Site-Logo
Site Navigation

هل يمكن Ù„ “طائÙ?Ø©” ان تحرر Ù?لسطين؟ معالجة لأقوال الرئيس Ø

14. November 2005

د. عادل سمارة

هل يمكن Ù„ “طائÙ?Ø©” ان تحرر Ù?لسطين؟

معالجة لأقوال الرئيس إنجاد

د. عادل سمارة

رام الله المحتلة

تحدث السيد رئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية مؤخراً داعياً لإزالة الكيان الصهيوني من الوجود. ما أن تÙ?وه الرجل بها، وإذا بالغزو السياسي ينهال على بلاده من حلÙ? راسمالي/صهيوني عالمي يجمع مخاليط عجيبة من صهاينة المرحلة ومنهم الÙ?رنجة الاميركيون والÙ?رنسيون والغربيون عامة والصهاينة العرب Ù?ÙŠ أنظمة الحكم ÙˆÙ?ÙŠ الاكاديميا وبقع “الأنجزة”. هذا ناهيك عن الصحÙ?يين الذين ينتشرون على صÙ?حات الجرائد وشبكات الانترنيت متمولين من المصدر Ù†Ù?سه، Ù?لماذا لا يكتبوا ما كتبوه!

كيÙ? لا، والرأسمالية عالمية كنمط انتاج وعلاقات إجتماعية مجسدة ملكية ومصالح، والصهيونية عالمية كإحدى تمÙ?صلات الإيديولوجيا اللبرالية التي تغطي Ù?ظائع راس المال وهي Ù†Ù?سها الإيديولوجيا التي ولدت الÙ?اشية والنازية وتولد اليوم أمثال ساركوزي Ù?ÙŠ Ù?رنسا. Ù?هل كل هذا الهجوم اقتناعاً أم Ù†Ù?اقاً أم ارتزاقا أم مصالح Ù?ÙŠ المنطقة؟ ليس هذا مدار الحديث، سواء كانت كلها او بعضها… لكنه يؤكد أن هناك أممية لراس المال Ù?ÙŠ هذا العصر، هي “أممية رأسمالية Ù€ صهيونية”.

ولكن، بعيداً عن المواقÙ? الرسمية للحكام وأجهزة الاعلام، Ù?إن الطبقات الشعبية، اي الاممية الشعبية المناهضة للحرب والعولمة، اي بالنتيجة لراس المال، سواء بوعي او بالÙ?طرة، تجاهلت الأمر. وهذا تطور Ù?ÙŠ غاية الاهمية بل هو التطور الأهم. صحيح ان بضع عشرات تظاهروا Ù?ÙŠ إيطاليا وبلجيكا، ولكن هذا استثناءً صغيراً، لا يشكل عزاء حتى للصهاينة العرب. أما هل هذه الطبقات الشعبية مع إزالة الكيان ام لا، Ù?هذا أمر آخر، لكن الأهم أن الطبقات الشعبية Ù?ÙŠ العالم لم تعد تابعة لحكامها Ù?ÙŠ هذا الامر على الأقل، ولم تعد تقبل ب “الÙ?زاعة” الصهيونية التي تحترÙ? القتل على مدار الساعة بالطائرات وتشكو الاضطهاد. لذا، نعتقد أن هذا هو التطور الأبرز.

ولكن، أين يكمن النقاش مع الرئيس؟ Ù?ÙŠ القناعة والموقÙ?ØŒ Ù?ÙŠ طريقة التطبيق، أم Ù?ÙŠ اللغة، أم Ù?ÙŠ طبيعة اللحظة…الخ؟

لنبدأ بالنظام Ù†Ù?سه: هل النظام الصهيوني مطابق لهذا العصر؟ هل إقامة بنية استيطانية على أرض الآخرين بالقوة طبعا مسألة مشروعة؟ وهل تكتسب شرعيتها من قدرتها على الاستمرار حتى اللحظة، بالقوة المÙ?ضوحة والتي تعبر عنها اقوال قادتها: “العربي يركع Ù?ÙŠ النهاية، ولن تتغير مواقÙ? العرب تجاه “اسرائيل” إلا بالقوة”.

إذن، Ù?المسألة واضحة، هم انÙ?سهم يؤكدون بأقوالهم ان وجودهم ليس طبيعيا ولا شرعياً. وربما يكون من اÙ?ضل اساليب تناول موضوع الكيان هو شرح ما يقوله قادته للناس. Ù?ليس أمراً بسيطاً ان تستنتج لا شرعية مسألة من اÙ?واه أهلها.

هذه المستوطنة البيضاء غير شرعية، ولا يعطيها شرعية وجود حكام او مثقÙ?ين عرب يعترÙ?ون بها. هي لا شرعية لأنها اغتصبت ارضا وطردت شعبها. Ù?المسألة مسألة إختطاÙ?. واقامت بنية اقتصادية اجتماعية راسمالية تستغل ما تبقى من العرب الÙ?لسطينيين، اي زادت على الطرد والاستيطان والمجازر استغلالا طبقياً كتكملة للاضطهاد القومي. وهنا تضاÙ? الى اللاشرعية الوجودية لا شرعية طبقية بمعنى لا شرعية راس المال، لا شرعية التراكم، وكل تراكم هو لا شرعي Ù?كيÙ? إذا كان بالاغتصاب!

