اللجنة العربية Ù„Øقوق الإنسان – Ù?يوليت داغر
الدكتورة Ù?يوليت داغر
أغلقوا معتقل غوانتانامو
Ù?ÙŠ 22 يناير 2002ØŒ تقدمت المÙ?وضية السامية Ù„Øقوق الإنسان بطلب رسمي لزيارة معتقل غوانتانامو، إثر طلبات توجهت لها من المنظمات غير الØكومية الدولية، بما Ù?ÙŠ ذلك اللجنة العربية Ù„Øقوق الإنسان والمركز العربي لاستقلال القضاء والمØاماة. ذلك بعد أن رÙ?ضت السلطات الأمريكية أي تعاون مع المنظمات غير الØكومية، أمريكية كانت أو دولية. لقد اØتاج الأمر لقرابة أربع سنوات قبل أن تتلقى المÙ?وضية ردا على طلبها من وزارة الدÙ?اع الأمريكية Ø¨Ø§Ù„Ø³Ù…Ø§Ø Ù„Ø«Ù„Ø§Ø«Ø© من خمسة من الأسماء المقترØØ© لزيارة معسكر غوانتانامو. لكن Ù?قط لمدة يوم واØد مع اشتراط اللقاء بالإداريين والمØققين ÙˆØراس المعتقلين، وغياب العنصر الأهم Ù?ÙŠ ذلك والداÙ?ع الأساسي Ù?ÙŠ تقديم الطلب أي المساجين أنÙ?سهم وأصØاب العلاقة. “زيارة منظمة” قد لا تختلÙ? كثيرا عن الطريقة الكورية الشمالية Ù?ÙŠ الزيارات المنظمة.
إثر ذلك رÙ?ضت السيدة ليلى زروغي (الجزائر) رئيسة Ù?ريق العمل الخاص بالاعتقال التعسÙ?ÙŠØŒ والسيد مانÙ?ريد نواك (النمسا) المقرر الخاص بالتعذيب والقيادي Ù?ÙŠ لجنة الØقوقيين الدوليين سابقا، زيارة غوانتانامو دون اللقاء بالسجناء. “إن لم يكن لدى الإدارة الأمريكية ما تخÙ?يه Ù?لماذا تØجب عنا التقاء السجناء ” ØµØ±Ø Ø§Ù„Ù…Ø³Ø¦ÙˆÙ„Ø§Ù† Ù?ÙŠ المÙ?وضية السامية Ù„Øقوق الإنسان اللذين Øددا تاريخ السادس من ديسمبر موعدا للزيارة Ù?ÙŠ Øال قبلت الإدارة الأمريكية باجتماعهم مع السجناء.
من الجدير بالذكر، أن الإدارة الأمريكية قد رÙ?ضت أن يضم الوÙ?د لياندرو ديسبوي الأخصائي Ù?ÙŠ استقلال القضاء والمØاماة، والأخصائي Ù?ÙŠ ØÙ‚ الصØØ© الأسترالي، بول هانت، الذي سبق ÙˆØ·Ø±Ø ØªØ³Ø§Ø¤Ù„Ø§Øª كبيرة Øول الوضع الصØÙŠ لمعتقلي غوانتانامو. Ù?ÙŠ Øين يضم الوÙ?د السيدة أسمى جاهنجير التي تسلمت Øديثا موقعها كمقررة Ù„Øرية الأديان بعد أن كانت مقررة للمداÙ?عين عن Øقوق الإنسان وقبل ذلك رئيسة للجنة الباكستانية Ù„Øقوق الإنسان.
