تقييم الوضع السياسي
ورقة قدمت لمؤتمر Øركة أبناء البلد/ Ùلسطين – 2-12-2006
الÙهرس
مقدمة
أزمة النظام الإمبريالي العالمي
أزمة النظام العربي
الوضع الÙلسطيني وتثبيت نهج المقاومة
الأوضاع ÙÙŠ الأراضي المØتلة منذ عام 1948
المواق٠السياسية
مقدمة
أيها الرÙاق، أيتها الرÙيقات
ينعقد مؤتمر Øركة أبناء البلد ÙÙŠ مرØلة تراكمت Ùيها تناقضات النظام الإمبريالي على الصعيدين العالمي والمنطقي. Ùقد أخÙÙ‚ جيش “الشيطان الأكبر” الذي توهم أنه قادر على أن ÙŠØكم العالم، ÙÙŠ أن ÙŠÙرض سيطرته على العراق وأÙغانستان، Øيث تمكنت المقاومة الشعبية من مقاومته وسد الÙجوات ÙÙŠ ميزان القوى والتكنولوجيا من خلال الشجاعة والتضØيات . إنجازات المقاومة ÙÙŠ ساØØ© المعركة المركزية التي أختارها قادة الإمبريالية تÙØ¶Ø Ø¹Ø¬Ø² هذا النظام وتوÙر Ùرصة للتقّدم والتØرر لكل الشعوب المضطهدة والمستغلة من أميركا اللاتينية ÙˆØتى شرق أسيا.
لا يخÙÙ‰ على Ø£Øد أن غطرسة النظام العنصري الصهيوني تتغذى من مكانته ÙƒØارس أول ÙÙŠ خدمة الهيمنة الإمبريالية على الوطن العربي. ومع زيادة التØديات لهذه الهيمنة الإمبريالية تقلص “التÙوق الإستراتيجي” الذي تØاول أن تضمنه لخادمها ÙˆØليÙها الإستراتيجي، Øيث Ø£Ùجبرت إسرائيل على سØب قوات اØتلالها من قطاع غزة، كما Ùشلت Ùشلا ذريعًا ÙÙŠ عدوانها الأخير على لبنان. يبدأ عجز هذا النظام مرØلة جديدة، تتطلب زيادة العمل على التغيير، ÙˆØ·Ø±Ø Ø§Ù„Ø¨Ø¯Ø§Ø¦Ù„ØŒ Øيث ستكون هذه المرØلة مليئة بالمخاطر.
كان مؤتمرنا الأخير قد انعقد ÙÙŠ آب 2000 عشية انطلاقة الانتÙاضة الثانية، ÙÙŠ مرØلة تØول من قمة الهيمنة الإمبريالية ÙÙŠ تسعينيات القرن الماضي إلى تصاعد الصراع مع بداية الألÙية الجديدة. ÙÙŠ هذه الورقة Ù†Øاول تقييم التغييرات المركزية على المشهد السياسي التي Øصلت خلال هذه الÙترة، مع التطرق ÙÙŠ بعض المواضع إلى جذورها ÙÙŠ المراØÙ„ السابقة.
كانت Øركة أبناء البلد وما زالت الضمير الناطق Ù„Øركة الجماهير العربية الÙلسطينية ÙÙŠ الداخل، ولكننا نسعى إلى تكامل هذا الدور المعنوي ÙÙŠ اتخاذ دور Ùعال ومؤثر ÙÙŠ تطوير Øركة الجماهير وقيادتها، ولذلك على أبناء البلد أن تتغلب أولا على بعض التقصيرات ÙÙŠ إدارة أمورها الذاتية. ÙÙŠ هذه المرØلة المصيرية نتمنى مشاركتكم جميعًا ÙÙŠ Ø¥Ù†Ø¬Ø§Ø Ø£Ø¹Ù…Ø§Ù„ المؤتمر لمواجهة كل التØديات.
أزمة النظام الإمبريالي العالمي
الإمبريالية كنظام رأسمالي استغلالي عالمي
نظام الاستغلال العالمي ليس ظاهرة جديدة، وهو ليس وليد التطور الرأسمالي ÙÙŠ “المراكز” الأوروبية. لكن صعود القٌوة الأوروبية إلى مقدمة Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„ØªØ§Ø±ÙŠØ® ÙÙŠ آخر “القرون الوسطى” اعتمد على غزوها لشعوب العالم ÙÙŠ أطرا٠النظام العالمي مثل Ø£Ùريقيا وأسيا واستعباد سكانها ونهب ثرواتها بشكل لم يسبق له مثيل. استغلت الأنظمة الإمبريالية هذه السيطرة المÙروضة بقوة Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø Ù„Ù…Ø±Ø§ÙƒÙ…Ø© رأس المال لتطوير صناعاتها، ومن ثم Øجز التطور الصناعي ÙÙŠ البلدان الخاضعة ÙÙŠ المØيط. لقد تم إنشاء وتقسيم أدوار اقتصادية على الصعيد العالمي يضمن لها المزيد من التÙوق والاستغلال.
منذ آلا٠السنين، ومنذ وجود القمع والاستغلال، والإنسانية تطالب بالØرية والعدالة الاجتماعية. مع تطوير الصناعة وجمع الآلا٠بل ملايين العمال ÙÙŠ المصانع، وتنظيمهم ÙÙŠ نقابات مهنية من خلال صراعاتهم لتØسين ظرو٠Øياتهم، برزت الطبقة العاملة لتكون القوة البشرية المنظمة التي يمكن أن تخلق عملية التØرير، وظهر Ø§Ù„Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø§Ø´ØªØ±Ø§ÙƒÙŠ – الذي يعتمد على الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج الرئيسية – كمشروع عملي يشكل الأساس لمجتمع تسوده العدالة الاجتماعية.
الاشتراكية بين الانهيار والنهوض
كان مصير العالم خلال معظم سنوات القرن العشرين موضوع صراع بين معسكر اشتراكي، قاده الاتØاد السوÙيتي، وبين القوة الإمبريالية بقيادة الولايات المتØدة الأمريكية. جاء انهيار الاتØاد السوÙيتي نتيجة لتناقضاته الداخلية من Ùساد وعدم المشاركة الØقيقية للجماهير ÙÙŠ الØكم، Ùكانت البيروقراطية المتنÙذة Ùيه هي التي أقرت إلغاء النظام الاشتراكي لتÙØ³Ø Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø§Ù„ لنهب ممتلكات الشعب وسلب Øقوقه الاجتماعية.
استنتج الكثيرون أن انهيار الاتØاد السوÙيتي وبعض الدوّل الاشتراكية المرتبطة به قد Øسمت مرØلة الصراع بين نهجي الرأسمالية والاشتراكية، وسارع المنظرون المتØمسون للاØتÙال بانتصار أسيادهم الرأسماليين، Ùسارعوا إلى إعلان “نهاية التاريخ”. ولكن، وكما ذكرنا Ùإن انهيار الاتØاد السوÙيتي لم يكن بÙضل قوة المعسكر الإمبريالي، Øيث أنه مع Ùقدان التوازن ÙÙŠ السياسة العالمية زادت التناقضات الداخلية للنظام الرأسمالي من استغلال وسØÙ‚ Øقوق العمال وزيادة غير مسبوقة ÙÙŠ تاريخ العالم ÙÙŠ الÙجوة بين الأقلية الغنية من المستغلين وبين الأغلبية الساØقة من الإنسانية التي تÙتقد الماء والغذاء والتعليم والصØØ© والأمل.
وهنا برز الأمل الجديد ضمن اشتراكية العالم الثالث، اشتراكية الÙقراء، الذين Øرروا بلدانهم من خلال ثورات شعبية واختاروا الاشتراكية للØÙاظ على مصلØØ© الجماهير الشعبية، ورÙضوا التنازل عن إنجازاتهم الاقتصادية والاجتماعية وعن سيادة بلدانهم، وهي: الصين الشعبية وكوبا ÙˆÙيتنام وكوريا الشمالية ولاوس. ÙÙŠ سنة 1994ØŒ بعد بروز مظاهر الدمار الاجتماعي والاقتصادي الذي نتج عن تÙكك النظام الاشتراكي، اختارت روسيا البيضاء (بيلاروس) ديمقراطيًا إعادة النظام الاشتراكي ورغم Ù…Øاصرتها، ورغم المؤامرات الدائمة المØاكة ضدها لإسقاط نظامها، Ùقد أنجزت الكثير ÙÙŠ معركة الصمود والتطوير.
الصين الشعبية، ومن بعدها Ùيتنام سلكتا طريق بعض الإصلاØات الاقتصادية من خلال إدخال مبادئ التناÙس ÙÙŠ السوق، وتقبل وجود Ù…Øدود للملكية الخاصة وللمستثمرين المØليين والأجانب، وذلك مع الØÙاظ على الدور المركزي لشركات القطاع العام ÙÙŠ الاقتصاد وسيادة الأØزاب الشيوعية الØاكمة التي تواجه التطوير الاقتصادي والسياسي. هذه السياسة أنتجت مرØلة متميزة من التطور والإنجازات الاقتصادية والاجتماعية السريعة التي شهدتها البشرية، Øيث تØولت الصين إلى ورشة الصناعة العالمية المركزية. وأخذ صعود الصين يؤثر إيجابيًا على غيرها من دول العالم، Øيث ÙˆÙضعَ Øد لقدرة الإمبريالية على Ùرض إملاءاتها ومØاصرة الدول التي لا تقبل الخضوع لها، وقد ÙˆÙرت إمكانيات جديدة للتعاون والتطوير.
لا شك إن الإصلاØات الاقتصادية ÙÙŠ البلدان الاشتراكية تØمل خطر الانقلاب وإعادة النظام الرأسمالي، ÙÙŠ Øال اجتمعت بعض العناصر البرجوازية والبيروقراطية لاستغلال Ù†Ùوذها الاقتصادي لانتزاع السلطة السياسية. ولكن استخلاص العبر من مصير الدول التي تنازلت عن الاشتراكية وصارت لقمة سائغة للعصابات المØلية وللإمبريالية وبالمقابل إنجازات الدول التي اØتÙظت بالاشتراكية يضمن للمرØلة القادمة التمسك بالخيار الاشتراكي. الضمان الأقوى لمستقبل الاشتراكية ÙÙŠ هذه البلدان يكمن ÙÙŠ تنظيم الطبقة العاملة وبقية الجماهير الشعبية للØÙاظ على مصالØها، وإعادة ترتيب الاقتصاد، بعد إنعاشه عبر دواÙع السوق والربØØŒ من أجل خدمة الجماهير والطبقات الشعبية، ÙÙŠ مجالات الصØØ© والتعليم والتطور الاجتماعي – بØيث أن هذه الأجندة مطروØØ© اليوم من قبل الØزب الشيوعي الصيني.
