1.إن هذه الأزمة البنيوية، ومركزها الولايات المتØدة الأمريكية، لن تدÙع البيت الأبيض الأمريكي باتجاه سياسة “عدم تدخّل” على Ø§Ù„Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„Ø¹Ø§Ù„Ù…ÙŠØŒ بل على العكس Ùإنها ستقود إلى نهج إمبريالي ذات طابع دولي “ويلسوني” براغماتي، لكن سيكون استمرارية لسياسة الرئيس السابق جورج بوش.
2.لا يعني ذلك أن هذه الدولية الإمبريالية سيكون لها Ù†Ùس الطابع الأØادي الذي كان لها بعيد عام 2001ØŒ Ùاستراتيجية المØاÙظين الجدد (Ù…Øور تشيني – رامزÙيلد – بوش) قد قدمت نتائج متواضعة بالقياس إلى المجهودات العسكرية والدبلوماسية والمالية التي تطلبتها، Ùهذه التكلÙØ© القياسية ( التي تم تقديمها ÙƒØرب مستميتة ضد الإرهاب لإخÙاء اهداÙها الÙعلية وهي الØÙاظ بالقوة على التÙوق الأمريكي) كانت Ø£Øد أسباب هذه الأزمة، علاوة على Ø§ØªØ¶Ø§Ø Ù…Ø¹Ø§Ù„Ù…Ù‡Ø§ ككارثة. ÙبالÙعل Ùإن اضمØلال النصر المخادع ÙÙŠ العراق قد قدم دÙعة جديدة Ù„Øركات المقاومة ضد الإمبريالية ÙÙŠ العالم ككل، وعمق معارضة الدول الكبرى، Øيث خلق نزاعا جديا مع روسيا بوتين وأيضا شرخا ÙÙŠ العلاقات مع الØÙ„Ùاء التقليديين، وليس Ùقط الأوروبيين.
3.بناء على ما تقدم، Ùإنه سيترتب على البيت الأبيض أن يعيد صياغة سياسته الإمبريالية من أجل الØÙاظ على التÙوق الأمريكي المتخلخل Øاليا، ومن أجل ذلك سيواÙÙ‚ بين الاستراتيجية Ø£Øادية القطب وبين التكتيكات متعدد الأطراÙØŒ وسيلجأ إلى التدخلات العسكرية Ø£Øادية الجانب ÙÙŠ Øالات الضرورة القصوى Ùقط ØŒ وبعد استتنÙاذ وسائل الضغط الدبلوماسي التي ليست سوى قناع لقوة الردع العسكرية العظمى. هذا يعني تقوية Øل٠الناتو، ويتطلب إشراك أكثر للاتØاد الأوروبي ÙÙŠ التعامل مع النزاعات الدولية. ثالثا ستقوم بإشعال وخوض Øروب عبر طر٠ثالث عبر اللجوء إلى قوات أجنبية وصراعات Ù…Øلية. وأخيرا Ùإنها ستلجأ إلى دعم مباشر لانتÙاضات داخلية باسم الديمقراطية، من أجل إدخال دول جديدة ÙÙŠ مدارها الجيوسياسي (نموذج “الثورات الملونة”).
4 .إن النظرية القائلة بأن العالم قد دخل الØقبة ما وراء الأمريكية لا تستند إلى أية Øقائق. إنها Ùقط بوادر خجولة (إذا كان من الممكن اÙتراض ذلك بدون مغادرة الإنسانية الطور الرأسمالي)ØŒ بينما يرى التوجه المعاكس أن مقاومة الإمبريالية الأمريكية يجب أن تÙؤخذ مأخذ الجد. وبالÙعل Ùإن الأوليغاركية الإمبريالية الأمريكية لم تختار بارك أوباما لكي يتعايش مع عالم متعدد الأقطاب، بل لكي يخنقه ÙÙŠ المهد. هذا هو السبب وراء كون العالم (بعيدا كل البعد عن ولوج Ùترة سلام) يغامر بدخول Øلقة من الØروب الموسعة وطويلة الأمد ومتعددة الأبعاد، يطبعها تداخل لم يعر٠بعد بين صراع الـ “شمال-جنوب” صراعات الـ “شرق-غرب” والـ” شمال-شمال” (بداية عبر طر٠ثالث).
