وزارة الثقاÙØ© اذ تشارك بـ”انقلاب” منتدى الÙكر الاشتراكي
هشام البستاني- عمّان
رغم دÙØ¡ العلاقات تاريخياً بين الاسلاميين (Øركة الاخوان المسلمين ÙˆØزبها جبهة العمل الاسلامي)ØŒ والتنسيق الامني والسياسي الذي يستمر Øتى ايامنا هذه باجتماعات بين قيادات الاسلاميين وقيادات أمنية كان آخرها سلسلة الاجتماعات مع مدير المخابرات الاسبق Ù…Øمد الذهبي وقيادات أخرى من الدائرة(1)ØŒ غير أنه لا يخÙÙ‰ على Ø£Øد أن علاقة الاسلاميين بالسلطة السياسية ÙÙŠ الاردن هي ليست علاقة تبعية كاملة، بل تدخÙÙ„ ÙÙŠ سياق “صراعي” على مساØات Ù†Ùوذ وتأثير وسلطة اشتد خلال ما سمي “Ùترة الانÙØªØ§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ…Ù‚Ø±Ø§Ø·ÙŠ” من 1989 الى 1993ØŒ مما استدعى من السلطة ادخال قانون الصوت الواØد للØد من التأثير السياسي للاسلاميين داخل بنية النظام.
وان كانت السلطة قد نجØت بذلك القانون من الØد من التأثير السياسي، الا ان خطوتها غير المدروسة قد عملت على زيادة النÙوذ الشعبي للاسلاميين، وباتوا القوة السياسية الوØيدة على الارض ذات الامتداد الجماهيري، ومن يليها يبتعد عنها شعبياً بمساÙات Ùلكية. وربما كان استعراضا القوة الذي Ù†Ùذتههما الØركة الاسلامية ÙÙŠ ستاد عمان ÙˆÙÙŠ مهرجان طبربور اثناء العدوان على غزة مؤشراً كبيراً على هذا الامتداد.
السلطة السياسية ÙÙŠ الاردن اضØت بØاجة الى ÙƒØ§Ø¨Ø Ù„Ù‡Ø°Ø§ النÙوذ، وبالتالي ÙƒØ§Ø¨Ø “للابتزاز السياسي” الذي يمكن للاسلاميين ان يمارسوه على السلطة لكسب المزيد من النÙوذ والمواقع والشعبية. آلية “الصوت الواØد” ÙÙŠ الانتخابات Ùشلت، وجهود السلطة ÙÙŠ انشاء تيارات سياسية موالية لها Ùشلت ايضاً: ÙتØال٠الاØزاب الوسطية، ولاØقاً تشكل “الجبهة الوطنية” بقيادات ØªØªØ±Ø§ÙˆØ Ø¨ÙŠÙ† الØرس القديم وبعض الزعامات العشائرية والمناطقية لم ÙŠÙ†Ø¬Ø ÙÙŠ تركيب قواعد شعبية عليه لانتÙاء اي روابط طبقية او ايديولوجية او Øتى مصلØية بين مكونات هذه التØالÙات، وبين هذه الاخيرة والقواعد الشعبية المÙترضة.
البديل النيولبرالي، وان كان يتكلم لغة العصر، ويعرض ويسوّق Ù†Ùسه بشكل “جميل”ØŒ ÙˆØظي بقبول أمريكي/اسرائيلي غير مسبوق، الا انه Ùشل ÙÙŠ تأسيس Ù†Ùسه اجتماعياً رغم انه Øاول ذلك ÙÙŠ المخيمات وعند بعض العشائر والقطاعات الاجتماعية، ووجد Ù†Ùسه ÙÙŠ تناقض مع الØرس القديم من جهة، ومع القوى الاجتماعية التقدمية من جهة اخرى، ومع قطاعات شعبية واسعة Ø£Ùقرتها سياساته، وسÙدّدت له الضربة القاضية بانهيار الاسواق المالية دولياً وبالتالي انهيار المشروع الذي كان يدعو للالتØاق به بشكل علني.