اØتدام الصراع
الساØØ© السياسية، كما غيرها، لا تØتمل الÙراغ، ÙˆÙÙŠ مرØلة ظهور الولايات المتØدة كقوة عظمى ÙˆØيدة برزت Øركة المعارضة العالمية، ولو بشكل غير ÙˆØ§Ø¶Ø ÙˆØ®Ø¬ÙˆÙ„ØŒ تØت شعار “مناهضة العولمة”. تØديد مرØلة العولمة كان خليطاً من الصÙات التكنولوجية والاقتصادية، جاء ليخدم Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ù†Ø¸Ø±ÙŠÙ† للرأسمالية بهد٠تبرير سيطرة الشركات عابرة القارات على السوق العالمي كجزء طبيعي من Øركة “التقدم”. رغم Ù…Øدودية رؤيتها وعدم Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø¨Ø¯Ø§Ø¦Ù„ الواضØØ©ØŒ تمكنت Øركة مناهضة العولمة، بÙضل الوØدة الواسعة للتنظيمات والØركات التي شاركت Ùيها، من التأثير على الشارع السياسي ومن عرقلة عمل بعض مؤسسات العولمة كالبنك العالمي وصندوق النقد الدولي، وشجعت دول العالم الثالث المتضررة لتشكيل قطب مناهض للإملاءات الإمبريالية.
تØول مركز الصراع وعملية التغيير، منذ عقود، إلى “العالم الثالث”ØŒ Øيث أجندة مناهضة الإمبريالية تشمل انتزاع الØقوق الديمقراطية والتØرر الوطني والقومي إلى جانب التطوير الاقتصادي والØصول على العدالة الاجتماعية.
ÙÙŠ مرØلة التسعينيات شجعت الولايات المتØدة موجة من الإصلاØات والتغييرات السياسية ÙÙŠ بعض دول العالم الثالث، لاعتقادها أن “خطر” البديل الاشتراكي غير وارد، وأن تبني التغييرات الشكلية من خلال الانتخابات قد يضمن استقرار الأنظمة ÙÙŠ هذه البلدان. Øصلت مثل هذه الإصلاØات ÙÙŠ الكثير من دوّل أمريكا اللاتينية، Ø£Ùريقيا وشرق أسيا، ولكن توقÙت هذه السياسة عند أبواب الوطن العربي، Øيث دعمت القوة الإمبريالية استمرار Øكم الأنظمة الاستبدادية الراهنة ÙÙŠ الوطن العربي. على سبيل المثال دعمت الإمبريالية المتخوÙØ© من اØتمال Ùوز جبهة الإنقاذ الإسلامية، ÙÙŠ انتخابات الجزائر عام 1991ØŒ قرار النظام بإلغاء الانتخابات وخوض Øرب أهلية دموية لمنع التغيير الديمقراطي.
مع زيادة المعارضة الشعبية للهيمنة الإمبريالية ÙÙŠ الوطن العربي، تبنّت الولايات المتØدة سياسة “الØرب على الإرهاب”ØŒ واختارت غزو العراق كخطوة مركزية ÙÙŠ هجومها الذي لا يستهدÙØŒ كما نرى، “Ù…Øاربة الإرهاب” بل يأتي Ù„Ùرض السيطرة الأمريكية بقوة الإرهاب على الأمة العربية ومن خلالها على جميع شعوب الكون. بعد أكثر من ثلاث سنوات مرت على هذا الغزو الغاشم الذي أدى إلى قتل Øوالي مليون عراقي، يمكن التأكد من أن الجيش الأميركي قد Ùشل Ùشلا تامًا ÙÙŠ إنجاز مهمته ÙÙŠ العراق وأن المقاومة الشعبية العراقية قد أثبتت للعدو قبل الصديق أن الشعب الذي أختار طريق الØرية لا يمكن إخضاعه. ونتوقع أن تكون لهذه المعركة المركزية التي أختارها عدو الشعوب أبعادًا منها قريبة ومنها بعيدة المدى ÙÙŠ باقي الساØات.
الاشتراكية ÙÙŠ أمريكا اللاتينية وجنوب شرق أسيا
Ø£Ùنتخبَ هوغو شاÙيز عام 1998 رئيسًا Ù„Ùنزويلا، بناءًا على برنامج إصلاØÙŠ يدعو للمزيد من الديمقراطية وإعادة سيطرة الدولة على الموارد الطبيعية واستخدام أرباØها لتØسين ظرو٠معيشة الÙقراء (والجدير بالذكر أن Ùنزويلا من أكبر الدول المنتجة للنÙØ·). رغم Ù…Øدودية هذا البرنامج واجهت الإمبريالية هذا النظام الجديد ÙÙŠ Ù…Øاولة انقلاب عسكري ÙˆÙÙŠ Øملة إضرابات لأصØاب رؤوس الأموال، ÙÙŠ Ù…Øاولة لتدمير البنية التØتية الاقتصادية ومØاولة اغتيال، وغيرها من المؤامرات. وردًا على ذلك، تزايد تمسك شعب Ùنزويلا بالنظام، Ùˆ Øسم النظام Ù†Ùسه موقÙه، وأعلن هدÙÙ‡ بإنشاء الاشتراكية.
ÙÙŠ الأرجنتين، بعد ما أدت سياسة “الليبرالية الجديدة” إلى انهيار اقتصادها ÙÙŠ أواخر 2001ØŒ ظهرت Øركة اØتجاج شعبية أسقطت سلسلة من الرؤساء، وأوصلت إلى الØكم التيار اليساري ÙÙŠ الØركة “البيرونية” القومية. واستطاع هذا النظام الجديد برئاسة كيرشنر إلغاء معظم الديون الخارجية، وإعادة تأميم ممتلكات الشعب التي بيعت ÙÙŠ مرØلة الخصخصة، ومن هنا الانطلاق لتطوير الاقتصاد الوطني.
Ùشلت السياسات الليبرالية الجديدة بسبب زيادة الÙقر ومعاناة الجماهير الشعبية، بشكل خاص ÙÙŠ دول أميركا اللاتينية Øيث شددت الإمبريالية الشمال أميركية سيطرتها عليها باعتبارها “Øديقتها الخلÙية”. ÙˆÙÙŠ المقابل يظهر Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ø«ÙˆØ±Ø© الكوبية والنظام الاشتراكي الذي خلقته منذ عام 1959 بتأمين Øاجات الجماهير الشعبية من صØØ© وتعليم وسكن وغذاء وثقاÙØ© وأمان. ÙˆÙÙŠ غالبية بلدان أميركا اللاتينية تنمو Øركات جماهيرية تسعي لأØداث التغيير Ù†ØÙˆ الاشتراكية، وأخر انتصاراتها لهذه السنة كانت انتخاب ايÙÙˆ موراليس من “الØركة Ù†ØÙˆ الاشتراكية” رئيسًا لبوليÙيا وانتخاب زعيم “الجبهة الساندينية للتØرّر الوطني” دانيال أورتيغا رئيسًا لنيكاراغوا، والتجديد لشاÙيز ÙÙŠ Ùنزويلا.
ÙÙŠ جنوب شرق أسيا، التي بانت كمرØلة معينة وكمثال إمكانية التطور الاقتصادي ÙÙŠ العالم الثالث تØت نظام الرأسمالية، أتت الأزمة المالية عام 1998 لتكش٠مØدودية هذا التطور وخضوعها للسيطرة الإمبريالية بالسوق العالمي. ÙˆÙÙŠ أغلب بلدان المنطقة بقيت ثمار التطور الاقتصادي Ù…Øصورة على الأقلية الØاكمة وطبقة من المثقÙين وتدهور وضع الكثير من الÙلاØين والطبقات الشعبية، ÙˆÙÙŠ بعض الدول مثل الهند والÙيليبين اندلعت Øركات تمرد شعبية.
ÙˆÙÙŠ نيبال، التي كانت تعاني من Øكم ملكي إقطاعي يسوده الÙساد والعنجهية والتمييز الطبقي والعرقي، تمكنت Øركة تمرد شعبية بقيادة “الØزب الشيوعي النيبالي (مأوي)” من تØرير أغلب مناطق البلاد عن طريق Øرب شعبية وتشكيل تعاونيات زراعية ÙÙŠ المناطق المØررة. ÙˆÙÙŠ هذا العام (2006) نجØت الØركة الشعبية ÙÙŠ نيبال أن تتوسع وتقÙز Ù‚Ùزة نوعية من Øالة تمرد تعتمد بالأساس على الÙلاØين إلى Øركة اØتجاج ومظاهرات شعبية عمّت المدن ÙˆÙرضت على النظام الملكي التنازل عن معظم صلاØيته، ÙˆÙتØت الطريق واسعًا أمام التطور الديمقراطي والاجتماعي للبلاد.
نهوض الØركات الإسلامية
إذا كانت مناهضة الإمبريالية ÙÙŠ غالبية بلدان العالم تسير تØت راية الاشتراكية، Ùإنه ÙÙŠ الوطن العربي ÙˆÙÙŠ الكثير من البلدان والمجتمعات الإسلامية نشهد نهوض Øركات إسلامية على رأس التيارات الشعبية المناضلة ضد الأنظمة الاستبدادية والهيمنة الإمبريالية.
هذا الانقلاب السياسي نابع جزئيًا من إخÙاق الØركات القومية واليسارية التي لعبت دورًا مركزيًا على الساØØ© السياسية ÙÙŠ العقود السابقة. تعد قضية Ùلسطين من بين القضايا المركزية التي أخÙقت Ùيها البعض من Øركات اليسار، Øيث كان الكثير من اليساريين يدعون لـ”السلام الإسرائيلي الÙلسطيني”ØŒ ويعاملون المعتدي والمعتدى عليه على قدم المساواة.
بالمقابل، أثبتت الØركات الإسلامية قدرتها على تطوير برامجها وأساليب عملها، ÙˆØاÙظت على إمكانيات التØرك ÙÙŠ ظل كل أنواع القمع السلطوي، ووصلت إلى أعلى مستوى من الÙاعلية والتأثير ÙÙŠ أسوأ الظرو٠مثل المقاومة الإسلامية ÙÙŠ Ùلسطين أو ÙÙŠ ظل الاØتلال الإسرائيلي للبنان.
زاد Øكم الثورة الإسلامية ÙÙŠ إيران من تأثير الإسلام السياسي، كونه أول نظام ÙÙŠ التاريخ الØديث طبق الإسلام Ø¨Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø¯Ø© الوطنية وبناء الاقتصاد الوطني. وشاهدنا داخل الثورة الإسلامية الإيرانية صراعًا سياسيًا بين تيارات تØمل أجندات مختلÙØ© وتمثل Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø·Ø¨Ù‚Ø§Øª مختلÙØ©. ÙˆÙÙŠ انتخابات 1997 Ùاز برئاسة الجمهورية الإسلامية Ù…Øمد خاتمي، على رأس التيار الليبرالي البرجوازي الذي ÙŠØمل برنامج خصخصة الاقتصاد والتقارب مع الولايات المتØدة. وبعد تغيير المناخ العالمي Ù†ØÙˆ اليسار، عاد التوازن داخل الثورة الإسلامية Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„ØªÙŠØ§Ø± الراديكالي، ÙˆÙÙŠ Øزيران 2005 Ùاز ممثل هذا التيار، Ù…Øمود Ø£Øمدي نجاد، برئاسة الجمهورية. برنامج Ø£Øمدي نجاد ÙÙŠ إيران لا يختل٠كثيرًا عن برنامج الأيام الأولى لشاÙيز ÙÙŠ Ùنزويلا، ويرتكز على سيطرة الدولة على ثروات النÙØ· وإخراجها من دائرة Ù†Ùوذ الشركات الرأسمالية الكبرى، واستعمالها لتطوير الاقتصاد الوطني ولتØسين الظرو٠المعيشية للشعب، كما يعمل على مناهضة الإمبريالية على ساØØ© المنطقة والعالم.