5.لن يتقبل البيت الأبيض تراتب متعدد المراكز بين القوى، ولن يتبع استراتيجية “Øكومة عالمية” أو أي توازن قائم على التكاÙؤ مع القوى الأخرى، وإذا اضطر لشيء من هذا القبيل Ùسيكون نظاما متعددالأطرا٠تدور Øول قطب التÙوق الأمريكي، ÙÙŠ Øين تتصر٠القوى الأخرى كعوامل مساعدة (على نمط قاعدة روزÙيلت “الشرطيين الأربعة”)ØŒ ÙÙŠ منظومات صغيرة دنيا من الشرطة الإقليميين. هذا يقودنا بالتالي إلى أن هذه النزاعات ستتعمق إذاعارضت قوى أخرى (روسيا كمثال أهم) هذه التراتبية، وهذه النزاعات لا يمكن تعريÙها إلا كنزاعات إمبريالية.
6.ÙÙŠ هذا السيناريو، Ùإن الاتØاد الأوروبي العالق بين المطرقة والسندان سيواجه توترا جيواستراتيجيا عنيÙا، ومن المؤكد أن البيت الأبيض وتماهيا مع سلوكه منذ الØرب العالمية الثانية، لن ÙŠØ³Ù…Ø Ø¨Ø£ÙŠØ© Ùرصة لأوروبا بأن تتوجه إلى Ø£ÙÙ‚ يوروأسيوي وأن تخلخل روابطها بالولايات المتØدة الأمريكية ÙˆØªØµØ¨Ø Ø³ÙŠØ¯Ø© ذاتها. إن باراك أوباما سيØارب أي Ø·Ø±Ø ÙŠÙˆØ±ÙˆØ£Ø³ÙŠÙˆÙŠ يقرّب أوروبا من روسيا، Øتى لو أذى ذلك إلى تمزيق أوروبا إرباً عبر إشعال النزاعات الإقليمية من أجل عزل وإضعا٠روسيا، وعبرتوظي٠Øل٠الناتو لإبقاء أوروبا خاضعة.
7.إذا أرادت الولايات المتØدة البقاء كالقوة الإمبريالية العظمى الأوØد، Ùلن يكون بمقدور باراك أوباما أن يخÙ٠من الضغط على الشرق الأوسط، وبالÙعل Ùإن الرئيس المنتخب قد شدد على دعمه غير المشروط لدولة إسرائيل وأكد على أن الولايات المتØدة لن تتراجع عن إرادتها سØÙ‚ Øركات المقاومة العربيةأن يخÙ٠مأمأسيسيس يؤل، وعلى رأسهنّ Øزب الله ÙˆØماس اللتان تم وصÙهما بالإرهاب على طريقة جورج بوش. لقد أكد أوباما، تعليقا على اتÙاقية “صوÙا” مع Øكومة الدمى ÙÙŠ العراق المØتلّّ على أن القواعد الاستراتيجية الأمريكية ÙÙŠ العراق ستبقى، وعلى Ù†Ùس الأساس الذي استخدم عقب الØرب العالمية الثانية مع الدول المهزومة، وأخيرا Ùقد أكد على رÙضه أي ØÙ„ مع إيران طالما لم تتخل الأخيرة عن برنامجها النووي وتوق٠دعم Øزب الله ÙˆØماس.
8.بالتالي Ùإن وعد أوباما بتركيز الضغط العسكري على Ø£Ùغانستان لا يجب إساءة Ùهمه على أن الولايات المتØدة ستتخÙ٠من قبضتها على الشرق الأوسط، بل إن البنتاغون والإدارة الأمريكية لا يمكنهما التÙكير بإنهاء المقاومة الأÙغانية والسيطرة على البلاد إلى الأبد بدون السيطرة المستمرة على الشرق الأوسط.
9.إن Ø£Ùغانستان ÙÙŠ المنظور الجيواستراتيجي الأمريكي بؤرة رمزية للخطة الإمبريالية، ولهذا Ùإن التركيز على هذه البلاد ما هو إلا نبوءة بصراعات جديدة وأشد عمقا، وبالÙعل Ùإن Ø£Ùغانستان هي المكان الذي سيتقرر Ùيه ÙÙŠ الأمد القريب مستقبل العالم كعالم متعدد الأقطاب او عالم ذو قطب أمريكي واØد.
10.إذا انتصرت الولايات المتØدة ÙÙŠ Ø£Ùغانستان Ùإنها ستØقق ستة أهدا٠أستراتيجية:
1-الهد٠الÙوري، وهو مهم من ناØية رمزية، وهو أن تثبت للعالم بعد المØصّلة المجهولة ÙÙŠ العراق، أنهم قد نجØوا بسØÙ‚ أقوى مقاومة قد واجهوها منذ Øرب Ùييتنام، وبأنهم قد أوقÙوا الموجة الإسلامية.
2-هذا ستترتب عليه نتائج جدية لجمهورية إيران الإسلامية التي ستجد Ù†Ùسها مصدومة ومØاصرة تماما.
