Site-Logo
Site Navigation

لقاء مع سلمى واكيم – أبناء البلد -فلسطين

1. April 2007

لقاء أجراه حزب العمل الوطني الديمقراطي(تونس) مع سلمى واكيم عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد في فلسطين 1948, بمناسبة ذكرى يوم الأرض الحادي والثلاثين

حزب العمل: ما هي الأسباب المباشرة التي أدت الى الأعتصام والتظاهر يوم 30 آذار مارس 1976 ؟

سلمى واكيم : في البداية لا بد أن ننوه بأن يوم الأرض يعتبر محطة فارقة في النضال الذي يخوضه الفلسطينيون في إسرائيل من اجل احقاق حقوقهم الوطنية والأنسانية على المستوى الفردي والجماعي, كونه يمثل الصراع الذي خاضه الشعب الفلسطيني من أجل حماية أرضه ووطنه من جهة , ويمثل ارتباط الأرض بحقوقه وكرامته الأنسانية من جهة أخرى.

اما عن السبب المباشر الذي ادى الى الأعتصام والتظاهر في 30/03/1976 – كما هو موثق فقد بدأت الحكومة الأسرائيلية بانتهاج سياسة مصادرة الأراضي من ملاكها الفلسطينيين منذ قيام الدولة ,اما مباشرة واما عن طريق سن القوانين التي نتيجتها الفعلية تؤدي الى خسارة الفلسطينيين لأرضهم ,سياسة ما زالت مستمرة حتى يومنا , حيث ان سياسة السيطرة على المكان ومن ثم تهويده هي ببساطة جوهر الصهيونية كحركة استيطانية كولنيالية.

لكن القشه التي قصمت ظهر البعير كانت وثيقة سرية أعدها متصرف لواء المنطقة الشمالية الأسرائيلي باسم يسرائل كيننغ ,تستهدف افراغ الجليل (منطقه في شمال فلسطين) من أهله الفلسطينيين والأستيلاء على أراضيهم وتهويدها- أي اقامة المستوطنات والمنشآت اليهوديه عليها. من اهم بنود هذه الوثيقة : تكثيف الأستيطان اليهودي في الشمال (الجليل)- التضييق الأقتصادي على العائلة العربية عبر ملاحقتها بالضرائب واعطاء الأولوية لليهود بالحصول على العمل وتخفيض نسبة العرب في التحصيل العلمي – تسهيل هجرة الشباب العرب الى الخارج ومنع عودتهم.

ومن ضمن خطة السلطات الأسرائيلية في التضييق على الفلسطينيين ,كانت مصادرة 21 ألف دونم من أراض تابعة لثلاث قرى فلسطينية في الجليل وهي عرابه, سخنين ودير حنا هذه الأرض استعملت بين السنوات 1942-1944 كمنطقة تدريبات للجيش البريطاني مقابل دفع أيجار لأصحاب الأرض,بعد عام 1948 وقيام الكيان اليهودي ,كان يسمح للأهالي الوصول الى أراضيهم وفلاحتها بتصاريح خاصه, وفي عام 1956 قامت السلطة بأغلاق المنطقة بهدف أقامة مخططات بناء مستوطنات يهودية ضمن مشروع “تهويد الجليل “.

للتوضيح: المصطلح “تهويد الجليل” الهدف منه اعطاء الطابع اليهودي لمنطقة الجليل, (شمال فلسطين), فبما أن منطقة الجليل تشكل منطقة جغرافية واسعة تقطنها أغلبية من السكان العرب الفلسطينيين فقد نظرت اليها السلطات والحكومات مند سنوات ال-70, كمصدر قلق حيث اعتبر العرب في هذه المنطقه “كقنبلة ديموغرافية موقوتة”.بالأضافة الى خوف السلطة من قرب هذا التجمع العربي الكبير من الحدود اللبنانية .

بناءا على ما ذكر أعلاه . فقد قامت الحكومة بأصدار أمر بأغلاق المنطقة (9) نهائيا ومنع العرب من دخولها. وفي أعقاب القرار أعلاه جاءت “وثيقة كيننغ” المذكوره أعلاه وتطبيقا لها تمت فعليا مصادرة الأراضي.

ح.الع.: كيف تم التحضيروالتجنيد وما هو دور الأحزاب والجمعيات الأهلية والسلطات المحلية, (البلديات) ؟

سلمى واكيم : نوايا أغلاق المنطقة (9) كانت قد بدأت منذ مطلع سنة 1975, ومباشرة عندما اشتمت الجماهير العربي الخبر قامت, بكل أطيافها, بالتحرك وعقدت الاجتماع الأول في مدينة الناصره بتاريخ 18/10/1975 ,حيث تأسست فيه لجنة ضمت كل الأطر السياسية والوطنية والأحزاب والعمال والفلاحين والشخصيات الفاعلة ورؤساء المجالس والبلديات العربية ,أطلق عليها اسم “اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي” .