توجد بين الØركات الإسلامية النشطة اليوم Ùوارق ÙÙŠ Ø§Ù„Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙ…Ø§Ø¹ÙŠ والسياسي، وعلينا أن Ù†Øدد توجهنا لكل٠منها Øسب مواقÙها وأÙعالها. ومن الØÙاظ على مصلØØ© وسلامة المجتمع نرÙض أي نوع من التكÙير أو الÙتنة الطائÙية، ونرÙض توجهات متخلÙØ© كموق٠Øركة طالبان التي منعت النساء من التعليم والعمل، كما نرÙض استعمال الدين على أيادي بعض الأنظمة الÙاسدة Ù„Øماية مصالØها الذاتية. بالمقابل نقدر موق٠وأعمال العديد من الØركات الإسلامية ÙÙŠ مواجهة الإمبريالية والأنظمة الخادعة لها، كما نقدر الإنجازات الاجتماعية التي قامت بها، مثل توÙير الخدمات الطبية وبناء المؤسسات التعليمية وتعزيز البنية التØتية الاقتصادية وغيرها.
ومن هنا Ù†Ø·Ø±Ø ØªØال٠القوى الاشتراكية والإسلامية المناهضة للإمبريالية، وندعو للØوار البناء بين هذه القوى. كما ندعو لتطوير إستراتيجية عمل تتركز على نصرة الطبقات الشعبية والعدالة الاجتماعية وصيانة الاقتصاد الوطني عن طريق ملكية الدولة للقطاعات المركزية للاقتصاد وضمان الأسس الصلبة Ù„Øماية السيادة الوطنية.
أزمة النظام العربي
عصر الجمود
ÙÙŠ عصر التغييرات السريعة عالميًا، برز الوطن العربي منذ سبعينيات القرن الماضي كمعقل الجمود والتخلÙ. هذا الجمود لم يكن ناتجًا عن غياب الرغبة ÙÙŠ التغيير، إنما كان نتيجة مؤقتة لقوة التØال٠الذي يعمل على وق٠مسيرة التاريخ. تق٠على رأس هذا التØالÙØŒ المدعوم من القوى الإمبريالية الأوروبية، الولايات المتØدة الشمال أميركية، والتي عزمت، بعد هزيمة مشروعها الإمبريالي ÙÙŠ Ùيتنام، على Ùرض سيطرتها على الشرق الأوسط ولو بقوة السلاØ. الشريك الثاني ÙÙŠ هذا التØال٠هو الØركة الصهيونية وإÙرازاتها، متسلØØ© على أيدي الإمبريالية بأØدث الأسلØØ© ومدعومة اقتصاديًا وسياسيًا لتكون قوة ردع ورأس Øربة ضد أي Ù…Øاولة للتخلص من الهيمنة الإمبريالية ÙÙŠ الوطن العربي. ولكن لم يكن بمقدور هذا التØال٠العدواني أن ÙŠÙرض سيطرته على الوطن العربي، مهما كانت قوته العسكرية، لولا وجود شريك ثالث Ù…Øلي ينÙØ° سياسة الهيمنة الأجنبية على الأرض. وتلعب الأنظمة الرجعية العربية هذا الدور الهزيل، ومقابل الدعم الأجنبي بالØÙاظ على عروشها لتطبق تعليمات الإمبريالية وتسهل عملية نهب ثروات الوطن وقمع Øركات التØرر الشعبية.
وجاء ارتÙاع أسعار النÙØ· منذ السبعينيات وأهمية النÙØ· العربي ÙÙŠ الاقتصاد العالمي ليزيد من عزم ونÙوذ هذا التØال٠الإمبريالي الرجعي ومن إمكانية شراء من يمكن شراؤه من قيادات وأنظمة، ولقمع من يعرقل مصالØهم.
Øرب العراق ومشروع الشرق الأوسط الجديد
منذ انهيار الدولة العثمانية عملت القوة الإمبريالية الغربية على تقسيم الوطن العربي كوسيلة مركزية لضمان هيمنتها عليه. بـ”Ùضل” هذا التقسيم تØكمت زمرة صغيرة من الملوك والأمراء والمنتÙعين على دول ودويلات التقسيم، وخوÙًا على سلامة أنظمتها تتعاون مع الاستعمار ÙÙŠ Ù…Øاربة Øركات التØرير، وتتقاسم مع الإمبريالية ÙÙŠ Ù…Øصول نهب الشعوب. ولا تستثمر الرأسمال التي تجمعه هذه الزمرة الØاكمة ÙÙŠ تطوير اقتصاد الوطن العربي، بل تØتÙظ به ÙÙŠ البنوك الأميركية بعيدًا عن الجماهير الجائعة وعن الاقتصاد العربي المجمد.
ارتكزت السياسة الإمبريالية ÙÙŠ الوطن العربي Øتى Ø£Øداث الØادي عشر من أيلول 2001 على الØÙاظ على النظام الØاكم، Ùإن الهجوم على برجي مركز التجارة العالمية ÙÙŠ نيويورك وعلى وزارة الØرب الأميركية ÙÙŠ واشنطن أثبت للØكام ÙÙŠ القوة الإمبريالية العظمى والوØيدة أن تراكم التناقضات ÙÙŠ الوطن العربي يمكن أن يشكل خطرًا على مصالØهم. ومن هنا دعا المØاÙظون الجدد، الذين سيطروا لمرØلة معينة على التÙكير والتخطيط الاستراتيجي الأميركي، إلى إعادة ترتيب “الشرق الأوسط الكبير” Øسب Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø£Ù…ÙŠØ±ÙƒÙŠØ©.
كانت مرØلة الاستعداد لغزو العراق والمرØلة الأولى بعد اØتلاله تتميز بقصر النظر والغباء عند الÙريق الأميركي والبريطاني الØاكم، Ùقد كان يطبخ الأكاذيب لتبرير الØرب وهو الوØيد التي صدق أكاذيبه. كان يعتمد على عملائه المأجورين لتقييم الرأي العام العراقي ولم يتوقع المقاومة الشعبية التي واجهت اØتلاله. وقد لعبت إسرائيل واللوبي الصهيوني دورًا مهمًا ÙÙŠ جر الإمبريالية إلى المغامرة العراقية بهد٠ضرب البنية التØتية والإمكانية الدÙاعية العربية. وبعد Ùشل عملاء الإمبريالية ÙÙŠ السيطرة على العراق بقدرة “ديمقراطية الاØتلال”ØŒ تبنى الاØتلال سياسة جديدة تعتمد على إشعال الÙتنة الطائÙية. ولا تزال قوات الاØتلال الأمريكية تخوض معركة إبادة ضد الشعب العراقي وتعمل على تجزئة العراق واغراقه ÙÙŠ الØرب الأهلية. وتعمل أمريكا مع Ø®Ùدّامها الأوروبيين على زعزعة النظام ÙÙŠ سورية وإيران، ولا تتوق٠عن خلق الØجج الوهمية والواهية للتدخل ÙÙŠ شؤونهما. كما Ø£ØµØ¨Ø Ø§Ø³ØªØ¹Ù…Ø§Ù„ التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية Ù…Øظورًا “دوليًا” على إيران، ÙÙŠ الوقت الذي تزوّد Ù†Ùس القوة “الدولية” Øبيبة أمريكا ÙÙŠ المنطقة Ø¨Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯Ù…Ø§Ø± الشامل لتتمكن من القضاء على كل معالم الØياة Ùيها.
وأخيرًا، وبعد أن عانى الشعب العربي الصومالي 15 سنة من النهب والقتل والجوع وانعدام أبسط الخدمات الإنسانية، تØت إرهاب أمراء الØرب المدعومين من قبل المخابرات الأمريكية، وبعد أن استطاع التخلص من هذا الظلم، لم تتردد أمريكا عن ÙØªØ Ø¬Ø¨Ù‡Ø© جديدة ÙÙŠ Øربها الشاملة ضد الأمّة العربية وإعطاء الضوء الأخضر Ù„Ù„Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø£Ø«ÙŠÙˆØ¨ÙŠ ÙÙŠ الصومال.
وتعني سياسة “الشرق الأوسط الجديد”ØŒ ÙÙŠ صيغتها الØديثة بعد Ùشل العدوان على العراق، خلق “الÙوضى البناءة” من خلال منع استقرار أي نظام ÙŠØ®Ø§Ù„Ù Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø£Ù…Ø±ÙŠÙƒØ§ وإسرائيل، وإشعال الخلاÙات القومية، الطائÙية والمذهبية، وزيادة تقسيم الوطن العربي إلى دوليات ليس لديها مقومات الوجود المستقل، والقيام بØرب إبادة طويلة الأمد لمنع الØرية، الوØدة والتطوير.
Øرب لبنان 2006
نشاهد ÙÙŠ الساØØ© اللبنانية Ù†Ùس مركّبات السياسة الإمبريالية، ولكن ÙÙŠ سياق مختلÙØŒ وقد نتج عن انتخابات لبنان 2005ØŒ ÙÙŠ ظلّ قانون الانتخابات الطائÙÙŠ الظالم الموروث عن الاستعمار الÙرنسي، أغلبية برلمانية مؤيدة للهيمنة الأمريكية. لكن هذا الانتصار الاستعماري لم ÙŠÙرض٠رغبات المستعمر، الذي يطالب الØكومة اللبنانية بخوض الØرب الأهلية من أجل تجريد المقاومة اللبنانية من سلاØها، وتنÙيذ قرار “المجتمع الدولي” رقم 1559. ÙˆØ£ØµØ¨Ø ÙˆØ¬ÙˆØ¯ أي قوة ÙÙŠ لبنان على استعداد للدÙاع عن أرض لبنان، يعتبر “إرهابًا”ØŒ يعتدي على ØÙ‚ إسرائيل Ø¨Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ù‚ØµÙ ÙˆØ§Ù„Ø§Øتلال.
أتى العدوان الإسرائيلي على لبنانتنÙيذاً لهذه السياسة نظرًا لتقصير الØكومة اللبنانية ÙÙŠ أداء المطلوب منها. ولم تÙØ®Ù٠إسرائيل أن ضرب المقاومة الإسلامية عسكريًا وضرب البنية التØتية اللبنانية، هدÙهما السياسي هو تثبيت دور الØكومة اللبنانية المؤيد للمشروع الإمبريالي. كما لم ÙŠÙØ®Ù٠الممثلون الرسميون للسياسة الأمريكية منذ بداية العدوان، ومن خلال جهودهم لضمان المناخ الدولي لاستمراره، أنه جزءٌ لا يتجزأ من مشروع “الشرق الأوسط الجديد”.