أخيراً، Ùالبديل الثالث الذي تراهن عليه السلطة، والمتمثل بانتاج جيل من الشباب “المؤدلج” باطروØاتها (مثل شباب كلنا الاردن وبرلمان الشباب وغيرها من مبادرات السلطة ÙÙŠ قطاع الشباب)ØŒ هو مشروع طويل المدى ولا يمكن Øساب نتائجه لانه لا يرتبط بأبعد من Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ùردية للمشاركين Ùيه، Ùمثل هذه المشاريع قادرة على انتاج طبقة من “الاداريين” الذي سينتÙعون من اÙضليات ÙÙŠ التوظي٠والعلاقات العامة، ولكن لن يشكلوا بذواتهم رواÙع اجتماعية للسلطة.
ماذا ظل أمام السلطة السياسية من بدائل؟ ليس سوى البديل اليساري! والبديل اليساري يستطيع أن يسد ثغرات كل البدائل السابقة، Ùهو:
1- يداÙع (نظرياً على الاقل) عن Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø·Ø¨Ù‚Ø§Øª الشعبية، وبالتالي Ùهو قادر على اكتساب مشروعية ما من خلالها، وبامكانه التغلغل Ùيها ان ÙˆÙرت له السلطة السياسية الغطاء اللازم لذلك.
2- مثق٠ويمتلك قدرات عالية على التنظير لنÙسه ومشاريعه بل وبراغماتيته وانقلاباته.
3- تقدمي وعلماني ولذلك Ùهو “غير مخئ على المستوى الاقليمي والدولي.
4- ضعي٠جداً على المستويين السياسي والشعبي وبالتالي لا امكانية لانهاء تبعيته للسلطة على المديين القصير والمتوسط.
هكذا بتنا نرى اهتماماً غير مسبوق للسلطة السياسية ÙÙŠ الاردن باليسار تØت Ù…Øددات خاصة، وهذه المØددات هي بشكل واضØ: الاعترا٠بشرعية السلطة السياسية وقواعد اللعبة التي تتبناها من جهة، والقبول بالهوية القطرية الاردنية على انها الهوية الاساسية التي يتم العمل تØتها ومن خلالها، بل والتنظير لمثل هذه الهوية وهذا الاÙÙ‚ المØكومان سلÙاً بالهزيمة. كانت اول تجليات مثل هذا اليسار هي Øركة أطلقت على Ù†Ùسها اسم “اليسار الاجتماعي الاردني”ØŒ ووجهنا لها نقداً شاملاً ÙÙŠ دراسة Øملت عنوان: الاوهام القطرية لليسار الاجتماعي الاردني (2).
ورغم أن الØركة استنكرت ÙÙŠ البداية أن تكون تجلياً لتوجه٠جديد لدى السلطة السياسية لانتاج كتلة سياسية/اجتماعية تخÙ٠بها من استØواذ الاسلاميين على الشارع والتبعات السياسية المترتبة على ذلك، الا انه سرعان ما تكشÙت الامور Øين كتب اØد اهم اركان الØركة معلناً عن لقاءات “عص٠Ùكري” كانت تجمعه بمدير المخابرات السابق Ù…Øمد الذهبي(3)ØŒ وبتكلي٠من الØركة(4)ØŒ ومن ثم كتاباته اللاØقة ÙÙŠ Ù…Ø¯ÙŠØ Ù…Ø¯ÙŠØ± المخابرات Ù†Ùسه بصÙته شخصية تقدمية(5).
واذا كان اليسار الاجتماعي الاردني لا يشكل Ù…Ùاجأةً لنا ÙÙŠ هذا السياق، نظراً لكون Ø£Øد أهم مؤسسيه معرو٠بطروØاته القÙطرية الانعزالية، ونظراً للتأسيس النظري للاطروØات القطرية الانعزالية ÙÙŠ ادبياته (انظر دراستنا السابقة – هامش 2)ØŒ الا أن المÙاجأة الكبرى تمثلت ÙÙŠ اختراق السلطة السياسية لنخب كانت تØسب Ù†Ùسها على المعارضة الراديكالية الماركسية/القومية، وتØويلها الى ادوات ÙÙŠ Ù†Ùس المشروع المØدد هوياتياً بالأردن كأÙÙ‚ اساسي لمشروع تØرر.
