توÙ?يق رباØÙŠ
Ø§Ø³ØªØ³Ù…Ø Ø±Ø¦ÙŠØ³ التØرير Ù?ÙŠ الانØراÙ? بهذه الزاوية بعيدا عن موضوع التلÙ?زيونات الÙ?ضائية والارضية الي ما هو اكبر. الي العنصرية التي عجزنا جميعا عن اخÙ?ائها Ù?Ù?ضØتنا امام انÙ?سنا وامام الرأي العام العالمي.
اقصد ما اØاط بموضوع المهاجرين الاÙ?ارقة الذين خاضوا Øرب اقتØام اسوار سبتة ومليلية بشمال المغرب طمعا Ù?ÙŠ الوصول الي اوروبا.
امتØان واØد بسيط ÙƒÙ?ÙŠ لكشÙ? عوراتنا وانØطاطنا السياسي والÙ?كري والاخلاقي.
مشكلة الهجرة Ù?ÙŠ الØالة التي امامنا، لا تخص المغرب كدولة، ولا تخص منطقة المغرب العربي. انها مشكلة الدول الغنية، لكن الØكومات المغاربية، بغبائها السياسي، وبقصر نظرها، بÙ?كرها التآمري ازاء بعضها، تسلمت المشكلة وتØملت عارها ÙˆÙ?ضيØتها، ولبّست Ù†Ù?سها تهمة Ø¨Ø¬Ù†Ø Ù„Ù… ترتكبها ولم يكن واردا ان تÙ?Øاسَب عليها.
ورغم ان المشكلة هي مشكلة الدول المتقدمة بالاساس، ولا تعني المغرب الا من Øيث كونه Ù…Øطة عبور (مثل الجزائر) قد تطول وقد تقصر، بدر من بعض مؤسساته وبعض صØاÙ?ييه وبعض نخبه ما لا يشرّÙ? ولا يريØ.
اذا كانت قوات الامن اطلقت الرصاص الØÙŠ علي المعذبين Ù?ÙŠ الارض وقتلت منهم 11 او 12ØŒ ÙˆÙ?اءً لعنÙ? الدولة، Ù?ان طائÙ?Ø© من الصØاÙ?يين والمØللين وصنّاع الرأي تولوا اطلاق نيران الØقد والعنصرية بشكل مخيÙ? ازاء اناس لا يملك انسان سوي الا ان يتعاطÙ? معهم.
Û?Û?Û?
وليست هذه العنصرية جديدة او وليدة اØداث الاسبوعين الماضيين، بل سبق ان خانت اصØابها Ùˆ Ù?اضت Ù?ÙŠ اØدي الصØÙ? الصادرة بشمال المغرب قبل Ù†ØÙˆ شهر ونصÙ? عندما تØدثت عن الجراد الاسود الذي يغزو بلادنا . ماذا سيقول عنا البريطانيون؟ وماذا سيقول الاسبان عن الالاÙ? المؤلÙ?Ø© من المغاربة Ù?وق ارضهم؟ وماذا سيقول الÙ?رنسيون عن ملايين المغاربيين؟ وماذا سيقول الالمان عن ملايين الاتراك ورعايا يوغسلاÙ?يا السابقة؟ وماذا سيقول البلجيكيون عن المغاربة؟
وقبيل ذلك Ù?اضت بصØÙ? الجزائر عندما قتل شاب اÙ?ريقي اخر جزائريا Ù?ÙŠ Ù„Øظة هياج اعقبت مباراة كرة بوهران، عاصمة الغرب. لم يتمالك شبان وهران انÙ?سهم Ù?شنوا Øملة بالاسلØØ© البيضاء والهراوات لـ تطهير المدينة من الكØلان .