تبدو الإدارة الأمريكية وكأنها اهتمت أخيرا بوضع بعض المساØيق المراد منها تجميل صورتها القبيØØ©. هذه الصورة التي نقلت الصورة النمطية لهذا البلد من تمثال الØرية إلى معسكر غوانتانامو وسجن أبو غريب. لكن لا شك بأن عملية التجميل هذه سيكون مآلها الÙ?شل كونها تقوم على الترقيع Ùˆ”التسكيج” أكثر مما تقوم على مواجهة Øقيقية لمشكلات كبيرة أصبØت اليوم تعكس الصورة الأردأ لانتهاكات Øقوق الإنسان Ù?ÙŠ العالم. وكون هذه الإدارة تقدم Ù†Ù?سها بوصÙ?ها المداÙ?ع عن هذه الØقوق وعن الديمقراطية، Ù?النتائج أكثر كارثية مما تعتقد. لقد خلقت الإدارة الأمريكية Øالة Ù†Ù?سية عالمية لبداهة الجريمة الجسيمة، وشعور عام عند كل مستبد بأنه لن ÙŠØاسب على انتهاك Øقوق الإنسان، وإنما على الموقÙ? الذي يختاره Ù?ÙŠ خوضه معها “الØرب ضد الإرهاب”. هذا الوضع الذي جعل المنظمات الØقوقية ذات المصداقية تجمع على التراجع العام على صعيد Øقوق الإنسان منذ الØادي عشر من سبتمبر، ÙˆØيث المسئول الأكبر عنه هو السياسة الأمريكية الراهنة.
سياسة منهجية لا مجرد أخطاء
Ù?ÙŠ أعقاب هجمات الØادي عشر من سبتمبر/أيلول مباشرة ألقى وزير العدل الأمريكي جون أشكروÙ?ت خطابا قال Ù?يه “ليØذر الإرهابيون بيننا، لو بقيتم بعد انتهاء تأشيراتكم ولو ليوم واØد سنلقي القبض عليكم. ولو خالÙ?تم القوانين المØلية سنضعكم Ù?ÙŠ السجون ونبقيكم رهن الاعتقال لأطول مدة ممكنة”. لقد Ù†Ù?Ø° وزير العدل تهديده، مستخدما شتى الأساليب والØيل لاعتقال أكثر من 1200 من غير المواطنين Ù?ÙŠ غضون بضعة أشهر. لم توجه اتهامات متعلقة بالإرهاب إلا لقلة من هؤلاء وأØيانا بعد أشهر من الاعتقال. ونعرÙ? اليوم أن Øملة الاعتقالات العشوائية التي ألقت بها الØكومة الأمريكية عربا ومسلمين Ù?ÙŠ الØجز أدت إلى وقوع مئات من الاعتقالات. اعتقالات لم تخضع لمراجعة Ù?عالة أو لطعن Ù?عال بسبب إضعاÙ? السلطة التنÙ?يذية للضوابط المعتادة Ù?ÙŠ نظام الهجرة بخصوص الØماية من الاعتقال التعسÙ?ÙŠØŒ أو بسبب تجاهلها لهذه الضوابط. لقد وضع المسئولون الØكوميون عراقيل عديدة Ù?ÙŠ طريق توكيل المعتقلين لمØامين، ولم يمتنعوا عن ثنيهم عن ممارسة هذا الØÙ‚ Ù?ÙŠ Øالات موثقة. كما ولم تخطر إدارة الهجرة والجنسية، التابعة لوزارة العدل، المØامين بالمكان المØبوس Ù?يه موكلوهم أو بميعاد الجلسات.