Ø£Ùشل صمود المقاومة الإسلامية الأسطوري، والتØام كاÙّة Ùئات الشعب اللبناني Øولها، مخطط ضرب لبنان وإخراجه عن انتمائه العربي وإغراقه ÙÙŠ الØرب الأهلية. ولكن لا يزال لبنان مستهدÙًا ضمن المشروع الإسرائيلي الأمريكي، ولم ينسØب الاØتلال من كاÙØ© الأراضي اللبنانية، كما تستمر إسرائيل ÙÙŠ انتهاك السيادة اللبنانية. ويأتي قرار “مجلس الأمن” رقم 1701 Ù„ÙŠÙ…Ù†Ø Ø§Ù„Ù…Ø¹ØªØ¯ÙŠØŒ من خلال “الشرعية” والقوات الدولية، ما Ùشل ÙÙŠ كسبه من خلال المعركة العسكرية.
الوضع الÙلسطيني وتثبيت نهج المقاومة
العلاقة الجدلية بين القضايا الÙلسطينية والعربية
من خصوصيات القضية الÙلسطينية الربط العضوي بينها وبين مجمل القضية القومية العربية. الإمبريالية البريطانية ومن بعدها الشمال أميركية دعمتا الاستيطان الصهيوني وبناء قوته العسكرية وشجعتاه على التوسع والعدوانية ليس لهد٠السيطرة على Ùلسطين واستغلال سكانها ومواردها الطبيعية Ùقط، بل Ù„Ùرض السيطرة الاستعمارية على المنطقة العربية برمتها، وضمان Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø¨Ø±ÙŠØ§Ù„ÙŠØ© باستغلال موارد النÙØ· العربي. وكان الشعب العربي الÙلسطيني هو الضØية الأولى لهذا المشروع الاستعماري، Øيث Ø´Ùرد من وطنه لغرض بناء قاعدة صلبة على أنقاضه ينطلق منها ويهدد ويهاجم كل من يتØدى Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¥Ù…Ø¨Ø±ÙŠØ§Ù„ÙŠØ© ÙÙŠ المنطقة.
منذ بدء الغزو الصهيوني قاوم الشعب الÙلسطيني المؤامرة لاقتلاعه من وطنه، وقد وصل ÙÙŠ هذه المقاومة إلى أعلى الدرجات من البطولة والتضØيات، ونذكر الإضراب العام سنة 1936 والذي استمر نص٠سنة، وثورة 1936-1939 التي واجه Ùيها الثوار الجيش البريطاني والعصابات الصهيونية لمدة 3 سنوات. ÙÙŠ 1948 كانت المØاولة العربية لإنقاذ الشعب الÙلسطيني من نكبته غير مجدية بسبب ضع٠الأنظمة العربية التقليدية الÙاسدة وتبعيتها للإمبريالية. وبعد هزيمة الأنظمة العربية عام 1967 وقÙت الثورة الÙلسطينية مجددًا على رأس Øركة النهضة القومية العربية وزاد الأمل بأن يكون هذا التلاØÙ… العربي Øول القضية الÙلسطينية Ù…ÙتاØًا لتغيير ميزان القوى ÙÙŠ المنطقة – إلى أن صدمت ÙÙŠ الهزائم ÙˆØ§Ù„Ù…Ø°Ø§Ø¨Ø Ø§Ù„Ù†ÙƒØ±Ø§Ø¡ على يد الجيشين النظاميين الأردني ÙÙŠ أيلول الأسود 1970 والسوري ÙÙŠ الØرب الأهلية ÙÙŠ لبنان عام 1976. مع التراجع ÙÙŠ Øركة الجماهير، انتقلت معالجة القضية الÙلسطينية إلى ساØØ© “عملية السلام”. “عملية السلام” هذه، Øسب Ù…Ùاهيم الإمبريالية التي تتØكم Ùيها، وكما أثبتت عشرات السنين من مجراها، تعتمد على الØÙاظ على التÙوق الإستراتيجي الإسرائيلي. من خلالها تضرب إسرائيل العرب الذين، من ناØيتهم، يتوجهون إلى الولايات المتØدة لتوقّ٠الضربات الإسرائيلية. ومقابل Øمايتها تدÙع الأنظمة العربية ثمنًا غاليًا من سيادة بلدانها وثروتها الطبيعية، ومن هذه Ø§Ù„Ø£Ø±Ø¨Ø§Ø Ø§Ù„Ù‡Ø§Ø¦Ù„Ø© تستثمر الولايات المتØدة جزءًا كبيرًا ÙÙŠ زيادة التÙوق العسكري الإسرائيلي ÙˆÙÙŠ تمويل العدوان التالي ÙÙŠ هذا المسلسل الطويل.
وإذا كانت الإمبريالية معنية بإيجاد ØÙ„ شكلي للقضية الÙلسطينية، Ùإن هدÙها من وراء هذا الØÙ„ هو إزالة الØاجز النÙسي عند الجماهير العربية الذي يعرقل التعاون المكشو٠بين إسرائيل وبين باقي عملاء الإمبريالية ÙÙŠ المنطقة العربية ويمنع إسرائيل من بسط كامل لنÙوذها الاقتصادي إضاÙØ© إلى Ù†Ùوذها العسكري. ولذلك Ùالإمبريالية غير معنية بØÙ„ يخÙض من تÙوق إسرائيل الإستراتيجي أو من قدراتها على شن عدوان على كل قوة تطالب استقلال ووØدة الوطن العربي. ولذلك تطالب الإمبريالية من الطر٠الÙلسطيني تقديم كل التنازلات Ù„Ø¥Ù†Ø¬Ø§Ø “عملية السلام”ØŒ ابتداءً من التنازل عن ØÙ‚ العودة Øتى الاعترا٠بالمستوطنات، الخ.
الصراع ÙÙŠ Ùلسطين
الانتÙاضة الأولى التي انطلقت ÙÙŠ 9 كانون أول 1987 أعادت مركز النضال الÙلسطيني إلى الأرض الÙلسطينية. من خلال اعتمادها على العمل الجماهيري وعلى التنظيم الشعبي، تمكنت الانتÙاضة من تØويل إدارة شؤون الاØتلال اليومية إلى المستØيل، وقد جاء الاعترا٠الإسرائيلي بمنظمة التØرير الÙلسطينية واتÙاق أوسلو وتشكيل السلطة الوطنية الÙلسطينية نتيجة لهذا المأزق الإسرائيلي. لكن الÙريق الÙلسطيني المÙاوض ÙÙŠ اوسلو اعتمد على “Øسن النية” عند الطر٠الإسرائيلي-الأميركي لمواصلة “عملية السلام” وبالتالي تنازل عن ØÙ‚ المقاومة للشعب المØتل مع إن الاØتلال لم يتوقÙØŒ ولو ليوم واØد Ùقط، عن الاستيطان والتشريد واستعمال كاÙØ© أنوع العن٠والقتل.
Øاول التØال٠الأميركي الإسرائيلي استعمال مأزق اتÙاق اوسلو ومØاصرة الشعب الÙلسطيني تØت الاØتلال Ù„Ùرض تنازل نهائي عن الثوابت والØقوق الوطنية الÙلسطينية، وعلى رأسها ØÙ‚ العودة. ولكن قيادة ÙØªØ Ø¨Ø±Ø¦Ø§Ø³Ø© الأخ ياسر عرÙات – أبي عمار، التي قبلت باتÙاق اوسلو، رÙضت الخضوع للضغوطات الإمبريالية، وبالتالي انطلقت الانتÙاضة الثانية ÙÙŠ أيلول 2000. مما أدى إلى ملاØقة ابي عمار من قبل سلطات الاØتلال التي Øاصرته ÙÙŠ المقاطعة ÙÙŠ رام الله ولم تتوق٠عن ملاØقته Øتى استشهاده.
شهدت الانتÙاضة الثانية ارتÙاع وتيرة الصراع، وزادت سلطات الاØتلال من جرائمها ضد الشعب الÙلسطيني، من Ù…Øاصرة كل قرية ومدينة Ùلسطينية وتجويع المواطنين ومنع الإمدادات الطبية وسياسة القتل المتعمد للناشطين والقيادات ÙˆØ§Ù„Ù…Ø°Ø§Ø¨Ø Ø§Ù„ÙŠÙˆÙ…ÙŠØ© وتدمير المزارع والتجمعات السكانية، الخ، قائمة جرائم الاØتلال طويلة وكل يوم تÙسجل Ùظاعات جديدة. ومن خلال الموق٠العدائي تجاه العرب والمسلمين الذي تبنته القوى الإمبريالية تلقت إسرائيل دعم غربي كامل لكل سياستها الإجرامية، ولا نسمع دوليًا إلا مطالبة الضØايا بـ”التخلي عن العنٔ.
رغم ÙˆØشية القمع الاØتلالي استمرت الانتÙاضة الشعبية بمقاومة الاØتلال وأثبتت أنه لا توجد قوة عسكرية تقدر عن تثبت الاØتلال. ونتيجة هذا الصمود الأسطوري أجبر جيش الاØتلال على تÙكيك المستوطنات ÙÙŠ قطاع غزة وعلى الانسØاب منها عام 2005. ورغم أن الØصار المÙروض على قطاع غزة ما هو إلى استمرار للاØتلال باوسلوب مختلÙØŒ ورغم استمرار Ø§Ù„Ù…Ø°Ø§Ø¨Ø Ø§Ù„ÙˆØشية ضد سكان غزة من الجو والبر والبØر والغزوات العسكرية الإسرائيلية، Ùإنه ولأول مرة منذ اندلاع الصراع هنالك جزء من أرض Ùلسطين تØت سيادة Ùلسطينية.
ÙÙŠ هذه الظرو٠خاض الشعب الÙلسطيني أول تجربة ديمقراطية تمثلت بانتخابات المجلس التشريعي الأخيرة، التي أدت إلى تغيير الØكومة الÙلسطينية، وأثبتت تمسك الشعب بخيار المقاومة، رغم ÙˆØشية الاØتلال. وأتى الرد الإسرائيلي الأمريكي المدعوم مما تبقّى من القوى الاستعمارية الأوروبية، بزيادة الØصار والتجويع، وتعري٠مقاومة الاØتلال على أنها جريمة إرهابية، Ùˆ إلى Ù…Øاولات جديدة Ù„Ùرض Øرب أهلية على الشعب الÙلسطيني الصامد.
الأوضاع ÙÙŠ الأراضي المØتلة منذ عام 1948
سياسة النظام الداخلية
التطهير العرقي مستمر
منذ بداية الغزو الصهيوني الاستعماري Ù„Ùلسطين، مرورًا إنشاء دولة إسرائيل وضمان “الأغلبية اليهودية” Ùيها بالمجازر وبالتطهير العرقي، ÙˆØتى هذه الأيام، كان وما يزال توجه المؤسسة الصهيونية توجهًا عدائيًا تجاه الجماهير العربية الÙلسطينية. ÙˆÙقًا للمشروع الصهيوني “أرض إسرائيل” موعودة لليهود، وكل أذرعها ومؤسساتها تعمل، علنًا وخÙاءً، على اقتلاع أبناء هذا الوطن، ليكملوا، تدريجيًا، اقتلاع ما تبقى من العرب ÙÙŠ ارض Ùلسطين.