تلك هي قصة ما يعر٠بـ”لجنة المبادرة الوطنية” التي استØوذت مؤخراً بانقلاب أبيض على قيادة منتدى الÙكر الاشتراكي الاردني، وبدعم مباشر من وزارة الثقاÙØ© الاردنية بصÙتها الØاضنة القانونية للمؤسسات الثقاÙية التي يعتبر المنتدى واØدة منها. انطلقت لجنة المبادرة الوطنية كمشروع لمجموعة Ù…Øدودة من الاشخاص الذين انتجوا مجموعة من الادبيات التي تجلت Ùيها مسألتان: التركيز على الاردن كمشروع سياسي، والتركيز على الهوية الاردنية بصÙتها ضرورة لم تتشكل بعد وينبغي تشكيلها من جميع المكونات الاجتماعية الØالية للأردن، وهذا هو الÙرق الوØيد بينها وبين اليسار الاجتماعي الاردني الذي يعتبر الهوية الاردنية هوية ناجزة.
وتعتبر لجنة المبادرة الوطنية أنه بالامكان انجاز تØرر وطني اردني ودولة ديمقراطية اردنية Øقيقية دون الاستناد بالضرورة على العمق العربي او الاممي للصراع، بل بالاستناد الى الثروات الطبيعية المØتجزة ÙÙŠ الاردن، والتي بامكانها، ان تم التعامل بها بما يخدم الاردن، ان تØوله الى دولة Øرة مستقلة ذات سيادة كاملة بØسب منظري المبادرة. وبØسب الوثيقة التأسيسية للمبادرة الوطنية: “يعيش شعبنا أزمة خطيرة غير مسبوقة ÙÙŠ تاريخه، مما يضعه أمام Øالة من الانتØار السياسي كدولة ذات سيادة وكشعب Øر”ØŒ وبالتالي تم “تØويل الأردن من دولة ذات سيادة إلى دولة Ø´Ùرطية جابية، وتØويل الاقتصاد من اقتصاد قائم على خطط التنمية المÙترضة، إلى اقتصاد ÙÙŠ خدمة رأس المال العالمي والماÙيات المØلية، واقتصاد قائم على صناديق المعونة والأعطيات، التي تتعامل مع الأردنيين كرعايا ومتسولين، لا كمواطنين Ø£Øرار ومنتجين، مما يمهد الطريق امام السيناريو الإسرائيلي، الذي يسعى لتصÙية القضية الÙلسطينية، بتØويل الأردن إلى جغراÙيا مجردة لسكان بلا هوية”. ولهذا ÙÙ€”إن الأردن الوطن والدولة والشعب هو اليوم ÙÙŠ أمس الØاجة إلى وقÙØ© تاريخية أمام خطر داهم تسببه سياسات التبعية” للوصول “إلى تكريس المعنى الØقيقي للمواطنة”(6).