ما قاله الرئيس الايراني هو أولاً الحقيقة بأن هذا الكيان غير شرعي، وهو ثانياً موقÙ? الشعب العربي ليس لأنه مجرد موقÙ? بل لأنه قائم على حقيقة حصلت وهي الاغتصاب.

ليس لدينا النص الحرÙ?ÙŠ لما قاله الرئيس الإيراني، ولكننا نعتقد بأن الموقÙ? الاكثر دقة ووضوحاً والأقل عرضة لتÙ?سيرات تخدم العدو هو القول بوجوب تحرير Ù?لسطين وتÙ?كيك، أي إسقاط، الكيان الصهيوني.

قد يعترض، بل سيعترض بعضهم، بأن Ù…Ù?ردة تÙ?كيك لا تعني الكÙ?اح المسلح. ونحن نتمنى ان نتمكن من تÙ?كيك الكيان دون دماء. Ù?هل الدماء هواية؟ هذا علماً بأن تÙ?كيك كيان من هذا الطراز لن يأتي، على الأقل Ù?ÙŠ هذه الحقبة الزمنية إلا بكل الاسلحة وبكل انواع الكÙ?اح المسلح.

هناك Ù?ارق بين تحرير Ù?لسطين، وبين إزالة الكيان الصهيوني. Ù?إزالة هذه الدولة، كما اسماها الرئيس الايراني قد تÙ?Ù?سر بأنها “رمي اليهود Ù?ÙŠ البحر” أو ذبحهم، أو استيراد غرÙ? الغاز، ربما من أميركا هذه المرة لقتلهم.

نعتقد ان الجدل حول هذا الموضوع، لا بد من Ù?تحه ربما لسبب واحد اساسي وهو: وجوب التعبئة لمواصلة النضال، بمعنى ان لا مجال لحل القضية الÙ?لسطينية إلا بالنضال، والنضال المسلح تحديداً Ù?ÙŠ هذه الحقبة. وعليه، Ù?إن مناقشة الامر تÙ?ترض العمل من إجل إنجازه. أما آلية الانجاز أو الحل المطروح بعد ذلك، Ù?هو أمر آخر يعود ليوم الحل، مع ان موقÙ?نا ليس قتل هؤلاء المستوطنين، بل بحل إشتراكي عربي يعيشون Ù?يه ومعه كأية اقلية أخرى. قد يقول البعض ولكنهم ليسوا اقلية قومية أو إثنية، وليسوا سوى أتباع ديانة مختلÙ?Ø©…الخ.

وهنا تسهيلا لعدم حرÙ? النقاش الى شكليات، نقول ليعيشوا Ù?ÙŠ الوطن العربي “كأÙ?راد” كل Ù?رد له حقوق المواطنة كما هي لأي Ù?رد من مجموعة اثنية او قومية…الخ.

إن الخوÙ? او إختلاق الخوÙ? من وصÙ? المستوطنين اليهود Ù?ÙŠ Ù?لسطين بأنهم اثنية او قومية او مجتمع او أمة، او شعب، هو خوÙ? من يبالغ Ù?ÙŠ مسألة ليبرر عدم نقاشها. Ù?حتى لو كانوا هذه جميعاً Ù?هم غير شرعيين. والكيان غير شرعي. لذا، ليس الامر هو ندخل Ù?ÙŠ جدل “Ù?قهي” Ù?ÙŠ Ù?قه تسمية الناس او تصنيÙ?هم امما ام Ø£Ù?راداً. بل المسألة Ù?ÙŠ التعامل مع الناس كبشر. اي هل نتعامل مع المستوطنين Ù?ÙŠ Ù?لسطين كبشر أم كطيور مصابة بأنÙ?لونزا الطيور. قد يقول البعض ان هذا ليس وقت مناقشة هذه الامور. ربما، ولكنك لا تستطيع منع غيرك من طرح ما تود طرحه. والمثال على ذلك هو ما قاله الرئيس الايراني. لقد طرح المسألة شئنا التأجيل أم لا.

نعتقد أن من يبرر ذبح او طرد المهزوم بعد التحرير سوÙ? ينتقل الى “تحرير” البلد من كل من يختلÙ? معه، ليبقى وحده Ù?ÙŠ هذا العالم ولكن Ùƒ “آدم” حتى بدون حواء!

ومع هذا، Ù?كل ما سلÙ? هو مقدمة لسؤال على طريقة مقدمة عبد الرحمن بن خلدون: أي المقدمة ضخمة والكتاب صغير: كيÙ? سينجز الرئيس الإيراني مشروعه سواء كان بالتحرير أم بالأزالة؟

هل سينجز ذلك بالطائÙ?Ø© الشيعية وحدها؟ هذا ما يهمنا هنا.