لا ÙŠÙØ³Ø Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø§Ù„ هنا لسرد أشكال وتÙاصيل السياسة العنصرية، ونتكÙÙŠ أن نذكر بان التمييز ممنهج ÙÙŠ كاÙØ© مجالات الخدمات، بما Ùيها السلطات المØلية، الصØØ©ØŒ التعليم، والممارسة العنصرية لهيئات التخطيط التي تمنع البناء ÙÙŠ أغلبية المناطق العربية وبالتالي تؤدي إلى سياسة هدم البيوت العربية وعلى رأسها مشروع ترØيل عرب النقب. نذكر أيضًا سياسة التمييز ÙÙŠ التشغيل سواء ÙÙŠ المؤسسة العامة أو الخاصة، وأساليب القمع الوØشية التي تمارسها أذرع النظام من شرطة ومخابرات وعلى رأسها عمليات القتل المتعمدة والممنهجة ضد أبناء شعبنا والتي تقابَل بالتشريع والتشجيع من كاÙØ© مؤسسات النظام السلطوية والقضائية، وما هي إلا مجزرة بالأقساط لدÙع عملية التطهير العرقي التدريجي.
“الليبرالية الجديدة”
موقع إسرائيل الرائد ÙÙŠ معسكر الرجعية العالمية ودورها كخادم أول للإمبريالية الشمال أمريكية ينعكسان على سياستها الداخلية. بعد انهيار الاتØاد السوÙيتي ÙˆÙقدان التوازن ÙÙŠ السياسة العالمية أخذت الأنظمة الرأسمالية ÙÙŠ الهجوم على Øقوق الجماهير الشعبية وخاصةً العمال تØت شعاري “الإصلاؔ Ùˆ”العولمة”. وكان النظام الإسرائيلي ÙÙŠ طليعة المطبقين لهذه السياسات من خصخصة ممتلكات الدولة، تقليص الميزانيات للخدمات الاجتماعية، سØÙ‚ Øقوق العمال ÙÙŠ القوانين واتÙاقات العمل، وإنشاء العبودية الجديدة من خلال استغلال العمال الأجانب.
بما إن أغلبية العمال العرب كانوا وما زالوا على هامش الاقتصاد الإسرائيلي ولا يتمتعون بغالبية الإنجازات التي Øصل عليها العمال ÙÙŠ القطاعات الاقتصادية الرئيسية، Ùقد كانوا ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت الضØية الأولى للسياسة “الليبرالية الجديدة” وهم أول من ÙŠÙقذ٠بهم إلى جيش العاطلين عن العمل كما تكون الميزانيات والخدمات الاجتماعية للجماهير العربية الأولى ÙÙŠ قائمة التقليصات.
Øركة الجماهير
لا توجد خيارات سهلة لتنظيم الجماهير العربية الÙلسطينية ÙÙŠ داخل أراضي 1948. إذا كان النضال وطنيًا، قوميًا، مناهضًا للاØتلال والعنصرية، Ùإن النظام يلقاه بردة Ùعل عنيÙØ©ØŒ ويتشدد ÙÙŠ الØÙاظ على قاعدته “الداخلية”.
إذا كان النضال نضالا مطلبيًا Ùان العرب لن يتواجدوا ÙÙŠ مراكز القوة والتأثير، والنظام يعمل دؤوبا على مواصلة تهميشهم. وإذا كان النضال “ديمقراطيًا” Ùˆ”سياسيًا” Ùإن هامش التØرك Ø§Ù„Ù…ØªØ§Ø Ø¶ÙŠÙ‚ جدًا والسلطات العنصرية تتجاهل بل تØتكر الرأي العام العربي ولا تتعامل مع ممثلي الجماهير العربية إلا بالإهانات لكسب الرأي العام العنصري بين الجماهير اليهودية.
مرØلة أوسلو من الأوهام إلى خيبة الأمل
ÙÙŠ مرØلة اتÙاق أوسلو، ÙÙŠ أواسط تسعينيات القرن الماضي، كان الكثيرون يتوقعون بأن القضية الÙلسطينية على وشك ØÙ„ سياسي لن يشمل اللاجئين ضØايا التطهير العرقي عام 1948ØŒ وأن الجماهير العربية الÙلسطينية ÙÙŠ الداخل Ø£Ùخرجت من دائرة هذا الØÙ„ØŒ ويبقى مصيرها التاريخي الاندماج ÙÙŠ الدولة اليهودية ومØاولة تخÙي٠وتيرة العنصرية التي تعاني منها. لكن زي٠الØÙ„ السياسي المنشود قد ظهر منذ بداية مسيرته، Ùقد ركزت Øكومة رابين-أوسلو على تكثي٠الاستيطان وهدم البنية التØتية الÙلسطينية ÙÙŠ الأراضي المØتلة منذ عام 1967.
ومع أن Øكومة رابين كانت أول Øكومة إسرائيلية اعتمدت على دعم نواب “الكنيست” العرب المسترشدين بأوهام “السلام”ØŒ Ùان الØكومة Ù†Ùسها أثبتت رÙض المؤسسة الصهيونية لأي مشاركة Øقيقية للجماهير العربية الÙلسطينية ÙÙŠ الداخل وسد الطريق على التأثير “الديمقراطي” ÙÙŠ القضايا السياسية أو المطلبية. مع خيبة الأمل من أوهام المشاركة السياسية وتخÙÙŠÙ Øدة العنصرية، شهدت أواخر التسعينيات موجة عارمة من النضالات الشعبية المطلبية، كان من أبرزها معركة الدÙاع عن بيوت أم السØالي قرب Ø´Ùاعمرو ومعركة الدÙاع عن أراضي الروØØ© قرب أم الÙØÙ… إضاÙØ© إلى مظاهرات يوم الأرض 2000 ÙÙŠ سخنين التي تØوّلت إلى مواجهة ضد زرع معسكر للجيش على أراضي البلد، وأدت إلى استشهاد الØاجة شيخة أبو صالØ.
أبعاد الانتÙاضة الثانية
ميّزت هذه Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù†Ø¶Ø§Ù„ÙŠØ© والثقة بالنÙس رد الÙعل الجماهيري ÙÙŠ الداخل على أثر الزيارة الاستÙزازية للÙاشي شارون وتدنيسه لمسجد الأقصى وللمجازر الجماعية التي قامت بها سلطات الاØتلال ÙÙŠ أيلول وتشرين أول عام 2000.
مع اشتعال الانتÙاضة الثانية ÙÙŠ الضÙØ© الغربية وقطاع غزة التهبت الانتÙاضة ÙÙŠ الجليل والمثلث والنقب، Ùإذا كان إضراب “يوم Ùلسطين” 21/12/1987 قد جاء ردة Ùعل متأخرة، وبعد 12 يوم من انطلاقة الانتÙاضة الأولى التØÙ‚ Ùلسطيني الداخل بها ليوم واØد Ùقط،، Ùقد جاءت هبة القدس والأقصى ÙÙŠ أكتوبر 2000 ردة Ùعل سريعة وقوية استمرت عشرة أيام وسقط Ùيها 13 شهيدًا ومئات الجرØÙ‰ والمعتقلين. ولكن رغم كل عنÙوانها العÙوي اÙتقدت هبة القدس والأقصى ÙÙŠ الداخل البنية التØتية الاجتماعية والهيكلية السياسية لتمكين استمرارها.
وبعد ما لجأت السلطات ÙÙŠ “عيد الغÙران” للتجنيد الÙاشي للجماهير اليهودية للهجوم على مدينة الناصرة لقتل سكانها العرب، وبعد العمل الدؤوب من قبل القيادات التقليدية على تهدئة الخواطر وتسكين الأوضاع، عادت الأمور إلى مجراها غير الطبيعي، رغم التضØيات والمأزق السياسي، والهبة الجماهيرية ÙÙŠ الداخل لم تنتهي بهزيمة، بل إنها تشكل Ù…Øطة متقدمة ÙÙŠ سلسلة المواجهات التاريخية بين جماهير شعبنا الÙلسطيني ÙÙŠ الداخل وبين الØقد العنصري، وقد جاءت هبة أكتوبر تتويجًا لسلسلة من الهبات والمØطات النضالية، كأول أيار 1958ØŒ يوم الأرض 1976ØŒ “يوم Ùلسطين” والعديد من الأيام والمناسبات الوطنية.
والدليل القاطع على Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù†Ø¶Ø§Ù„ÙŠØ© العالية التي تمتعت بها الجماهير بعد هبة أكتوبر نراه من خلال انتخابات رئاسة الØكومة الإسرائيلية 6/2/2001ØŒ Øيث سبقت Øركة الجماهير كل القيادات وجاءت المقاطعة كانتÙاضة سياسية لم يسبق لها مثيل ضد “التبعية للنظام” راÙضة عقلية الدعم لأØد أطرا٠النظام الصهيوني بكونه ” أقل الشرين “.
استمر النضال الجماهيري السياسي والمطلبي بعد هبة أكتوبر 2000 على وتيرة مرتÙعة، كما ظهر ÙÙŠ عدد من الإضرابات العامة ÙÙŠ بعض المناسبات الوطنية، وكثاÙØ© عشرات المظاهرات الشعبية خلال Ø§Ù„Ø§Ø¬ØªÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø¥Ø³Ø±Ø§Ø¦ÙŠÙ„ÙŠ لمدن الضÙØ© والقطاع ومجزرة جنين ÙÙŠ نيسان 2002ØŒ وبروز ذكرى هبة القدس والأقصى إلى جانب يوم الأرض الخالد كيوم وطني تØييه الجماهير، والمظاهرات الجماهيرية ضد العدوان الإمبريالي على العراق سنة 2003ØŒ والعشرات من النضالات الجماهيرية ضد هدم البيوت ومصادرة الأراضي وغيرها.
مرØلة التراجع
لا شك أننا نمرّ اليوم ÙÙŠ مرØلة من التراجع ÙÙŠ النضال الجماهيري، وبعد ست سنوات من انطلاقة الانتÙاضة الثانية تقلص دور جماهير الداخل ورغم بشاعة جرائم الاØتلال غابت المظاهرات الجماهيرية والإضرابات، ورغم تشديد عنصرية السياسة الØكومية تجاه جماهيرنا يكون رد الÙعل تØت المستوى المطلوب. ومن هنا نعود إلى ضع٠البنية التØتية الاجتماعية وإلى عدم جاهزية الأطر السياسية لمستوى التØديات ونؤكد على ضرورة العمل على معالجة هذه الإخÙاقات لنتمكن من الدÙاع عن جماهيرنا ولنأخذ دورنا الكامل ÙÙŠ العمل الوطني.