لقد رÙ?ضت Ù?ÙŠ أغسطس/آب 2002 Ø£Øدى المØاكم الÙ?يدرالية المØلية Øجج الØكومة التي تبرر بها السرية، وأمرت بالكشÙ? عن هوية كل من اعتقل Ù?ÙŠ إطار تØقيقات الØادي عشر من سبتمبر/أيلول. كذلك وصÙ? القاضي عمليات القبض على الأشخاص سرا بأنها “غريبة على المجتمع الديمقراطي… ومتناقضة تناقضا شديدا مع ركائز القيم التي تميز المجتمعات الØرة المÙ?توØØ© كمجتمعنا”. إلا أن Ù…Øكمة الاستئناÙ? ألغت هذا الØكم Ù?ÙŠ يونيو/Øزيران 2003. وقال Ø£Øد القضاة بلغة انÙ?عالية Ù?ÙŠ قرار الاستئناÙ?:
لقد اختار الكونغرس أن ÙŠÙ?رض ضرورة المراجعة القضائية الجادة لكل طلبات الإعÙ?اءات الØكومية (من قانون Øرية المعلومات) … وعلى الرغم من Øرص المØكمة على مبدأ الÙ?صل بين السلطات موضع النزاع Ù?ÙŠ هذه القضية Ù?إنها تنتهك هذا المبدأ بالتخلي أساسا عن مسؤوليتها عن تطبيق القانون كما وضعه الكونغرس”.
Ù?رضت وزارة العدل السرية التامة على كل تÙ?اصيل الوقائع التي دارت Ù?ÙŠ 600 جلسة هجرة تتعلق بمعتقلين ذوي أهمية خاصة، إلى Øد أن أقرب أقرباء المعتقلين منع من الØضور. بل إن سياسة السرية امتدت إلى مسألة الإشعار بعقد الجلسة أصلا.
إذا كانت هذه هي سلطات وزير العدل Ù?ÙŠ ظل الإدارة الأمريكية الØالية، Ù?ما هي سلطات رئيس الولايات المتØدة؟ تقول الØقوقيتان الأمريكيتان أليسون باركر وجيمي Ù?يلنر: “منذ الØادي عشر من سبتمبر/أيلول وإدارة بوش تقول إن سلطة الرئيس، بوصÙ?Ù‡ قائدا عاما Ù?ÙŠ وقت الØرب، تخول له الØÙ‚ Ù?ÙŠ اØتجاز أي شخص يصنÙ?Ù‡ على أنه من “مقاتلي العدو” Ù?ÙŠ سياق “الØرب على الإرهاب”ØŒ ذلك إلى أجل غير مسمى وبدون توجيه أي تهمة إليه. وعلى هذا الأساس تØتجز الØكومة Øوالي 530 من غير المواطنين Ù?ÙŠ خليج غوانتانامو Ù?ÙŠ كوبا… ØŒ وتذهب الإدارة الأمريكية إلى القول بعدم اختصاص المØاكم الأمريكية العادية بإعادة النظر Ù?ÙŠ اعتقالهم. وقد سمØت بإنشاء Ù…Øاكم عسكرية لمØاكمة المواطنين غير الأمريكيين الذين يزعم أنهم مسئولون عن أعمال إرهابية. وبناء على Ø§Ù‚ØªØ±Ø§Ø Ø§Ù„Ø¥Ø¯Ø§Ø±Ø© تتجنب هذه المØاكم المتطلبات الضرورية لنزاهة المØاكمة، مثل تهيئة الÙ?رصة الكاملة لتقديم الدÙ?اع والØÙ‚ Ù?ÙŠ المراجعة القضائية المستقلة. وهكذا تكشÙ? تصرÙ?ات الإدارة الأمريكية عن اعتقاد خطير بأن السلطة التنÙ?يذية Ù?ÙŠ Øربها على الإرهاب هي سلطة Ù?وق القانون”.
تواÙ?د على معتقل غوانتانامو خلال السنوات الأربع الماضية أكثر من 700 معتقل من Øوالي 80 جنسية. ÙˆÙ?ÙŠ Øين لم ÙŠÙ?رج سوى عن 4 بالمائة من المعتقلين العرب، تم اطلاق Ø³Ø±Ø§Ø ÙƒÙ„ المعتقلين الأوربيين أو تسليمهم لبلدانهم، بÙ?ضل ضغط Øكوماتهم والرأي العام Ù?ÙŠ هذه البلدان.