3-الانتصار على المقاومة الأÙغانية سيساعد الولايات المتØدة على تطبيع الوضع ÙÙŠ باكستان عبر تØجيم القوة العسكرية الباكستانية بنØÙˆ استراتيجي، ÙˆÙ„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ùيل الهندي الأليÙ.
4-وسط آسيا بموارد الطاقة Ùيه Ø³ÙŠØµØ¨Ø ØªØت السيطرة الأمريكية.
5-هذا سيضرب المØور الاستراتيجي الروسي الصيني ÙÙŠ نقطة Øساسة وسيØجّم لمدة طويلة طموØات روسيا بوتين، ÙÙŠ Øين Ø³ÙŠØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù‡Ø¯Ù Ø§Ù„Ø§Ø³ØªØ±Ø§ØªÙŠØ¬ÙŠ لخطة بريجنسكي الرامية إلى إدخال الصين الشعبية ÙÙŠ المدار الأمريكي هدÙا واقعيا.
6-سيتم جرّ أوروبا وبشكل نهائي إلى الØرب الأÙغانية عبر مهمة
ISAF Ù„Øل٠الناتو، وبالتالي Ùإن التصعيد العسكري الØالي ÙÙŠ Ø£Ùغانستان سيقيّد أوروبا ÙÙŠ دور المساند.
11.ÙÙŠ هذا الإطار، Ùإنه لا تراجع ÙÙŠ مبرر أو ضرورة وجود المعسكر المناهض للإمبريالية، بل على العكس Ùإنه يزداد أهمية. إن Øيادنا Øيال صراع Ù…Øتمل بين دول الشمال أو دول الغرب الإمبريالية لا يعني اللامبالاة، Ùهزيمة الإمبريالية الأمريكية المهيمنة يبقى الهد٠الأساسي لأية مقاومة مناهضة للإمبريالية، ومن ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø§ÙˆÙ…Ø© أن يكون هناك Øالة اضطراب بين عدة أقطاب عوضا عن استبداد القطب الواØد، ولذلك Ùإنه سيكون لدينا عدة Ùرص ÙÙŠ النضال السياسي، تتركز أساسا ÙÙŠ المØاور الثلاثة التالية: دعم المقاومة المناهضة للإمبريالية وعلى رأسها المقاومة الأÙغانية، وثانيا النضال ضد Øل٠الناتو، وكلا المØورين يقودان إلى المØور الثالث، وهو المناهضة غير المشروطة وغير المنقوصة للإمبريالية الأمريكية التي مازالت تشكل عماد الاقتصاد الرأسمالي العالمي.
12.إن بوصلتنا ستبقى تشير ÙÙŠ Ù†Ùس الاتجاه، وهوبناء جبهة عالمية ضد الإمبريالية. إننا لا نخÙÙŠØŒ كما لم نخ٠ÙÙŠ الماضي، عن أنÙسنا الصعوبات التي تق٠ÙÙŠ طريق مثل هذا المشروع. إن هذه الجبهة ليست تØصيل Øاصل، كما أننا لم نتوهم يوما أن مثل هذه الجبهة Øاضرة Ùعلا ÙÙŠ رØÙ… التاريخ، Ùتشكّل نوع من الوØدة ÙÙŠ النضال عالميا يتطلب تواÙر وتضاÙر عدة شروط ذاتية وموضوعية. الشروط الموضوعية مرتبطة بمسار الأØداث غير المتكهّن، ÙÙŠ Øين تعتمد الشروط الذاتية على إمكانية اللقاء بين الجزء الأكبر من قوى المقاومة الإسلامية وبين قوى ثورية وشيوعية مختلÙØ©. وبالمقابل، Ùإن إمكانية مثل هذا التآخي ستعتمد على قابلية كل من الطرÙين للتØرر من Ù…Ùهومين: أسطورة “الأمّة” كأÙÙ‚ التØرر الأوØد من ناØية، وأسطورة دور الØضارة الغربية القيادي، التي تذهب Øتى عبادة الـ”تقدم”ØŒ Øتى لو كان رأسماليا.
بناء على ذلك، Ùإن دورنا ليس Ù…Øصورا Ùقط ÙÙŠ بناء تضامن ضد الإمبريالية ودعم المقاومة أينما وجدت، Ùالعمل على خلق هذا الرابط المذكور ÙÙŠ النقطة أعلاه لا يقل أهمية، كما أنه مهمة ضخمة لا تتطلب Ùقط النشاط السياسي، بل أيضا جهودا كبرى على الصعيد النظري والثقاÙÙŠ.
المعسكر المناهض للإمبريالية
4 كانون الثاني (يناير) 2009