يمثل هذا اللقاء للمنظمات المناهضة للرأسمالية في حوض المتوسط خطوة أولى في التعارف المتبادل بين منظماتنا ومختلف النضالات التي نخوضها في بلداننا.
يندرج هذا اللقاء في سياق عالمي يتسم بأزمة شاملة للرأسمالية المعولمة، كما باندفاعةٍ ثورية لشعوب المنطقة العربية. تدل هذه الأزمة على بلوغ تناقضات النظام الرأسمالي ذروتها على كافة المستويات. تبين أن هذا النظام عاجز عن تلبية الحاجات الأساسية لغالبية الشعوب والحفاظ على شروط الحياة على كوكب الأرض وثرواته الطبيعية. ففي كل البقاع، تشن الطبقات المهيمنة حرباً اجتماعية مفتوحة لتحميلنا أعباء الأزمة، ولتكريس هيمنة الأقلية. إن كان في شمال المتوسط أو جنوبه، تفرض السياسات الحالية تدهوراً عاماً لشروط الحياة والعمل، وتقلص المكتسبات الديمقراطية والإجتماعية نحو حدها الأدنى، إن وجدت، وتفرض التنافس بين الشعوب والعمال في إطار نظام شامل قائم على تصاعد هشاشة شروط العمل والحياة. إن الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية، إلى جانب إضفاء الطابع السلعي على الملك العام يسرعان الكارثة البيئية. إن الأولوية الملحة هي القطيعة الجذرية مع هذا النظام، بدلاً عن ترميمه، وفتح الطريق أمام الاشتراكية كمشروع تحرر اجتماعي ديمقراطي، وإعادة بناء وحدة المصالح في عالم العمل بما يتخطى الحدود.
تعطي الثورات التي نشهدها في دول جنوب حوض المتوسط والشرق الأوسط أملاً جديداً وتدشن آفاقاً جديدة للنضالات. إن هذه السيرورات لا تعطي فقط الامكانية لإنهاء الدكتاتوريات، ولكنها أيضاً تفتح المجال أمام الخلاص من سياسات الإندماج في الرأسمالية المعولمة المفروضة. إن التوق للكرامة والعدالة الإجتماعية و تلبية كافة التطلعات الإجتماعية والديمقراطية يكتسح اليوم جميع دول المنطقة. إن توطيد هذه السيرورات ومراكمة انتصارات اجتماعية وديمقراطية جديدة إلى جانب توسيع وتعميق الثورة سوف يسمح بفرض هزيمة سياسية على الإمبريالية، وسوف يكون له ثقل في تغيير موازين القوى عالمياً. وهذا سوف يسمح بالنهاية في إخراج الشعب الفلسطيني من عزلته المأساوية، وبإعطاء دفعة كبيرة للنضال ضد الدولة الصهيونية الاستعمارية. إن النضال ضد التدخل العسكري في ليبيا والتدخل الإمبريالي في شؤون المنطقة الهادف لخنق ومصادرة السيرورات الثورية هو عامل أساسي للمستقبل. يضاف إلى ذلك إدانة حلف شمال الأطلسي (الناتو) كأداة هامة و”شرعية” للهيمنة الإمبريالية.
إن التضامن مع كافة الشعوب المناضلة هو ضرورة لا حياد عنها لكل منظماتنا، فإن معاركهم هي معاركنا. كما أن التدخل العسكري الإمبريالي وفق أجندته الخاصة، لن يكسر هذا الموقف المتضامن.
حتى في شمال حوض المتوسط هنالك موجة من المقاومات الإجتماعية والإضرابات العامة والرفض المتنامي لسياسات التقشف والخراب الناتجة عن الأزمة الإقتصادية. في كل مكان تأبى الشعوب الاستسلام. أصبحت المهمة الأساسية في هذا الإطار هي النضال المنسق ضد الإمبريالية وضد هجوم البرجوازية الساعي إلى تحميل الشعوب فاتورة الأزمة، وضد حروب الإستعمار والإستيطان في العراق وأفغانستان وفلسطين. وإن النضال ضد السياسات المعادية للمهاجرين، وضد تحويل أوروبا إلى قلعة، وضد توكيل بعض دول جنوب حوض المتوسط بدور الشرطي المانع للهجرة، وضد عنصرية الدولة وتصاعد تيارات اليمين المتطرف، هو الإمتداد الضروري لهذه المهمة.
إننا ننخرط لتطوير حملات عالمية مشترکة من المغرب الی العراق من أجل:
• دعم الثورات و النضالات الشعبية في کل القطاعات التي تناضل ضد الهیمنة الأمبریالية والدیکتاتوريات السائدة. إذ تسعى الدول الامبريالية إلى دعم أنظمة جديدة خاضعة لخياراتها الاقتصادية والسياسية, وهو ما يهدف إلى محاربة السيرورات الثورية والالتفاف عليها بدعم من الحركات البورجوازية.