اØتجز المعتقلون بادئ الأمر Ù?ÙŠ أقÙ?اص مؤقتة، ثم نقلوا إلى زنزانات Ù?ÙŠ مبان سابقة التجهيز، وهم الآن Ù…Øتجزون Ù?ÙŠ شبه عزلة عن العالم الخارجي. Ù?يما عدا مسئولي الØكومة الأمريكية ومسئولي السÙ?ارات والمسئولين الأمنيين القادمين من بلدان هؤلاء المعتقلين، لم ÙŠØ³Ù…Ø Ø¥Ù„Ø§ لمنظمة الصليب الأØمر الدولية بزيارتهم. إلا أن مناهج العمل السرية التي تتبعها هذه المنظمة تمنعها من إصدار تقارير علنية عن ظروÙ? الاعتقال. وعلى الرغم من ذلك، Ù?قد ذكرت المنظمة Ù?ÙŠ أكتوبر/تشرين الأول أنها لاØظت وجود “تدهور مقلق Ù?ÙŠ الصØØ© النÙ?سية لعدد كبير” من المعتقلين يعزى إلى القلق بشأن مصيرهم Ù?ÙŠ المستقبل. Ù?
لقد Øاول 35 معتقلا الانتØار، ولم ØªØ³Ù…Ø Ø¥Ø¯Ø§Ø±Ø© بوش لأقارب المعتقلين أو Ù…Øاميهم أو منظمات Øقوق الإنسان بزيارة القاعدة، Ù?ضلاً عن المعتقلين أنÙ?سهم. وإذا كان مراسلو وسائل الإعلام قد Ø³Ù…Ø Ù„Ù‡Ù… بزيارة القاعدة للØديث مع المسئولين، لم ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù‡Ù… بالØديث مع المعتقلين. ولم يتمكن المعتقلون من الاتصال بعائلاتهم إلا Ù?ÙŠ Ø£Øوال متÙ?رقة من خلال الخطابات التي تخضع للرقابة. كذلك تمارس السلطات الأمنية العسكرية Ù?ÙŠ المعتقل أسوأ أشكال الإهانة والتØطيم النÙ?سيين للسجناء، Ù?للمرة الرابعة Ù?ÙŠ التاريخ المعاصر (بعد معسكرات ستالين وهتلر ومعتقلات الدولة العبرية) يتم استعمال الملÙ?ات الطبية للمعتقلين كوسيلة Ù?ÙŠ التØقيقات واعتبار التØقيق غير Ù…Øدود بالزمان أو الØالة الصØية أو أهمية السجين. من البديهي أن معلومات أي سجين معزول عن العالم أربع سنوات ØªØµØ¨Ø Ù‚Ø¯ÙŠÙ…Ø© وأن القيمة الأمنية والÙ?ائدة المعلوماتية لأكثر من 400 من السجناء Ù?ÙŠ غوانتانامو تعادل الصÙ?ر أو تكاد. وأن الدور الأساسي لمعتقل غوانتانامو هو الردع النÙ?سي ومÙ?اده: هذا ما Ù†Ù?عله بأشخاص ÙŠÙ?ترض Ù?ÙŠ معظمهم البراءة Ù?كيÙ? Øال الإرهابيين؟؟
توجد 16 طريقة تعذيب Ù?ÙŠ غوانتانامو تم رصدها من منظمات Øقوق الإنسان. منها الØرمان من النوم والأصوات القوية غير المØتملة والإضاءة القوية الدائمة وغاز الÙ?Ù„Ù?Ù„ وتهييج الكلاب والاعتداء والتØرش الجنسي. وهناك عشرين Ø·Ù?لا بعضهم دخل Ù?ÙŠ الثالثة عشرة من عمره (منهم المصري سامي الليثي والسعودي Ù…Øمد الجراني Ù?ÙŠ المعسكر رقم خمسة، أي الأكثر قسوة وشدة Ù?ÙŠ المعاملة). وردا على الأوضاع اللا إنسانية Ù?ÙŠ المعتقل، قام السجناء بأكثر من ستين إضرابا عن الطعام.