وبدل ان يقÙ? الصØاÙ?يون موقÙ? العقل، اختاروا، بعضهم دون وعي، لغة عنصرية منØطة Ù?ÙŠ وصÙ? ما Øدث. علّقوا علي شماعة الاÙ?ارقة كل اÙ?ات المدينة التي تختزل Ù?ÙŠ الواقع اÙ?ات بلد ومجتمع كاملين. واسهبوا Ù?ÙŠ كلام عن السرقات (التي ÙŠÙ?زعم ان الاÙ?ارقة يقومون بها، عن التØرش بشرÙ? بنات المدينة، عن الوساخة التي جلبوها) الخ من كلام لا يختلÙ? نهائيا عن كلام الشارع Ù?شكل وقود غضب الشبان الذين لاØقوا الاÙ?ارقة المساكين منتقمين لشرÙ?هم.
Ù†Ù?س السيناريو تكرر Ù?ÙŠ مدن المغرب، والاخطر Ù?ÙŠ صØاÙ?ته الاسبوعين الماضيين: كلام عن الامراض التي جلبها العزّية معهم، عن الايدز، عن اغتصاب Ù?تاة هنا او هناك، عن سرقة وجرائم غير معلومة بوضوØ.
بذهول كبير اÙ?ØªÙŠØ Ù„ÙŠ قراءة تقارير لصØاÙ?يين مغاربة يقولون Ø¨ØµØ±ÙŠØ Ø§Ù„Ø¹Ø¨Ø§Ø±Ø© ان الرصاص هو الرادع الوØيد امام هؤلاء الاÙ?ارقة لدÙ?عهم الي العودة من Øيث اتوا .
ولا تختلÙ? ليبيا التي Ù?تØت اØضانها، بتوجيه من العقيد القذاÙ?ÙŠØŒ لالاÙ? الاÙ?ارقة استوطنوا Ù?يها واخرين جعلوها معبرا Ù†ØÙˆ ايطاليا. واكتشÙ? المجتمع الليبي ان التوجه الرسمي والابواب المشرّعة للاÙ?ارقة وضعه Ù?ÙŠ مواجهة معهم. ثم جاءت الضغوط الاوروبية Ù?انقلبت ليبيا، Øكومة وشعبا، علي Ù†Ù?س ضيوÙ? الامس Ù?بدأت Øملة القنص. والمØصلة اليوم ان ليبيا الرسمية تتباهي بدورها البوليسي وتÙ?زايد علي جيرانها بعدد الاÙ?ارقة الذين اعادتهم الي جØيم بلدانهم.
لماذا ابانت مجتمعاتنا عن هذا الكم من العنصرية رغم انها هي ذاتها ضØية عنصرية، ورغم انها هي ذاتها مصدّرة لمهاجرين كثيرا ما تألمنا Ù„Øال الذين تعرضوا لاعتداءات عنصرية منهم؟
لن ألوم رجل الشارع، Ù?Ù†ØÙ† مجتمعات منغلقة اولا، وتÙ?شت Ù?يها الامية والجهل وعشعشعت Ù?يها العصبية القبيØØ©. مجتمعات ما زالت تعرّÙ? الناس بعرقهم، ÙˆÙ?ÙŠ اØسن الاØوال بجغراÙ?يتهم. عندنا يشتكي العاصميون من الزØÙ? الريÙ?ÙŠ (رغم ان العاصمة مثل امريكا لا اØد ابنها Øقا، بل كل سكانها واÙ?دون) ويشيرون لجيرانهم بـ دار الوهراني Ùˆ دار القبايلي Ùˆ دار السوÙ?ÙŠ . ولا تختلÙ? المدن الكبري الاخري. بل لا تختلÙ? القري والبلدات Øتي اصبØت عبارة كلانا البراني اكثر العبارات تداولا.
ولن اصدّق ان الامر مختلÙ? Ù?ÙŠ المغرب ÙˆÙ?ÙŠ تونس وبقية الدول المشابهة.