الوثيقة الاساسية للجنة المبادرة الوطنية اذاً تعتَبÙر أن Øالة الانتØار السياسي جاءت كانØراÙ٠لمشروع الدولة القطرية، ولا تقول أن الدولة القطرية هي التجسيد المباشر للانتØار السياسي، بل تعتبرها مجالاً Øيوياً قابلاً للتØرر، وبالتالي Ùان مشروعها ينبغي أن ÙŠÙنتج هوية Ù…Øلية لسكان الاردن Øتى لا يتØول هذا الاخير الى “جغراÙيا مجردة لسكان بلا هوية”. والنتيجة النهائية هي تØول مثل هذا النسق النضالي الى أهدا٠لا تختل٠كثيراً عن أهدا٠الليبرالية ومؤسسات الإن جي أو ومجموعات “الØقوق المنقوصة”: تكريس المواطنة، من خلال انتاج الهوية “الوطنية”ØŒ أي القطرية الانعزالية. لهذا لن تÙاجأ وأنت تدخل الموقع الالكتروني للجنة المبادرة الوطنية (http://almubadara-jo.com) بالرسومات المعروÙØ© لـ”الاردن أولاً” Ùˆ”كلنا الاردن” تزين الشارة الرئيسية للموقع على يمينه ويساره، وهي رمزية ØªØ·Ø±Ø Ø£Ù† المبادرة Ù…Øتواة داخل النسق السياسي العام للسلطة ÙÙŠ الاردن، ورغم الاطروØات الراديكالية لبعض مكونات هذه المبادرة، الا أن خطها الهوياتي “القطري” الانعزالي بات واضØاً ومثار جدل Øتى ÙÙŠ أوساط أصدقاءها ورÙاقها.
منتدى الÙكر الاشتراكي هو مؤسسة ثقاÙية، أسس ÙÙŠ بداياته ليكون معقلاً لليساريين الذين لم يجدوا ضالتهم ÙÙŠ الاØزاب اليسارية الموجودة اما ليمينيتها (الØزب الشيوعي الاردني) أو “Ù„Ùلسطينيتها” (Øزبي الوØدة الشعبية – الجبهة الشعبية والشعب الديمقراطي – الجبهة الديمقراطية). نعم، كان هناك خط انعزالي قطري ما ÙÙŠ البدايات التأسيسية للمنتدى، وسرعان ما اختل٠مؤسسوه، وتØول من Øاضنة لمشروع تنظيمي يساري “شرق أردني”ØŒ الى ناد٠مجهول Ù„Øوار متقاعدي اليسار ممن اØبطتهم التØولات الليبرالية ليساريي عصرهم، ÙˆØ§ØµØ¨Ø Ù…Ù† يهيمن عليه هم مجموعة صغيرة ذات انتماء طائÙÙŠ/مناطقي Ù…Øدد، ولم يعد يسمع به Ø£Øد.
عام 2007ØŒ صعدت قيادة جديدة للمنتدى، نشّطت عمله الى مستويات غير مسبوقة من Øيث الندوات وورشات العمل، وانÙتØت على المؤسسات المØلية من روابط ثقاÙية ونقابات وأØزاب ÙÙŠ Ù…Øاولة لانضاج خطاب يساري جذري Øقيقي بعيداً عن الاصطÙاÙات والتخندقات الاقليمية والطائÙية والمناطقية والشخصية التي ÙŠØÙÙ„ بها اليسار. وانÙØªØ Ø§Ù„Ù…Ù†ØªØ¯Ù‰ عربياً وعالمياً، وشارك بتنظيم ورشتين ÙÙŠ مؤتمر القاهرة المناهض للامبريالية والهيمنة، ونشر لأول مرة نصوص المØاضرات التي القيت لديه ÙÙŠ كتاب، وانضمت اليه مجموعة كبيرة من الشباب اليساريين من خارج الاوساط التقليدية المعروÙØ© لليسار ÙÙŠ الاردن.