من الجدير بالذكر أيضا أن أكثر من خمسمائة معتقل يقبعون Ù?ÙŠ سجن غوانتانامو، منهم 126 من غير العرب Ùˆ126 سعوديا Ùˆ106 يمنيا Ùˆ11 مغربي وعرب من البلدان الأخرى. ÙˆÙ?ÙŠ Øين Ø£Ù?رج عن 100% من المعتقلين الذين ÙŠØملون جنسيات أوربية، لم ÙŠÙ?رج إلا عن 4% من المعتقلين الذين ÙŠØملون جنسيات عربية. ويعاني أكثر من النصÙ? من مشكلات صØية Ù?ÙŠ الأمعاء والجهاز التنÙ?سي والجهاز العصبي والهيكل العظمي ومشكلات Ù†Ù?سية متعددة. وقد بدأ أكثر من نصÙ? المعتقلين (أو بتعبير آخر من هو قادر من المعتقلين) إضرابا عن الطعام منذ قرابة ثلاثة أشهر ( آب /أغسطس 2005 ) مازال مستمرا للمطالبة بتØسين ظروÙ? السجن وبمØاكمات طبيعية.
أمين لسمعته كمتهم بجرائم Øرب ومسئول، بشكل مباشر أو غير مباشر، عن جرائم تعذيب وقتل خارج القضاء واعتداء على المدنيين، لم يجد السيد وزير الدÙ?اع الأمريكي دونالد رامسÙ?يلد بدا من تØميل الذنب للضØايا مرة أخرى. Ù?قد أتهم المعتقلين المضربين عن الطعام بمØاولة كسب الإعلام وتوجيه الأنظار لهم عبر إضراب دوري يتناوبون عليه بØدود 26 شخصا كل مرة. ما لم يقله وزير الدÙ?اع، الذي يستعمل العبارات عينها التي يستخدمها وزراء الداخلية Ù?ÙŠ البلدان الدكتاتورية، هو أن المشرÙ?ين على السجن يقومون بعملية إطعام إجبارية لعدد من المعتقلين الذين تشارÙ? Øالتهم على الموت. والسؤال هو: إن كان Øقا هناك إضراب لعدة أيام يتناوب عليه أكثر من مائتي معتقل، هل تكÙ?ÙŠ أيام لمشارÙ?Ø© المضربين على الموت؟
Øسب البنتاغون، ليس للمعتقلين Ù?ÙŠ غوانتانامو الØÙ‚ Ù?ÙŠ المثول أمام القضاء لإعادة النظر Ù?ÙŠ مشروعية اعتقالهم، ولا Øتى أمام Ù…Øكمة عسكرية. كما وتصر وزارة الدÙ?اع والرئيس الأمريكي على أن قوانين الØرب تخول الإدارة الأمريكية سلطة مطلقة لمواصلة اØتجاز المقاتلين ما دامت الØرب مستمرة. طبعا “الØرب” المعنية هي “الØرب على الإرهاب”ØŒ لا الصراع الدولي Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ø Ù?ÙŠ Ø£Ù?غانستان الذي انتهى منذ وقت طويل.
تمكنت الØكومة الأمريكية Øتى Øزيران 2004 من الØيلولة دون الإشراÙ? القضائي على Øالات الاعتقال Ù?ÙŠ غوانتانامو. Ù?Ù?ÙŠ اثنتين من الØالات اتÙ?قت المØاكم الÙ?يدرالية على مستوى المقاطعات ومØاكم الاستئناÙ? مع وزارة العدل على أنها ليس من اختصاصها النظر Ù?ÙŠ التماسات إعادة النظر Ù?ÙŠ قانونية الاعتقال لأن المعتقلين Ù…Øتجزون خارج الأراضي الخاضعة لسيادة الولايات المتØدة. إلا أن الØكم بعدم اختصاص المØاكم يستند إلى اعتقاد قانوني خاطئ مؤداه أن غوانتانامو لا تزال خاضعة للسلطة القانونية الكوبية. Ù?الولايات المتØدة لديها عقد دائم للانتÙ?اع بالأراضي التي تØتلها Ù?ÙŠ كوبا، يخولها السلطة والسيطرة التامة على القاعدة ما لم يتÙ?Ù‚ البلدان على إلغاء هذا التعاقد.