اجتمعت اللجنة مرة ثانية في سخنين بتاريخ 13/02/1976 لوضع خطة موحدة للتصدي لعملية Ø§Ù„مصادرة واجتماع ثالث بتاريخ 06/03/1976 في مدينة الناصره وحيث أن السلطة لم تتراجع عن قرار الاغلاق والمصادرة, فقد أقر فيه الأعلان عن يوم 30/03/1976 يوم اضراب عام لكل الجماهير العربية الفلسطينية في اسرائيل ,والأعلان عن مظاهرة حاشدة أمام مبنى الكنيست, قرار لم ينفذ وألغي لاحقا . بتاريخ 25/03/1976 انعقد اجتماع لرؤساء المجالس والبلديات في مدينة شفاعمر كمحاولة أخيرة من السلطة لألغاء قرار الأضراب ,ولكن بارادة شعبنا وجماهيرنا الذي وقف بآلافه خارج قاعة الاجتماع وبتصميمه على اعلان الأضراب , بالرغم من محاولة الشرطة تفريق المظاهرة وصلت لدرجة المصادمة والأعتقال, بقي قرار الأضراب ساري المفعول.

هنا وحتى لا نشوه التاريخ,لا بد أن ننوه بأن الدور الأكبر في تنظيم وتوحيد الجهود للوصول الى موقف موحد وهو الأضراب ,كان للحزب الشيوعي (يضم يهودا وعربا) ,فقد وجه كل أعضائه ومؤيديه وشركائه في العمل السياسي وفي الهيئات الشعبيه لتأييد ودعم قرارالأضراب ولكن لولا جهوزية الجماهير وأصرارها وصمودها رغم الضغوط, لما نجح يوم الأرض الخالد فللمرة الأولى وجد توافق بين رغبة الجماهير وقرار القيادة .

ح.الع.: كيف ردت السلطات الصهيونية الفعل ؟

سلمى واكيم : حاولت السلطات بشتى الوسائل والطرق منع أو كسر إعلان الإضراب عن طريق المتعاونين والمترددين وعن طريق الترهيب والتخويف, العمال هددوا بالطرد والفصل من العمل وهددت المدارس بعدم أغلاق أبوابها ,ولما لم تنجح وبقي الأضراب ساري المفعول, اتخدت السلطات قرارا بقمع هذا اليوم النضالي وكسره بقوة الجيش وحتى لو اضطرت لأستعمال السلاح, وبدأت حشد قواتها وتجميعها في الأماكن المختلفة خاصة مداخل القرى والمدن العربية بدءا من 29/03 حيث انطلقت أول مظاهرة في قرية دير حنا قمعها الجيش بقوة, على أثرها خرجت مظاهرة احتجاجيه أخرى في قرية عرابه وكان رد الجيش أقوى وسقط أول شهيد وعشرات الجرحى, خبر الأستشهاد أدى الى اتساع دائرة المظاهرات والإحتجاج وكانت حصيلة ليلة 29/03 ويوم 30/03 ستة (6) شهداء من قرى عرابه سخنين كفركنا وعين شمس.

ح.الع.: كيف تفسرون ضعف المشاركة الجماهيرية مؤخرا في إحياء يوم الأرض ؟

سلمى واكيم : الجماهير محبطة بسبب حالة الجزر الموجودة وبسبب عدم أخذ مواقف موحدة من قبل قيادة الجماهير حتى أن الذكرى باتت تستغل كمنبر انتخابي, القيادات لم تستثمر النجاح الجماهيري ليوم الأرض, فكل هذه الأسباب أدت الى احساس الجماهيرالفلسطينيه في اسرائيل بأنها مهمله وبأنها تخوض معركتها لوحدها دون دعم عالمي أو حتى عربي, وكأن معاناتها هي شأن إسرائيلي داخلي .

ح.الع.: ما هي برأيكم الخطوات الضرورية للتصدي لسياسة مصادرة الأراضي وهدم البيوت ومحاصرة البلدات والأحياء العربية بالمستوطنات التي استفحلت أخيرا مع ضعف التصدي والدفاع عن الأرض ؟

سلمى واكيم : يجب وضع رؤيه موحدة واحدة للعمل المشترك بين كل الأحزاب والفئات والحركات السياسية الفاعلة على الساحة, يجب رصّ الصفوف ووضع استراتيجية عمل موحدة تعمل بموجبها كل الأطر الفاعلة محليا وعالميا, خطة تعتمد على توعية كل شرائح شعبنا من الخطر المستمر المقبل والمنتظر وحشد كل من يريد دعمنا في مسيرتنا ,محليا عربيا ودوليا, محاولة نجنيد الرأي العام العالمي لدعمنا, وتسليط الضوء على هذه الممارسات عبر وسائل الأعلام المختلفه العربية والأجنبية.

Topic
Archive