هل الاسلام هو الاسلام الشيعي وحده وربما حتى الأيراني Ù?قط؟

هل كانت مواقÙ? النظام الايراني من تدمير العراق عام 1991 لصالح الاعداد للمعركة Ù?ÙŠ Ù?لسطين؟

وهل تطبيق هذا النظام لحصار العراق يصب Ù?ÙŠ تحرير Ù?لسطين، وهل تاييد النظام الايراني لاحتلال العراق يصب Ù?ÙŠ تحرير Ù?لسطين؟

وهل عدم دعوة العرب الشيعة Ù?ÙŠ العراق للنضال ضد الاحتلال (على طريقة حزب الله) تصب Ù?ÙŠ مشروع تحرير Ù?لسطين؟

أم يعتقد النظام الايراني ان تحرير Ù?لسطين يبدأ بتصÙ?ية العرب السنة Ù?ÙŠ العراق وعلى الأقل Ù?ÙŠ دول الطوق؟

حتى من ناحية تكتيكية، هل يمكن للنظام الايراني الوصول الى Ù?لسطين إلا عبر الدول العربية “السنية” المحيطة بÙ?لسطين؟ أم إن “إزالة” الكيان ستحصل بالصواريخ والقنابل من بعيد؟

هذه الاسئلة مطروحة للتأكد من أن خطاب او تصريح السيد الرئيس هو جاد أم لا؟

Ù?الموقÙ? الجاد من التحرير لا يمكن ان يكون طائÙ?ياً، ولا Ù?ارسياً! وما لم يتحرر هذا الموقÙ? من الطائÙ?ية والÙ?ارسية، Ù?إنه لن يكون أرقى من “عنتريات” الحكام العرب Ù?ÙŠ الخمسين سنة الاخيرة، وهي التي انتهت الى الاعتراÙ? بالكيان الصهيوني وحتى إلى شجب التصريح الأخير لرئيس الإيراني.

يا سيادة الرئيس، هل نحن بحاجة لإضاعة خمسين سنة أخرى كي نجرب مدرسة أخرى، نرى خلل موقÙ?ها بارزاً الآن؟

هل أنت مقتنع يا سيادة الرئيس أن الذين يحاكمون الرئيس العراقي صدام حسين هم العراقيون؟ هل تعرÙ? ان تحرير Ù?لسطين يشترط تحرير أهل العراق من وهم “الاحتلال الديمقراطي الاميركي”ØŸ

هل المواطن الذي جرت تعميته بأن الاحتلال الاميركي ديمقراطي يمكن ان يناضل لتحرير Ù?لسطين؟ لا، ولو Ù?عل Ù?ستتم تعميته مرة أخرى، والله أعلم باي إتجاه؟

لا بد أن يكون الخطاب متسقاً مع السياسة الÙ?علية. هذا ربما احد أهم اسباب نجاح الديمقراطية الراسمالية الغربية التي لا نحبها. Ù?خطاب بلير وبوش المضاد للعرب واضح وكذلك التنÙ?يذ السياسي لهذا الخطاب متسقا معه، ولا داع لاستخدام المثال الصهيوني Ù?ÙŠ هذا الصدد.

لسنا مع ما يزعمه مناÙ?قو الثقاÙ?Ø© بأن خطاب الرئيس الايراني أعطى ذخيرة لمؤيدي “اسرائيل” بأن يزيدوا من تأييدهم. لأن ما يريده هؤلاء هو التخلي عن Ù?لسطين، وتوطين اللاجئين ودمج الكيان Ù?ÙŠ الوطن العربي إندماجا مهيمناً. بل ان على هؤلاء أن يسألوا انÙ?سهم: لماذا أيد هذا العالم الرأسمالي الغربي ذلك الكيان، بل لماذا خلقه؟ ومن خلق كيانا على هذه الشاكلة لن يتخلى عنه إلا بالقوة، وهنا نؤكدها ثانية، أنّ القوة المقصودة هي التحرير بالكÙ?اح المسلح. ولكن هذا الكÙ?اح، واÙ?قتم أم لا، لن يكون إلا طبقياً.

خالقو الكيان “أي آباؤه المتعددون” يعرÙ?ون ان الرئيس الايراني لا يمكنه تهديد الكيان اليوم. Ù?ما يهمهم هو : إلغاء المبدأ، اي جعل الكيان شرعياً. Ù?ما حققه المعسكر الامبريالي الصهيوني من اعتراÙ? بعض الطبقات (والانظمة) العربية بالكيان أمر حساس ورجراج، وبالتالي Ù?إن اقوال الرئيس الايراني تهزه حقاً، ومن هنا الحساسية. Ù?الاعداء يريدون إلغاء اي حديث، Ù?ما بالك بÙ?عل، عن التحرير والعودة وعروبة Ù?لسطين. ومن هنا Ù?هم يحاسبون على الكلمة، مجرد الكلمة!

ما يطلبه تحالÙ? الرأسمالية والصهيونية (بغض النظر عن الأصول القومية والدينية لكل راسمالي او صهيوني) ليس الهزيمة، بل إستدخال الهزيمة، ومن هنا اهمية خطاب الرئيس الايراني

Source: Kanaan Online

Topic
Archive