ÙˆÙ?ÙŠ الØادي عشر من نوÙ?مبر/تشرين الثاني 2003ØŒ قررت المØكمة العليا مراجعة Ø£Øكام المØاكم الأدنى منها التي تقضي بعدم اختصاصها Ù?ÙŠ نظر الالتماسات التي قدمها المعتقلون إليها لمراجعة قانونية اعتقالهم. وكان عدد من جماعات أسرى الØرب الأمريكيين السابقين والدبلوماسيين والقضاة الÙ?دراليين وضباط الجيش والمنظمات غير الØكومية قد قدم للمØكمة مذكرات تتضمن معلومات وآراء استرشادية، وذلك بصÙ?تهم مشاورين وليسوا خصوماً Ù?ÙŠ الدعوى.
Ù?ÙŠ قرار يمثل علامة بارزة، قضت المØكمة العليا للولايات المتØدة، Ù?ÙŠ يونيو/Øزيران، بأن المØاكم الاتØادية الأمريكية لها الولاية القضائية على المØتجزين Ù?ÙŠ غوانتانامو. بيد أن الإدارة Øاولت قدر الإمكان إبعاد أية مراجعة Ù„Øالات المعتقلين عن نطاق العملية القضائية. كما وأÙ?نشئت “الهيئة القضائية الخاصة بمراجعة صÙ?Ø© المقاتل”. وهي هيئة إدارية للنظر Ù?ÙŠ Øالات المعتقلين تتألÙ? من لجان، يضم كل منها ثلاثة ضباط عسكريين، لتØديد ما إذا كان المعتقلون “مقاتلين أعداء”. ولم يتم توÙ?ير Ù…Øامين لمساعدة المعتقلين Ù?ÙŠ هذه العملية، كما كان بالامكان أن تÙ?ستخدم Ù?يها أدلة سرية ضدهم. لقد قاطع كثير من المØتجزين هذه العملية، التي خلÙ?صت بØلول نهاية عام 2004 إلى أن ما يربو على 200 Ù…Øتجز “مقاتلون أعداء”ØŒ وأن اثنين ليسا كذلك ويمكن إطلاق سراØهما. ما برØت هذه اللجنة أسيرة التصور السياسي للبنتاغون.
Ù?ÙŠ رسالة بتاريخ 22 كانون الثاني/يناير2002ØŒ وجهها رئيس – مقرر الÙ?ريق الخاص بالاعتقال التعسÙ?ÙŠ إلى الممثل الدائم للولايات المتØدة لدى مكتب الأمم المتØدة Ù?ÙŠ جنيÙ?ØŒ طلب السيد لوي جوانيه من Øكومة الولايات المتØدة أن تدعوه لزيارة معتقل غوانتانامو كي يدرس ميدانيا الجوانب القانونية للقضية. كما تعهد بأن يراعي الÙ?ريق العامل Ø£Øكام المادتين 4 Ùˆ15ØŒ الÙ?قرة 2ØŒ من العهد الدولي الخاص بالØقوق المدنية والسياسية، كي يكون من الصرامة والموضوعية قدر الإمكان. إلا أن هذا الطلب قوبل من الإدارة الأمريكية بالرÙ?ض. Ù?وجه الرئيس- المقرر رسالة ثانية Ù?ÙŠ 25 تشرين الأول /أكتوبر 2003ØŒ طالبا تزويده بمعلومات أساسية تتعلق بأوضاع الأشخاص المØتجزين Ù?ÙŠ خليج غوانتانامو. وإذ بقيت هذه الرسالة دون رد، Ù?قد بت الÙ?ريق Ù?ÙŠ هذا الموضوع واتخذ قرارا Ù?ÙŠ غاية الأهمية. يعتبر هذا القرار إجراءات الإدارة الأمريكية مخالÙ?Ø© لاتÙ?اقية جنيÙ? الثالثة والعهد الدولي الخاص بالØقوق المدنية والسياسية، Øيث الولايات المتØدة طرÙ? Ù?يهما وأدان الاعتقال وظروÙ? المعتقل. وبذلك تسطر لنا كمداÙ?عين عن Øقوق الإنسان ثاني قرار يربط بين القانون الإنساني الدولي والشرعة الدولية Ù„Øقوق الإنسان بعد قرار للمØكمة القارية الأمريكية Ù„Øقوق الإنسان اعتمد كلا المرجعين.
