجذير طبقي لتلك الانتفاضة بحيث لا يقتصر الأمر على مجرد تغيير لافتات سياسية واستمرار القبح الرأسمالي راكدًا تحت الرماد
قل مصر تعددية ولا تقل مصر يد واحدة
الهتاف الشهير عن أننا كلنا يد واحدة، لابد وأن يضم مفهومًا تعدديًا لتلك اليد، فاليد خمسة أصابع وملايين من خلايا الجلد، قد نكون قبضة واحدة لكننا مختلفين فيما بيننا وعلينا أن نمارس هذا الاختلاف بصورة ديمقراطية، أما البديل عن تلك الوحدة التعددية فهي وحدة فاشية قائمة على فكرة وحدة الصف التي ما يغلبها غلاب وقمع أي مختلف بدعوى المصلحة الوطنية
قل بدأنا ثورة ولا تقل انتصرنا
كل الثورات الكبرى في التاريخ استمرت على مدى عدد ما من السنوات ولم تكن مجرد ثمانية عشر يومًا، والأهم من الإطاحة بمبارك تولي الشعب مقاليد السلطة وتنحية المجلس العسكري الأعلى وتطهير مصر من نظام مبارك كليةً وتحول اجتماعي شامل حتى لا يبقى العفن تحت الأرض والجلد