• التنديد بالقمع الشرس الذي تتعرض له الشعوب الثائرة في سوريا واليمن وبحرين وكافة شعوب المنطقة
• مساندة حق تقرير مصير الشعوب علی کافه المستويات (کورسیکا، سردينيا، أسکادي، قبرص، کردستان و …) وتنظیمهم الذاتي و تلبية جميع تطلعاتها الأجتماعية و الديمقراطية و الثقافية. التنديد بالقمع الشرس الذي يتعرض له الشعب الكردي من قبل العديد من الدول والصمت المتواطئ للحكومات الغربية .كما نطالب بسحب مباشر لقوات الأحتلال الترکي و القوی الأجنبية کبریطانيا و الوالایات المتحدة الأمريکية و اليونانية و الفرنسية ….. وتفکيك جميع القواعد العسکرية و التنديد بأي إتفاق عسکري مع قبرص.
• إحداث قطيعة جذرية مع العلاقات الدبلوماسية و الأقتصادية و المالية وکذلك الأتفاقات الأمنية و العسکرية بين دول الشمال و الأنظمة الدکتاتورية
• وضع حد للإفلات من العقاب لجميع من نهبوا بلدانهم و فرضوا دولا بوليسية.
• رفض کافة التدخلات الامبريالية بالمنطقة و سحب مباشر للقوات المتدخلة بليبيا و القوات الأحتلال بالعراق و أفغانستان.
• من أجل تفکيك القواعد العسکرية و تجارة الأسلحة و إنهاء التسلح النووي بکافة منطقة الحوض المتوسط.
• من أجل أن تقطع الدول الحوض المتوسط و أوربا علاقاتها مع حلف الشمال الأطلسي في أفق تعاون متبادل بالمنطقة دون أي تدخل عسکري.
• توسيع حركة التضامن الأممي مع الشعب الفلسطيني حتى تحقيق تطلعاته القومية وتفكيك دولة إسرائيل الاستعمارية: الرفع الفوري لحصار غزة واعادة فتح الحدود مع مصر كما يطالب بذلك الثوريون المصريون. إلغاء المعاهدات مع دولة إسرائيل، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الفلسطينيين دون قيد أو شرط، وحق عودة اللاجئين.ونحن نؤيد الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات ومحاسبتها كما نساند القوى التي تتحدى الإمبريالية والصهيونية في لبنان وفلسطين وفي جميع البلدان المحتلة.
• الإلغاء المباشر ودون شرط للدين الكريه الذي أبرمتها من الأنظمة الديكتاتورية والاتفاقيات الموقعة مع الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية التي تهدف إلى إرساء منطقة تبادل حر تخدم مصالح الشركات متعددة الجنسيات والمافيا الممهيمنة باسم الاتحاد من أجل المتوسط ومشروع الشرق الأوسط الكبير, من أجل رفض سياسات التقشف الاجتماعي باسم توازنات الميزانية والدين العمومي وسياسات إنقاذ البنوك ورؤوس الأموال. نرفض هذه السياسات التي تجعل الشعوب في وضع هش، وتفرط في استغلال العمال، تقوي اضطهاد النساء والشباب، تركز الثروات في أيادي أقلية وتفرض في أي مكان دكتاتورية الربح وكوارث اجتماعية وبيئية.
• حق تنقل المهاجرين واستقرارهم وتسوية الوضعية القانونية لجميع المهاجرين، إلغاء الاتفاقيات الأمنية التي تمنح لبلدان الجنوب وظيفة عميل القلعة الأوروبية وضد إعادة النظر في حق اللجوء.
• إلغاء اتفاقيات شنغن وإغلاق مراكز اعتقال المهاجرين ”غير الشرعيين.”
• مساندة النضالات الديمقراطية والثقافية، والحركة النسوية، والعاطلين، والمضطهدين .وفي إطار مناهضة الرأسمالية لا بد من محاربة النظام الأبوي . نحن نساند كل نضالات النساء من أجل التحرر.
• تطوير النضالات البيئية، وليدة رفض شعوبنا للملكية من قبل الرأسمالية الكبيرة بدعم من الامبريالية للموارد المشتركة مثل المياه وافتراس موارد الطاقة الحفرية من قبل الطبقات الحاكمة، و استخراج الغاز والمخاطر الكبيرة الناجمة عن محطات الطاقة النووية.
حركتنا والحركة الاشتراكية وحدها تستطيع ان تلعب دورا فعالا نحو ثورة حرية وعدالة حقيقية.
من المؤكد أن الطريق نحو تحرر حقيقي سيكون طويلاً. إن الدول الإمبريالية تسعى إلى دعم توطيد أنظمة بورجوازية جديدة خاضعة لضروراتهم السياسية والإقتصادية للقضاء السيرورات الثورية الحالية. لكن منذ الآن يجب نطور تلاقي النضالات، وتقوية التعاون والنقاش بين التيارات الثورية والمناهضة للرأسمالية، والتصدي سوياً لأعداءنا المشتركين.
إن هذا اللقاء المتوسطي المناهض للرأسمالية ليس إلا بداية. هذا اللقاء يوجه رسالة لكافة الحركات الجماهيرية وكافة الإشتراكيين بأن وحدتهم عبر العالم هي وحدها كفيلة بتحقيق النصر.