بعد هذا القرار، بدأت المواقÙ? داخل وخارج الولايات المتØدة تزداد صرامة من موضوع غوانتانامو. وبدأت عدة منظمات Øقوقية Øملات كبيرة من أجل الضغط على الإدارة الأمريكية. وكان للضغوط الممارسة Ù?ÙŠ أوربة ليس Ù?قط استرجاع كل من ÙŠØمل الجنسية الأوربية من معتقلي غوانتانامو، وإنما أيضا وصول المطالبة للإÙ?راج عن المعتقلين أو Ù…Øاكمتهم بشكل عادل وإغلاق السجن إلى النواب الأوربيين ومؤسسات بين Øكومية معروÙ?Ø© بصلاتها الجيدة بالولايات المتØدة. Ù?Ù?ÙŠ مطلع تموز (يوليو) 2005ØŒ تقدمت مقررة لجنة Øقوق الإنسان Ù?ÙŠ منظمة الأمن والتعاون الأوربي ورئيسة مجلس الشيوخ البلجيكي إلى رئيس اللجنة البرلمانية Ù?ÙŠ المنظمة الأمريكي ألسي هاستنغز بتقرير عن غوانتانامو خلص للقول: “نطالب بوضع Øد لمعتقل غوانتانامو، عبر الإعلان عن جدول زمني للإغلاق يتضمن توقيتا لكل إجراء مطلوب لتØقيق هذه الغاية”.
اليوم، لم يبق مع سجن غوانتانامو سوى رئيس الولايات المتØدة ونائبه ووزير الدÙ?اع رامسÙ?لد والمتطرÙ?ين. Ù?Øتى Ù?ÙŠ الجيش الأمريكي هناك أصوات تقول بأن هذا الجيش يدÙ?ع ثمن التجاوزات السياسية باسم الأمن. كما أن المبادرة العالمية من أجل غوانتانامو مكونة Ù?ÙŠ معظم كوادرها من Øقوقيين أمريكيين. لقد باتت وصمة العار كبيرة على كل طرÙ? أمريكي صامت عن مأساة غوانتانامو. ومهمتنا Ù†ØÙ† هي أيضا Ù?ÙŠ جعله أكثر شينا وقبØا Øتى يغلق هذا الكابوس الجديد لكل المداÙ?عين عن الكرامة الإنسانية.
باريس Ù?ÙŠ 4/11/2005
Ù?يوليت داغر، دكتورة Ù?ÙŠ علم النÙ?س، رئيسة اللجنة العربية Ù„Øقوق الإنسان
اللجنة العربية Ù„Øقوق الإنسان
C.A. DROITS HUMAINS
5 Rue Gambetta – 92240 Malakoff – France
Phone: (33-1) 4092-1588 * Fax: (33-1) 4654-1913
E. mail achr@noos.fr www.achr.nu