أشكال وإشكاليات تنظيم الجماهير
الأØزاب
رغم “الأزمة الØزبية”ØŒ ما زالت الأØزاب والØركات السياسية تشكل العمود الÙقري Ù„Øركة الجماهير، وبعد مرØلة طويلة كان Ùيها الØزب الشيوعي هو صوت المعارضة المركزي ÙÙŠ وجه الأØزاب الصهيونية، استقر تقسيم الشارع السياسي بينه وبين الØركة الإسلامية وتيار ليبرالي يمثله “التجمع” وتيار أبناء البلد.
رغم الÙوارق الجوهرية ÙÙŠ العقيدة والبرامج السياسية التي تتبناها هذه الأØزاب، Ùان ÙÙŠ مواجهة السياسة العدوانية الإسرائيلية ÙˆØرب الإبادة التي تشنها ضد الشعب العربي الÙلسطيني، كما ÙÙŠ مواجهة السياسة العنصرية التدميرية ضد جماهيرنا ÙÙŠ الداخل، من المÙروض أن يشارك الجميع ÙÙŠ نضال جماهيري موØد. الÙشل ÙÙŠ بناء ÙˆØدة الجماهير ÙÙŠ هذه المعارك الدÙاعية يؤثر سلبيًا على قدرة النشاط والتجنيد، والمسؤولية لهذا التقصير المستمر يعود بالأساس للطبيعة الخاصة لكل من الأØزاب والØركات: الØركة الإسلامية تتمتع بأكبر قاعدة جماهيرية، كما تثبت مهرجانات “الأقصى ÙÙŠ خطر” التي أصبØت أكبر عمل جماهيري ÙÙŠ الداخل، ولكن طابعها الديني لا يمكنها من قيادة الجماهير بمÙردها، لتعددية المذاهب الدينية من جهة ولموق٠الكثيرين الذين لا يأخذون من الدين مصدرًا لمواقÙهم السياسية من الجهة الأخرى، وبالمقابل تتغيب الØركة الإسلامية أو تشارك جزئيا Ùقط ÙÙŠ بعض المناسبات والأعمال الوطنية والتي من Ù…Ùروض أن تكون جماعية.
عند الأØزاب “البرلمانية” – “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة” Ùˆ”التجمع الوطني الديمقراطي”- أصبØت المكاسب الانتخابية هي مقياس Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø£Ùˆ الÙشل وهي الضمان لاستمرارية العمل الØزبي، خصوصًا ÙÙŠ ظل مراهنة الجهاز الØزبي على التمويل الذي تØصل عليه القائمة من الكنيست، ومن هنا Ø£ØµØ¨Ø Ø¥Ø¨Ø±Ø§Ø² “الخصوصية الØزبية” ضرورة ملØØ© بغض النظر عن المبررات الموضوعية، وغالبًا يأتي التركيز على العمل الØزبي على Øساب الوØدة المنشودة، وإذا تطرقنا Ù„Øركتنا (أبناء البلد)ØŒ Ùهي أيضًا أخÙقت Øتى الآن ÙÙŠ أخذ دورها الذي نتمناه ÙÙŠ صناعة ÙˆØدة العمل الجماهيري. إن موق٠الØركة السياسي يمكنها أكثر من غيرها أن تكوّن علاقات ثقة وتعاون مع الأØزاب الأخرى، ولكن مجموعة من التقصيرات والثغرات ÙÙŠ المجال التنظيمي ÙˆÙÙŠ الأداء السياسي والجماهيري تعرقل تطبيق هذه المهمة.
الجمعيات
إلى جانب العمل والتنظيم الØزبي، وكجزء من ظاهرة عالمية، تطورت أطر “المجتمع المدني” من جمعيات ومؤسسات تتخصص ÙÙŠ مجالات مختلÙØ©ØŒ البعض منها يقدم خدمات اجتماعية والبعض يعمل على قضايا جماهيرية أو تربوية وغيرها.
مع تمّÙلص الدولة من مسؤولياتها الاجتماعية، والخصخصة ونقل مسؤوليات الدولة الاقتصادية إلى القطاع الخاص ضمن سياسة “الليبرالية الجديدة”ØŒ زاد دور الجمعيات أهمية. على خلÙية الطابع العنصري للدولة الصهيونية، والتوجه العدواني لمؤسستها تجاه الجماهير العربية، توجدْ أهمية خاصة ÙÙŠ مجتمعنا لتطوير وتوسيع Ù†Ùوذ المجتمع المدني ÙÙŠ كاÙØ© المجالات. ولكن أهمية هذه المؤسسات لن تخÙÙ‰ عن عين الأنظمة الرأسمالية والإمبريالية وقد شكلت شبكات مختلÙØ© عالمية ومØلية تعمل على تمويل العديد من الجمعيات بهد٠اØتوائها سياسيًا لمصلØØ© النظام أو لمنع تطوير عملها الجماهيري Ù„Øد التهديد لأركان النظام. وقد تØولت مؤسسات المجتمع المدني إلى ساØØ© معركة بين طالبي التغيير وبين ضغوط بعض الممولين، وهذه المعركة لا مناص منها ولا تقلل من أهمية هذه المؤسسات، ولكنها تÙرض المزيد من تطويرها والØÙاظ على ولائها للجماهير.
اللجان الشعبية
ÙÙŠ الكثير من الØالات النضالية تتغلب Øركة الجماهير على الانقسامات الØزبية وعلى Ù…Øدودية إمكانيات عمل الجمعيات بتشكيل لجان شعبية نضالية تتلاءَم مع ديناميكية النضال وتلبي Øاجته التنظيمية ÙÙŠ الوØدة ومشاركة أكبر قطاع من الناشطين ÙÙŠ صنع القرار. أشكال هذه اللجان تتغير من موقع إلى موقع Øسب الظرو٠العينية، وغالبًا تكون عضويتها تطوعية، وتشمل كل الأطرا٠المعنية، والأمثال كثيرة من اللجنة الشعبية للدÙاع عن أراضي الروØØ©ØŒ مرورًا باللجان التي تمثل مجموعات من المهجرين أو من سكان القرى غير المعتر٠بها، وصولا إلى اللجنة الشعبية التي تتولى مظاهرات يوم الأرض ÙÙŠ سخنين واللجنة التي نشطت ضد Øرب لبنان الثانية ÙÙŠ ØÙŠÙا. ويمكن النظر إلى لجان الطلاب العرب ÙÙŠ الجامعات كصيغة متقدمة من اللجنة الشعبية، لإستمراريتها ولاعتمادها على مبدأ الانتخابات. هذه اللجان الشعبية تشكل النواة لـ”سلطة المجالس الشعبية” التي تمكّن الجماهير من الدÙاع عن مصالØها، ولذلك علينا دراسة التجارب المختلÙØ© وتطويرها على أرض الوقع.
لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية
تجربة الØياة ÙÙŠ ظل النظام العنصري تÙرض على جماهيرنا العربية الÙلسطينية أجندة كاملة من الدÙاع عن النÙس ضد مؤامرات الاقتلاع والترØيل ولمكاÙØØ© عنصرية وعدوانية النظام وللعمل على بناء مجتمعنا اقتصاديًا وثقاÙيًا ولمعارضة سياسة النظام التعسÙية ضد شعبنا الÙلسطيني وأمتنا العربية. كل هذه الأجندة تتطلب العمل الوØدوي، وقد أخذ بالعمل على إنشاء بعض المؤسسات القطرية التي تتناول قضايا مختلÙØ© مثل اللجنة القطرية لمتابعة شؤون التعليم والجمعية للدÙاع عن Øقوق المهجرين ولجنة الأربعين والمجلس الإقليمي للقرى غير المعتر٠بها ÙÙŠ النقب ولجنة متابعة شؤون أسرى الØرية، وبعض المؤسسات المهنية مثل مركز عدالة القانوني ومؤسسة الجليل، والمؤسسة العربية Ù„Øقوق الإنسان، وغيرها، وتشكلت “لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ÙÙŠ إسرائيل” لتوØد هذا العمل الجماهيري تØت سق٠واØد.
تجمع لجنة المتابعة بتركيبتها وبتجاربها الكثير من إشكاليات العمل الجماهيري ÙÙŠ الداخل، وهي ليست مؤسسة “Ùوق Øزبية” بل ملتقى للمؤسسات والØركات، تلعب Ùيها الأØزاب الدور الØاسم، وإذا اتÙقت الأØزاب ØªØµØ¨Ø Ù„Ø¬Ù†Ø© المتابعة هي العنوان الرسمي لاتخاذ القرار بالإضراب أو بالمظاهرة ومسؤولية التنÙيذ ترجع للأØزاب ذاتها أو للجان الشعبية وللمؤسسة المختصة، وإذا اختلÙت الأØزاب تظهر لجنة المتابعة مشلولة، وأØيانا تتÙÙ‚ الأØزاب على العمل المشترك ولكن تتنصل من تنÙيذ ما واÙقت عليه. رغم الالتزام العلني منذ عدة سنوات بإعادة بناء لجنة المتابعة، تØاÙظ اللجنة على بنيتها التقليدية التي تضمن التمثيل والتأثير لكل “ممثلي الجماهير العربية” ÙÙŠ الكنيست وغيرها من المؤسسات الصهيونية (بما Ùيها ممثلي الأØزاب الصهيونية)ØŒ كما تزيد من وزن رؤساء المجالس المØلية، يمثلون، غالبًا، Ù…ØµØ§Ù„Ø Ù‚Ø·Ø§Ø¹Ø§Øª خاصة، ÙÙŠ اتخاذ القرار السياسي، وبالمقابل لا تتراجع قيادات الأØزاب المتنÙذة ÙÙŠ لجنة المتابعة عن استغلال الانشقاق الذي مرّت به Øركتنا عام 1999 لسلبها التمثيل ÙÙŠ سكرتارية لجنة المتابعة.
والمطلوب هو التغلب على نهج الخلاÙات الØزبية ÙˆÙ…Ù†Ø Ø§Ù„Ø£ÙˆÙ„ÙˆÙŠØ© للمصلØØ© العامة وللعمل النضالي الوØدوي، وإقامة جهاز تنÙيذي عن طريق لجان شعبية ÙˆØدوية ÙÙŠ كل موقع، وانتخاب القيادة ديمقراطيا.
المواق٠السياسية
عن شرعنة العنصرية والتطهير العرقي
بعد المرØلة العاصÙØ© من إنشائها بالØرب وبالتطهير العرقي، تعمل إسرائيل الكثير من أجل شرعنة ما Øصلت عليه بالقوة والعنجهية. ولأنه ÙÙŠ Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¹ØµØ± الØديث يشكل الطابع الديمقراطي للنظام أهم أسس شرعنته، تعمل إسرائيل على تسويق Ù†Ùسها دوليا كـ”الديمقراطية الوØيدة ÙÙŠ الشرق الأوسط”ØŒ ما أعجب هذه الديمقراطية التي شكلت Øكم “الأغلبية” اليهودية بطرد أغلبية سكان البلاد الأصليين، وتضم “ديمقراطيتها” “كريات أربع” Ùˆ”أريئيل” وتغلق أكثر من ثلث سكان Ùلسطين ÙÙŠ الجيتويات تØت القبضة الØديدية العسكرية وتثبت عنصريتها ÙÙŠ تØديد هويتها كـ”دولة يهودية” وتهمش بل تعمل على اقتلاع ما تبقى من العرب الÙلسطينيين ÙÙŠ البلاد.