لن ألوم هؤلاء. ألوم مؤسسات صناعة الرأي وتوجيه الاخبار والرأي العام. لم ار ان التلÙ?زيون المغربي خصص لمأساة المهاجرين الاÙ?ارقة Ù?ÙŠ سبتة ومليلية ما يستØÙ‚ من اهمية. وعندما Ù?عل، لم يخرج عن الروايات الرسمية التي Øاولت اقناعنا ان قوي الامن المغربية كانت Ø£ØÙ† علي هؤلاء المساكين من امهاتهم، وان الادارة لم تهجرهم للموت Ù?ÙŠ الصØراء وانها لم تسع لاختلاق مشكلة مع الجزائر بتخليها عنهم قرب Øدود جارتها.
Û?Û?Û?
اما السياسيون Ù?التزموا صمتا يزكي معاملة ارتقت الي صÙ? الاجرام. بعضهم صمت دهرا ثم نطق ÙƒÙ?را مثل Øزب العدالة والتنمية (اسلامي) Ù?اكتشÙ? ان الجزائر طرÙ? Ù?ÙŠ الموضوع Ù?دعاها الي تØمل مسؤوليتها. هكذا، كأنما اكتشÙ? الدولاب. الاتØاد الاشتراكي للقوات الشعبية، اØد اكبر اØزاب الØكومة والبرلمان، طالب بمعالجة الظاهرة بما تمليه التقاليد المغربية. نسي Ù?قط ان ÙŠØدد اية تقاليد يقصد، تقاليد المخزن ØŒ ام تقاليد القمع، ام التقاليد التي انجبت تازمامرت ودرب مولاي الشريÙ? وقلعة ماكودة؟
لم يجرؤ الØزب العتيد ذي الرصيد النضالي اليساري الطويل، علي التنديد بالعنÙ? الذي تعرض له المعذبون Ù?ÙŠ سبتة ومليلية وغابات الناضور وبليونش.
لم يجرؤ علي الالتماس من الØكومة ان تعامل الاØياء بØد ادني من الكرامة.
اما الØكومة، Ù?انظروا ما Ø§Ù‚ØªØ±Ø Ø§Ù„Ù…ØªØدث باسمها، نبيل بن عبد الله، عندما Øاصره صØاÙ?يون بالاسئلة Ù?ÙŠ باريس: علي العالم ان يهتم بمصير مهاجرين (اخرين) بالصØراء الجزائرية . بلغة العند الطÙ?ولي لماذا تØاسبوني انا ÙˆØدي .
ما من شك ان الجزائر، وان لم تتصرÙ? بنÙ?س العنÙ? والشراسة، Ù?قد وقÙ?ت تتÙ?رج علي معاناة جارتها مع المهاجرين الاÙ?ارقة. اكاد اقول انها وقÙ?ت موقÙ? المتلذذ، لكن ان يداÙ?ع مسؤول رسمي عن Øكومته باØالة السائلين لماذا لا تهتموا بالجزائر؟ ØŒ Ù?هذه ذروة البؤس السياسي.
عليّ ان اسجل ان الØزب الوØيد الذي تجرأ بصراØØ© علي رÙ?ض ما ارتÙ?كب بØÙ‚ المعذبين Ù?ÙŠ سبتة ومليلية، هو Øزب اليسار الاشتراكي الموØد. بالاضاÙ?Ø© الي جمعيات اخري تستØÙ‚ التØية تتقدمها الجمعية المغربية Ù„Øقوق الانسان.
Ù?ÙŠ الاخير، عذرا ايها الضØايا، لا تتوسلوا سائلين لماذا Ù?علتم بنا كل هذا ونØÙ† اÙ?ارقة مثلكم . انتم لستم مثلنا، انتم اÙ?ضل منا.
منكم نعتذر، ونØوكم نشعر بالعار والخزي.
كاتب من اسرة القدس العربي
toufik@alquds.co.uk
2
Source: Al-Quds Al-Arabi