وكانت هذه القيادة تتطلع الى مراكمة هذا الانجاز الكبير الذي كان سيسجل Ù„ØµØ§Ù„Ø ÙŠØ³Ø§Ø± جذري Øقيقي غير اقليمي وغير مناطقي وغير طائÙÙŠ من خلال استكمال مشروعها وتوليها موقع قيادة المنتدى مرة أخرى للدورة 2009-2011. الذي Øصل كان Ù…Ùاجأةً مدوية، Ùمجموعة “لجنة المبادرة الوطنية” التي لا تملك اطارا شرعيا لنشاطها، قررت ان تستØوذ على المنتدى واعادة انتاجه ÙÙŠ سياق مشروعها الذي يتÙÙ‚ تماماً مع الخط العام لمشروع السلطة السياسية ÙÙŠ الاردن ومشروع اليسار الاجتماعي الاردني كما شرØنا سابقاً. ومن هذا الباب، جاء تØال٠من يعلنون عن انÙسهم بأنهم “ماركسيون/قوميون” وهم بعض أركان لجنة المبادرة الوطنية، مع مجموعات ذات صبغة طائÙية/مناطقية، وأخرى تمثل الشيوعيين التقليديين اليمينيين، مدعوماً من اليسار الاجتماعي الاردني الذي اتصل اØد أقطابه هاتÙياً مع الرئيس السابق للمنتدى دعماً لخط لجنة المبادرة ÙˆØÙ„Ùائها، ÙˆØضر Ø£Øد اعضائه الاجتماع الاول للهيئة العامة للمنتدى داعماً موق٠مجموعة لجنة المبادرة.
كما دعمت السلطة السياسية من خلال وزارة الثقاÙØ© هذا التØال٠بشكل واضØØŒ Ùممثلوا المبادرة الطامØين للاستØواذ على المنتدى اجتمعوا يوم الخميس 19/2/2009 مع أمين عام وزارة الثقاÙØ© الاردنية طالبين منه “أنت تأخذ الوزارة دورها” ÙÙŠ موضوع انتخابات منتدى الÙكر الاشتراكي، وهو ما Øصل Øين قام مدير الهيئات الثقاÙية ÙÙŠ الوزارة وممثلها ÙÙŠ اجتماعي الهيئة العامة للمنتدى اللذان انعقدا لهذا الغرض، بالاصطÙا٠بشكل ÙˆØ§Ø¶Ø Ù„Ø§ لبس Ùيه مع تيار لجنة المبادرة الوطنية ÙˆØÙ„Ùائه ÙÙŠ المنتدى، قاÙزاً عن كمّ هائل من التجاوزات النظامية والقانونية التي Ù†Øتاج لسردها صÙØات طويلة، لكن ابرزها عدم وجود كش٠باسماء الهيئة العامة الذين ÙŠØÙ‚ لهم Øضور الاجتماع معد من قبل الهيئة الادارية (بØسب الÙقرة هـ من المادة 17 من النظام الاساسي)ØŒ وتثبيت رئيس ليس عضوا ÙÙŠ الهيئة العامة لعدم تسديده للالتزامات المالية المطلوبة منه (الÙقرة Ùˆ من المادة 17)ØŒ بل وتثبيت اعضاء ÙÙŠ الهيئة العامة والهيئة الادارية الجديدة هم ليسوا اعضاء اصلاً ÙÙŠ المنتدى، اضاÙØ© الى عدد كبير من التجاوزات المالية التي قام بها أمين الصندوق السابق المØسوب على لجنة المبادرة الوطنية ÙˆØÙ„Ùائها.
كل هذه التجاوزات Ù‚Ùز عنها ممثل الوزارة معلناً قانونية اجتماع الهيئة العامة وقانونية القيادة “الانقلابية”. بل انه هدد بØÙ„ المنتدى ÙÙŠ Øال Ùشلت الهيئة العامة بانتخاب الهيئة الادارية “المتÙÙ‚ عليها” والتي أمّنت لنÙسها أغلبية بالتجاوز على النظام. اذاً، تم بضربة واØدة اقصاء مجموعة جذرية نشيطة وشابة تعمل باستقلالية عن برنامج السلطة السياسية وتمثل نقيضاً موضوعيا Ùعلياً للتركيبات الطائÙية والمناطقية والاقليمية، بأخرى تقليدية تسووية هرمة وخاملة، تعمل من خلال Ù†Ùس البنى المهترئة للتركيبات الطائÙية والمناطقية والاقليمية، وذات ارتباطات وثيقة بمشروع السلطة السياسية بانتاج تيار “يساري” ينÙØ° برنامج التوازن مع الاسلاميين على المديين القصير والمتوسط باطروØات هوياتية وسياسية لا تمثل خطراً على Ø£Øد.