لابتزاز الاعتراÙات والشرعنة، تعمل إسرائيل وأسيادها الإمبرياليون على تجزئة الموق٠الÙلسطيني والعربي، ÙˆÙÙŠ مؤتمر مدريد واتÙاق اوسلو Ùرضت على الأطرا٠العربية والÙلسطينية عدم التطرق لقضايا العرب ÙÙŠ الأراضي المØتلة منذ 1948ØŒ كما اعتمد اتÙاق اوسلو على Ùصل قضية اØتلال 1967 عن قضية اللاجئين، وكما يشرط القانون الإسرائيلي المشاركة ÙÙŠ انتخابات الكنيست ÙÙŠ الاعترا٠بشرعية الطابع اليهودي للدولة وبذلك شرعنة نتائج التطهير العرقي.
ردًا على ذلك كان موقÙنا وما زال رÙض تجزئة الشعب الÙلسطيني ورÙض Ù…Ù†Ø Ø£ÙŠ صÙØ© شرعية للتطهير العرقي أو للنتائج النابعة عنه، وعدم الدخول ÙÙŠ لعبة الديمقراطية الإسرائيلية الزائÙØ© وكش٠الستار عن الطابع العنصري للنظام. وكانت مقاطعة انتخابات الكنيست الصهيوني هي أقوى أسلوب سياسي للتعبير عن هذه المبادئ والمواقÙ.
توسيع Ù†Ùوذ موق٠المقاطعة
مع تراجع الØركة الجماهيرية عالميًا ومØليًا واتÙاق اوسلو وأوهام الØÙ„ السلمي ومØاولات الأسرلة والاندماج شاهدت التسعينيات أخطر تراجع ÙÙŠ Ùكر المقاطعة. وتراجعت Øركة أبناء البلد ÙÙŠ مرØلة مشاركتها ÙÙŠ تشكيل “التجمع” عام 1996 تØت مجمل الضغوط الخارجية، من أصØاب الÙكر الوطني البرجوازي الذين تمنوا الاندماج ÙÙŠ الدولة عن طريق تØويلها إلى “دولة كل مواطنيها”ØŒ والضغوط الداخلية من بعض القادة التاريخيين للØركة الذين دعوا للتخلص من عبء الموق٠الراديكالي وللاستÙادة من المشاركة ÙÙŠ اللعبة البرلمانية الصهيونية. وبعد أن وصل مسلسل التراجع والتنازلات إلى Øد تهديد وجود Øركة أبناء البلد، جاءت الØركة التصØÙŠØية داخل الØركة. أدت هذه الØركة التصØÙŠØية إلى خروج أبناء البلد من التجمع نهائيًا ÙÙŠ بداية عام 1998ØŒ وأÙشلت Ù…Øاولة بعض القيادات على جرّ الØركة إلى المشاركة ÙÙŠ انتخابات الكنيست عام 1999ØŒ وأخيرًا تثبت موق٠الØركة ÙÙŠ مؤتمر أب 2000 الذي تبنى الموق٠المبدئي من مقاطعة انتخابات الكنيست الصهيونية ضمن البرنامج السياسي للØركة.
التشبث بالموق٠المبدئي مكن الØركة من أداء الدور الرائد إلى جانب أهالي شهداء هبة القدس والأقصى ÙÙŠ Øملة المقاطعة الجماهيرية لانتخابات رئاسة الØكومة الإسرائيلية ÙÙŠ شباط 2001ØŒ وكانت هذه المقاطعة أكبر عمل سياسي جماعي للجماهير الÙلسطينية ÙÙŠ الداخل Øيث شارك Ùيها Øوالي 85% من جماهيرنا. وكان موق٠الأØزاب البرلمانية متردد تجاه هذا الموق٠الجماهيري العارم، خوÙًا من ترسيخ ثقاÙØ© المقاطعة لدى الجماهير، وكما نرى ÙÙŠ الكثير من اللØظات الثورية وأن Øركة الجماهير سبقت كل القيادات.
بعد Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙÙŠ مقاطعة انتخابات الرئاسة، جاء الامتØان الأصعب لنهج المقاطعة ÙÙŠ انتخابات الكنيست عامي 2003 Ùˆ2006. ÙˆÙÙŠ مثل هذه الانتخابات تجند الأØزاب كل إمكانياتها وتشغل كاÙØ© علاقتها الاجتماعية وتأثيرها، بالإضاÙØ© إلى استنÙار كوادرها لضمان أكبر تمثيل لها. ولكن رغم كل ذلك شاهدنا ارتÙاعًا ملØوظ لنسبة المقاطعة إلى Øوالي 40% ÙÙŠ 2003 وإلى 45% ÙÙŠ 2006. هذه النسَب المتزايدة للمقاطعة لا تعبر بالكامل عن قوة الموق٠على أرض الواقع، ورغم انعدام التمويل والضع٠التنظيمي Ù„Øاملي Øملتها تØولت المقاطعة إلى موضوع الØديث الأول ÙÙŠ الشارع السياسي عشية الانتخابات.
قد تكون دواÙع المقاطعين ÙÙŠ الانتخابات متنوعة بين مقاطع مبدئي وبين الذي Ùقد الأمل ÙÙŠ إمكانية التأثير من خلال انتخابات الكنيست، وبين المØتجون على سلوك الأØزاب المشاركة، Ùإن ÙÙŠ 2006ØŒ ولأول مرّة، تشكلت لجنة شعبية لمقاطعة الانتخابات تعبر عن هذا التنوع. ولا يوجد تناقض موضوعي بين اسباب المقاطعة المختلÙØ© لدى الجماهير، وإذا كان الداÙع هو عدم جدوى المشاركة، Ùهذا يرجع لالطابع العنصري للنظام. وإذا كان السبب هو موق٠الأØزاب وتغلب Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø°Ø§ØªÙŠØ© على المصلØØ© العامة، وهذا أيضًا يرجع لنÙس طابع النظام العنصري الذي ÙŠØدد الدور الهامشي للأØزاب العربية، ÙˆÙÙŠ ظل هذه الظرو٠من المستØيل أن تØصل هذه الأØزاب ÙÙŠ الكنيست على تØسين جدّي ÙÙŠ وضع الجماهير أو تنÙØ° برامجها، وهي أصلاً تشارك ÙÙŠ الانتخابات لضمان مصالØها الخاصة.لذلك تصوّب Øركة المقاطعة الجماهيرية عÙويًا ÙÙŠ اتجاه المقاطعة المبدئية، وقد اعتمدت الØركة على هذه العÙوية ÙÙŠ بناء أوسع تØال٠“انتخابي” Øول برنامج المقاطعة ÙÙŠ انتخابات الكنيست 2006. ولكن تصادم هذا التØال٠ÙÙŠ مصلØØ© بعض السياسيين الذين شاركوا ÙÙŠ الØملة، والذين دعوا للمقاطعة تكتيكيًا Ùقط، بهد٠ÙØ³Ø Ø§Ù„Ù…Ø¬Ø§Ù„ لمشاركتهم ÙÙŠ انتخابات قادمة، ولذلك تناقضت مصالØهم مع ترسيخ Ùكر المقاطعة، وعرقلت العمل المشترك على Ø¥Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø§Ø·Ø¹Ø©.
الخطاب الناظم للنضال المطلبي
لا بد لأي إنسان ولأي مجموعة إنسانية أن يعملوا على تØسين ظرو٠Øياتهم، مهما كانت الصعوبات، العامل يخرج يوميًا للصراع على لقمة العيش وصاØب العمل يواجه يوميًا المناÙسة التناØرية ÙÙŠ السوق الرأسمالي، وما أصعب هذا الصراع ÙÙŠ ظل العنصرية الØاكمة، ÙÙŠ دولة تعمل بكامل إمكانيتها على اقتلاع الÙÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¹Ø±Ø¨ÙŠ من أرضه، وأصØاب رؤوس أموال صهاينة من أعلى مستوى اقتصادي يعملون مع جهاز الدولة على تهميش أو طرد العامل العربي، وعلى كسر ظهر صاØب العمل العربي. والØال الوØيد لهذا الظلم والذل يوجد Ùقط ÙÙŠ القضاء على العنصرية وتشكيل النظام الوطني الديمقراطي، وبعدها Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø§Ø´ØªØ±Ø§ÙƒÙŠØ© لتأسيس العلاقات الاقتصادية والاجتماعية على أسس العدالة.
هذا هو الربط الصØÙŠØ ÙˆØ§Ù„Ù…ÙˆØ¶ÙˆØ¹ÙŠ بين النضال المطلبي وبين التغيير السياسي الجذري، ولكن إمكانية تغيير نظام الØكم ليست واردة ÙÙŠ أغلب الأØيان واستمرار النضال المطلبي يتطلب مجموعة من الشعارات الناظمة التي تساعد علي تنظيم الجماهير وتطوير نضالها والØصول على إنجازات ملموسة. ومن خلال تطوير Øركة الجماهير وزيادة الوعي والثقة ÙÙŠ صÙÙˆÙها، تعود هذه النضالات والإنجازات وتهيئ وتسهل عملية التغيير الجذري. كل شعار جزئي ÙŠØمل ÙÙŠ طبيعته الإمكانية ÙÙŠ أن يتØول إلى وهم ÙÙŠ وجود Øال إصلاØÙŠ يخÙ٠من Øدة الصراع ويمنع ضرورة التغيير الجذري. ولكن مراØÙ„ الصراع تتØكم Ùيها التناقضات الموضوعية، والضمان الأقوى لاستمرارية النضال هو توÙير ميزان القوى الذي ÙŠØ³Ù…Ø Ø¨Ø°Ù„ÙƒØŒ والقيادة الØكيمة هي التي تربط بين كل أشكال النضال ومراØله المختلÙØ©. ولذلك نرÙض التنازل عن الشعارات والمهمات المرØلية، بل ندرس كلاً منها Øسب Ùوائدها ÙÙŠ بناء Øركة الجماهير ÙˆÙÙŠ توجيهها ÙÙŠ الاتجاه الصØÙŠØ. ليس من الصعب الاتÙاق على مجموعة هائلة من الشعارات المطلبية من “زيادة ميزانية التعليم”ØŒ Ùˆ”بناء مستشÙÙ‰” Ùˆ”زيادة الأجور” الخ، وأيضًا على مجموعة مشابهة من الشعارات الراÙضة من “لا لهدم البيوت” إلى “مكاÙØØ© العنصرية”.
لكن ما هي الشعارات الناظمة التي تربط بين كل الشعارات المطلبية العينية؟ رÙعت الجبهة الديمقراطية شعار “المساواة”ØŒ ولكن هذا الشعار ناقض ÙÙŠ الخلط بين الÙوارق الاجتماعية “الطبيعية” ÙÙŠ النظام الرأسمالي وبين نتائج التمييز العنصري وعدم إبراز الطابع غير الطبيعي للنظام الصهيوني ومن هنا أدى هذا النهج ÙÙŠ بعض الأØيان إلى تØالÙات مع “اليسار” الصهيوني وعدم الإدراك الكاÙÙŠ لأهمية ÙˆØدة الجماهير العربية.
وجاء التجمع ليظهر إشكالية “يهودية الدولة” ÙˆØ·Ø±Ø “تØويل إسرائيل إلى دولة كل موطنيها”ØŒ ولكن تØت تهديد لجنة الانتخابات بإلغاء قائمته ورضوخًا للرأي العام الصهيوني تراجع والتزم بالاعتراÙØŒ وبل تبرير هذا الطابع العنصري. ÙˆÙÙŠ غياب Ù…ÙˆÙ‚Ù ÙˆØ§Ø¶Ø ÙˆØاسم يطالب بعودة كل اللاجئين الÙلسطينيين إلى كل الأماكن التي طردوا منها، ومع اعتبار يهودية الدولة تØصيل Øاصل، ويبقى شعار “دولة كل مواطنيها” مطالبة غير ناجعة للاندماج ÙÙŠ الدولة دون تغيير جذري ÙÙŠ طابعها، وهذا يتناقض مع تØديد الموق٠الوطني والقومي الشمولي الذي ابتدعه التجمع.
Ù…Øاولة أخرى تتقرر ÙÙŠ خطاب العديد من الناطقين باسم جماهيرنا ÙÙŠ الداخل تØدد وضعنا كـ”أقلية قومية” ÙÙŠ Ù…Øاولة الإستÙادة من Øقوق الأقليات Øسب الشرعية الدولية. ومع إن كل ØÙ‚ من هذه الØقوق يعتبر إنجاز بالنسبة للوضع الراهن وإن الاستعانة بالمواثيق الدولية مطلوبة ومÙيدة، ولكن ما لا توجد Øاجة اليه هو تØري٠التعري٠العلمي، وإن العرب ÙÙŠ Ùلسطين ليسوا أقلية مظلومة من قبل الأغلبية، بل أغلبية اØتلت وهجرت وتخضع لنظام عنصري.
هذه الرؤية ÙˆÙهمنا Øقيقة طابع النظام دÙعتنا لعدم الثقة المسبقة بلجنة أور، ونذكر هنا هذه التجربة لأن هذه اللجنة الهزيلة ظهرت عند البعض ÙÙŠ مرØلة معينة كأنها الثمرة السياسية للهبة الجماهيرية العظيمة، وقد Øذرنا منذ تشكيلها أنها أداة للنظام، وأنه من المستØيل أن ÙŠØقق النظام بشكل جدي بجرائم جهازه “الأمني” أو يتراجع عن نهجه العنصري.
ÙÙŠ هذا السياق نرى الأهمية القصوى لتنظيم جماهيرنا، ليس Ùقط للدÙاع عن النÙس بوجه عدوانية النظام، بل لترتيب وتØسين ظرو٠معيشتها ÙÙŠ ظل هذه العدوانية ومن هنا جاء برنامج “الادارة الذاتية” كشعار ناظم لهذا التوجه. ÙˆÙ†ÙˆØ¶Ø Ø£Ù†Ù†Ø§ لا نعتبر شعار الادارة الذاتية شعارًا سياسيًا ÙŠØ·Ø±Ø Øالة خاصة لجماهيرنا ÙÙŠ ظل الØكم العنصري، لأن الØال السياسي الذي لا نتنازل عنه هو إلغاء العنصرية وعودة اللاجئين، وتشكيل الدولة العلمانية الديمقراطية ÙÙŠ كل Ùلسطين التاريخية. ولكن ÙÙŠ هذه الأثناء، ÙˆØتى تتوÙر ظرو٠الØÙ„ الدائم، لا بد لهذا القطاع من الجماهير أن يأخذ زمام الأمور بإدارة شؤونه الذاتية.
نذكر أيضًا استعمال المقارنة بين الØالة الÙلسطينية وبين أوضاع السود تØت نظام الÙصل العنصري (الأبرتهايد) ÙÙŠ جنوب Ø£Ùريقيا. وقد يلاØظ بعض معارضي هذه المقارنة أن عدوانية الصهيونية لعرب Ùلسطين أخطر من نظام الÙصل العنصري لان هدÙها ليس استغلال العرب بل تدمير المجتمع العربي ÙÙŠ Ùلسطين والتطهير العرقي لسكانها. من المهم إن نأخذ هذه الملاØظة الصادقة ÙÙŠ اعتبارنا، ولكن مقارنة عنصرية إسرائيل مع العنصرية الأقل منها لنظام الأبرتهايد يمكن أن تخدم Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù‚Ø¶ÙŠØ© الÙلسطينية، خصوصًا بÙضل الموق٠المبدئي لمناهضي الأبرتهايد الذين رÙضوا منØÙ‡ أي صÙØ© شرعية. بالتالي تساعدنا هذه المقارنة على الطلب من المجتمع الدولي ÙÙŠ رÙض التعامل مع النظام العنصري ÙˆÙÙŠ مقاطعته ومØاصرته.
التناقضات الداخلية ÙÙŠ المجتمع الإسرائيلي
منذ Øرب 1973 وظهور Ù…Øدودية قوتها، دخلت إسرائيل ÙÙŠ أزمة سياسية مزمنة ليس لها علاج، المجتمع الإسرائيلي ينقسم بين الØركة الاستيطانية التوسعية التي ما زالت تسعي لزيادة مساØØ© السيطرة الإسرائيلية وبين غربة الكثير من المستÙيدين من الاØتلال السابقة والمعنيين بتثبيت واستقرار ما Øصلوا عليه. وكل خطوة Ù†ØÙˆ الØÙ„ السياسي تÙسر عند Øركة المستوطنين كخيانة، ما أدى إلى قتل رئيس Øكومة اوسلو – رابين – على أيدي المتطرÙين. بالمقابل Ùإن الجمود السياسي التي ÙŠÙرضه التعنت والتمسك بالمستوطنات ÙŠÙظهر عدم ثبات إنجازات الصهيونية السابقة ومسارها Ù†ØÙˆ Øروب بلا نهاية Øتى الانهيار.
لذلك Ùإن كل Øكومة إسرائيلية تجد Ù†Ùسها ÙÙŠ عين الأزمة والمأزق السياسي ولا تطول أيامها قبل أن تØيط بها تØقيقات الÙساد ومؤامرات الخيانة السياسية بين الØÙ„Ùاء والشعور بÙقدان الطريق. ÙˆØاولت بعض الØكومات، كما Ùعلت Øكومة أولمرت – بيرتس أخيرًا، كسر “الجمود” عن طريق المبادرة Ù„Øرب جديدة. ولكن من Øرب إلى Øرب يثبت كل مرة من جديد رغم عظمة إسرائيل العسكرية Ùإنها غير قادرة على Ùرض شروطها على الشعوب العربية. وبالمقابل Ùإن كل “مبادرات السلام” لا تتجاوز عقلية Ùرض الشروط بالقوة، ولا تؤدي إلى نتيجة.
رغم الشعور بالأزمة Ùإن المجتمع الإسرائيلي غير قادر على خلق الØلول أو البدائل السياسية. وبسبب كونه مجتمع من المهاجرين، Ùإن البديل عند الكثير من الإسرائيليين هو الهجرة من جديد والانضمام إلى المجتمعات الغربية. Øتى الآن، وبÙضل الدعم المكث٠من الولايات المتØدة وأوروبا، Ùإن الصهيونية استطاعت ربط مصير الجماهير اليهودية ÙÙŠ Ùلسطين بها. وإذا زاد الÙقر والÙجوات الطبقية ÙÙŠ المجتمع الإسرائيلي Ùإن النضال المطلبي لتØسين ظرو٠المعيشة للجماهير لن يتجاوز Øدود المطالبة بالجزء الأكبر من ثمر الاØتلال والØرب، لأن ظرو٠الجماهير العربية أسوأ بكثير، ومن هنا Ùإن الØÙاظ على Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø§Ù‚ØªØµØ§Ø¯ÙŠØ© المباشرة للجماهير اليهودية داخل قوانين المجتمع الصهيوني العنصري لا يؤدي إلى ÙÙƒ ÙˆØدة الص٠الصهيونية. وخير دليل على ذلك Øركة اليهود “الشرقيين” (من أصل عربي) والتي كانت أكبر إنجازاتها قرار المØكمة الإسرائيلية العليا الذي أقر ØÙ‚ اليهود ÙÙŠ Ø£Øياء الÙقر مشاركة المستوطنين ÙÙŠ الاستÙاضة من الأراضي العربية المصادرة.
ÙÙŠ مرØلة اوسلو، ومع الوهم الصهيوني بالقضاء على القضية الÙلسطينية وإخراج اللاجئين الÙلسطينيين من دائرة الØÙ„ السياسي، ظهر تيار Ùكري يسمى “ما بعد الصهيونية”ØŒ دعى إلى تØويل دولة إسرائيل إلى دولة طبيعية والابتعاد عن مرØلة التوسع والاستيطان. ولكن هذه الØركة بأطروØتها التي تتجاهل الØÙ‚ الÙلسطيني ما هي إلاّ Ù…Øاولة أخرى لتثبيت التطهير العرقي والاØتلال. كذلك الكثير من مجموعات ما يسمى بـ”اليسار الإسرائيلي” والتي تسعى لـ”ØÙ„ القضية الÙلسطينية” عن طريق إبعاد الÙلسطينيين عن أرض Ùلسطين ليستطيعوا متابعة أجندتهم “التقدمية”.
بالمقابل، وعلى ضوء عظم النضال الÙلسطيني ÙÙŠ مرØلة الانتÙاضة الثانية، نرى تطور نوع جديد من الØركات، على مثال “Øركة تعايش” Ùˆ”التØرريين ضد الجدران”ØŒ التي تتأثر من النضال الشعبي الÙلسطيني وتسعى للالتØاق به. رغم Ù…Øدودية تأثير هذه الØركات ÙÙŠ المجتمع الإسرائيلي، ورغم وجود بعض التأثير لضغوط المجتمع الصهيوني على مواقÙها، Ùإنها تØمل الأمل ÙÙŠ أن يتخلص جزء من الجماهير اليهودية ÙÙŠ Ùلسطين من المأزق الذي تؤدي إليه الصهيونية، غبر الابتعاد عن عقلية الجيتو Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø ÙˆØ§Ù„Ù…Ø¹Ø§Ø¯ÙŠ للشعوب العربية بخدمة الإمبريالية، وتÙØªØ Ø§Ù„Ø·Ø±ÙŠÙ‚ لدعم Øركات التØرر الÙلسطينية والعربية. ÙˆÙÙŠ Øرب لبنان الأخيرة قاد هذا التيار معارضة الØرب داخل المجتمع الإسرائيلي ÙÙŠ الوقت الذي انضم Ùيه “اليسار الصهيوني” المزي٠إلى مؤيدي العدوان.
Øركة أبناء البلد