ان وظيÙØ© اليسار الجذرية النضالية الاممية الماÙوق قطرية، وظيÙته العلمانية المناهضة بشدة للعصبيات والاقليمية والطائÙية والمناطقية والدينية وغيرها، وظيÙته الثورية ÙÙŠ مواجهة الرأسمالية وأدواتها المØلية، غدت اليوم Ø£Ùلعوبة بيد مجموعات تØتر٠البراغماتية السياسية، وتركض خل٠المشاريع الشخصية، وتنسج تØالÙات مع نقائضها على أمل الصعود والاستمرار ÙÙŠ ملعب تØدد السلطة السياسية Ùقط قواعده وقوانينه. Ùلننتظر اذاً خلال السنتين القادمتين، تØالÙاً سياسياً بين لجنة المبادرة الوطنية المغطاة شرعياً الآن بمنتدى الÙكر الاشتراكي، واليسار الاجتماعي الاردني المغطى شرعياً بالمنتدى الاجتماعي الاردني، تØالÙÙŒ ستباركه السلطة السياسية وتسعى الى تنميته، لعلها تجد من يوازن ضعÙها امام الاسلاميين، وتنÙØ° به برنامجها المعلن منذ زمن بأن يكون ÙÙŠ الاردن ثلاث كتل سياسية: واØدة اسلامية (موجودة)ØŒ وثانية وسطية (موجودة)ØŒ وثالثة يسارية (قيد الصنع) Ù„ÙŠØµØ¨Ø Ù„Ø¯Ù‰ السلطة السياسية ثلاث كتل تضعها ÙÙŠ مواجهة بعضها لتØييدها كلها.
الجانب الايجابي الوØيد هنا هو انكشا٠شخصيات “راديكالية” كانت مختبئة خل٠اقنعة سميكة، ليتبين ÙÙŠ الواقع مدى تسوويتها ولجوئها الى الخداع والكذب والتدليس والاشاعة والاتهام. أما اليساريون الجذريون، Ùقد خسروا جولة جديدة، وما زالوا بانتظار تشكل مشروعهم.
———————————————————-
*كاتب من الاردن
الهوامش:
(1) Ù…Øمد النجار، اسلاميو الاردن يعتزلون صراع الليبراليين والمØاÙظين، الجزيرة نت، 11/9/2008ØŒ http://www.aljazeera.net/news/archive/archive?ArchiveId=1098732ØŒ Ùˆ: ماجد توبة وأشر٠الراعي، مدير المخابرات يلتقي قياديين من Øماس، صØÙŠÙØ© الغد الاردنية، 30/7/2008ØŒ
http://www.alghad.jo/?news=349075 (2) هشام البستاني، “الأوهام القÙطْرية لليسار الاجتماعي الأردني” (النسخة الكاملة)ØŒ كنعان Ù€ النشرة الالكترونية، العدد 1583ØŒ 2 تموز 2008ØŒ
http://www.kanaanonline.org/articles/01583.pdf . (3) ناهض Øتر، ÙÙŠ وداع الذهبي: عقل استراتيجي يقود المخابرات العامة ويغير صورتها،
http://allofjo.net/web/?c=135&a=2768 . (4) عمر شاهين، ماذا جمع ناهض Øتر ومدير المخابرات؟، موقع اليسار الاردني joleft.netØŒ الاربعاء 31/12/2008ØŒ المقال لم يعد متوÙراً على الموقع المذكور.
(5) ناهض Øتر، ظاهرة اردنية: مدير الاستخبارات مواطنا وناشطا سياسيا، صØÙŠÙØ© الاخبار (لبنان)ØŒ الثلاثاء 3 شباط 2009ØŒ http://www.al-akhbar.com/ar/node/116524. (6) وثيقة “التجمع الوطني للانقاذ”ØŒ الورقة الاساسية للجنة المبادرة الوطنية.